اقرئي في هذا المقال
مع اقتراب موعدها يتبادر إلى أذهاننا سؤال حول أعراض الولادة الطبيعية، هل ستكون طبيعية أم سيضطر الطبيب للتدخل الجراحي؟
تساؤلات كثيرة تخطر للمرأة المقبلة على الولادة ومشاعر ممزوجة بين الفرح والقلق الخوف والتوتر.
سنتحدث في هذا المقال في بنات طب عن أعراض الولادة الطبيعية وكيفية حدوثها، ولكن قبل بداية التحدث عن الأعراض، دعونا نعرف ما المقصود بالولادة الطبيعية؟
الولادة الطبيعية
عند تفكير المرأة الحامل بالوقت المنتظر وهو وقت الولادة، يكون تفكيرها متخبطًا بين إحساس الفرح برؤية مولودها، والإحساس بالخوف والقلق من مخاوف الولادة.
وتعرف الولادة الطبيعية بأنها إنجاب طفل طبيعياً من خلال المهبل بوضعية رأسية وبشكل تلقائي، بعد مرور 37-42 أسبوعاً من الحمل.
يطلق مسمى الولادة الطبيعية على الولادة التي لم يستخدم فيها أي أدوية أو مخدر للآلام، إذ تشعر المرأة بكل لحظة في الولادة الطبيعية وكل الآلام المتعلقة بها، ولكن يوجد طرق بديلة للتخلص من الآلام بدون استخدام مخدر.
ما هي الطرق التي يمكن للمرأة أن تستخدمها لتسكين آلامها وقت الولادة؟
- التنفس بانتظام بتقنيات معينة.
- تدليك الظهر لتسكين الآلام.
- الاستحمام بماء دافئ أو الجلوس في ماء دافئ ويمكن الولادة في أثناء ذلك الوضع ولكن يختلف على حسب المكان التي تلد فيه.
- البحث عن أفضل وضع مريح لكِ جسديًا سواءً كنتِ واقفة أو جالسة أو نائمة.
- استخدام تقنية الإلهاء مثل مشاهدة التلفاز أو سماع الموسيقى.
- الدعم النفسي.
- اليوجا والتأمل.
- المشي.
ولكن إذا لم تستطع المرأة تحمل آلام الولادة…
هل يمكن استخدام مسكن للآلام؟ وما هو الوقت المناسب لاستخدامه؟
عند بدء أعراض الولادة الطبيعية تزداد الآلام تدريجيًا، والتي يمكن تحملها في البداية ولكن في نهاية المطاف لا تستطيع بعض النساء تحمل آلام الولادة الشديدة، ولذلك يبدأ التفكير في تخدير تلك الآلام فهل تستطيع المرأة استخدام المخدر؟
يمكن استخدام المخدر في الوقت التي تشعرين فيه بعدم تحملك للآلام حيث إن الوقت المثالي لأخذ المخدر عند ظهور رأس الجنين للطبيب، ولذلك لا تترددي في طلبه حتى تمر الولادة بشكل طبيعي وسليم.
في حالة طلب تخدير في بداية الولادة، يمكن استخدام التخدير النصفي وبذلك تظلين واعية وتشعرين بكل لحظات الولادة ولكن بآلام خفيفة.
يبدأ تخدير فوق الجافية “Epidural anesthesia” في تسكين الآلام بعد ٢٠ دقيقة من إعطائها للمرضى.
أما التخدير الشوكي “Spinal block” يستمر لفترة ساعة أو ساعتين فقط ولا يسمح باعطائه مرة ثانية أثناء الولادة.
| أيهما أفضل الولادة القيصرية أم الولادة الطبيعية؟ اقرئي: مخاطر الولادة القيصرية على الأم والجنين. |
لماذا تفضل بعض النساء الولادة الطبيعية عن غيرها؟
تفكر بعض النساء في اختيار الولادة الطبيعية بدون تخدير وذلك لعدة أسباب:
- يمكن أن تقلل الأدوية من سرعة الولادة؛ ولذلك تزيد فترة المخاض.
- يمكن للأدوية أن تؤثر على الأم تأثيرات سلبية وتسبب انخفاض في ضغط الدم أو الغثيان.
- رغبة تلك النساء في الشعور بكل لحظة من لحظات الولادة.
لماذا الولادة الطبيعية غير مفضلة لبعض الحوامل؟
توجد معايير تحدد إذا كانت الولادة الطبيعية خطرًا أم لا، ومنها:
- إذا كان عمر المرأة أكبر من ٣٥ عامًا.
- إذا سبق لها الولادة جراحيًا.
- إن كانت حاملًا في أكثر من جنين.
- إذا كان لها تاريخ دوائي مع أدوية السكري وأدوية تجلط الدم.
- شرب الكحول والمخدرات أثناء الحمل.
- توجد بعض المشاكل أثناء الحمل، مثل: المشاكل المتعلقة بالمشيمة أو مشاكل في نمو الجنين.
وبعد تعرفنا على الولادة الطبيعية، فما الذي يحدث عند اقتراب موعد الولادة؟
عند اقتراب موعد الولادة تبدأ علامات الولادة الطبيعية في الظهور ولذلك يجب على المرأة الحامل أن تعرف ما هي تلك العلامات؟
علامات الولادة الطبيعية
- زيادة الضغط في الرحم.
- تغير في معدل الطاقة والنشاط.
- إفرازات مخاطية مختلطة بالدم.
هل هذا يعني بدء الولادة الطبيعية؟
لا، فبداية الولادة مع بداية الانقباضات المنتظمة والمؤلمة.
هل هذا يعني وجود نوع آخر من الانقباضات؟
نعم، توجد انقباضات كاذبة تتوهم بها بعض السيدات بدء الولادة الطبيعية.
تأتي بعد الأسبوع العشرين من الحمل وتسمى براكستون هيكس “Braxton hicks“.
تتصف هذه الانقباضات بأنها غير منتظمة وغير مؤلمة ولكنها غير مريحة، لا تسبب تمدد عنق الرحم؛ ولذلك لا تؤدي إلى ولادة. يحتمل أن يكون سببها:
- نشاط زائد من الأم أو الطفل.
- امتلاء المثانة البولية.
لم يتوصل أحد حتى الآن إلى الدور التي تلعبه تلك الانقباضات فيمكن أن تفيد في:
- تعزيز تدفق الدم.
- المحافظة على صحة الرحم أثناء الحمل.
- تجهيز الرحم للولادة.
| اقرئي أيضًا: أعراض الحمل خارج الرحم. |
ما هي أعراض الولادة قبل أيام من حدوثها؟
توجد بعض الأعراض التي تشير إلى بداية الولادة الطبيعية قبل أيام قليلة من حدوثها، وحينها يجب المتابعة والتحدث إلى الطبيب؛ لمعرفة الوقت المناسب للذهاب إلى المشفى.
أعراض الولادة الطبيعية قبل أيام من حدوثها:
- تقلصات أسفل البطن وانقباضات متوسطة القوة ومتكررة.
- زيادة في آلام الظهر.
- تغير وضع الجنين استعدادًا للولادة.
- مغص في منطقة الحوض يشبه مغص الدورة الشهرية.
- إسهال لمدة 2-3 أيام قبل الولادة أو الغثيان.
- توقف زيادة الوزن.
- تغيرات في لون الإفرازات المهبلية وكثافتها.
- تصلب البطن وتحجره.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
- يبدأ عنق الرحم في التمدد.
- زيادة في الإفرازات المهبلية بشكل كبير.
- فقدان الإفرازات المخاطية.
- ازدياد الثقل في أسفل البطن وانخفاضه في أعلاه لأن الطفل ينزل إلى الحوض.
- ظهور طاقة كبيرة للحركة والعمل لديكِ.
تحمي تلك الإفرازات عنق الرحم من دخول البكتيريا إلى الرحم في أثناء الحمل وعند الولادة تنزل تلك الإفرازات استعدادًا للولادة.
توجد بعض الأعراض التي تشير إلى اقتراب الولادة ويفضل حينها الذهاب للمشفى.
أعراض الولادة الطبيعية قبل ساعات من حدوثها:
- ارتخاء في عنق الرحم وتمدده.
- ارتخاء المفاصل والعضلات.
- ينفجر كيس الماء وينزل السائل الأمنيوسي (نزول الماء المحيط بالجنين من أحد أهم العلامات لبدء الولادة).
- الحاجة للتبول بشكل مستمر.
- نزول قطرات من الدم.
- التنفس بشكل أعمق وأطول.
- نزول السدادة المخاطية التي تسد عنق الرحم خلال الحمل.
الولادة الطبيعية بالتفصيل
بعد تعرفنا على المرحلة التي تسبق الولادة وأعراض الولادة الطبيعية قبل أيام من حدوثها، سنتكلم عن الولادة الطبيعية بالتفصيل.
كيفية حدوث الولادة الطبيعية
تنقسم فترات الولادة الطبيعية إلى 3 فترات:
الفترة الأولى من الولادة الطبيعية
خلال الفترة الأولى، تساعد الانقباضات على ترقق وتمدد عنق الرحم استعدادًا للولادة، ويبدأ الطبيب المعالج متابعة الأمر وقياس قطر فتحة عنق الرحم، كم سنتيمتر؟
في الفترة الأولى، يتسع عنق الرحم إلى 10 سم وذلك يستغرق من الوقت 12 إلى 18 ساعة إذا كان الطفل الأول، أما إذا كان الطفل الثاني سيستغرق من 7 إلى 12 ساعات.
تنقسم الفترة الأولى إلى ثلاث مراحل:
- مرحلة بداية الولادة
تبدأ أعراض الولادة الطبيعية قبل أيام من حدوثها، وهنا يكون عنق الرحم تمدد ليصل إلى 4 سم وتكون الانقباضات مستمرة ولكن لها طبيعة خاصة فتكون متباعدة بعض الشئ وليست حادة.
يجب عليكِ ممارسة بعض الأنشطة، وتناول بعض الوجبات الخفيفة أو شرب بعض السوائل؛ حتى تتمكن من متابعة الانقباضات، وإذا لاحظتِ زيادة قوة ومعدل الانقباضات نكون انتقلنا إلى المرحلة الثانية وهي المرحلة النشطة.
- المرحلة النشطة
هنا تمدد عنق الرحم يصل من 4 سم إلى 7 سم، وتتكرر الانقباضات كل 3 إلى 4 دقائق وتستمر كل منها لمدة 40 إلى 60 ثانية هذا يعني أن عنق الرحم أصبح يتمدد بشكل أسرع (1سم في الساعة).
لذلك عليكِ التوجه إلى المشفى لاقتراب موعد الولادة واحتمالية تمزق كيس الماء ونزول السائل الأمنيوسي للجنين وتوقع حدوث سرعة في الانقباضات.
لابد هنا أن تبدأي في التركيز على بعض المسكنات الطبيعية لتسكين آلام الانقباضات لحين موعد الولادة؛ لذلك عليك إجراء بعض التدليك أو التنفس ببطء أو مشاهدة صور أو سماع الموسيقى للهدوء والاسترخاء بين كل بداية انقباضة والأخرى؛ فذلك يجعلك تشعرين بتحسن وتستطيعين تحمل الانقباضة التالية ويمكنك اتباع بعض النصائح التي تكلمنا عليها سابقًا لتسكين الآلام دون اللجوء لتخدير.
- المرحلة الانتقالية
وهنا وصل التمدد لعنق الرحم إلى 10 سم، تعد هذه المرحلة من أصعب المراحل ألمًا لأن تمدد عنق الرحم وصل إلى أقصاه، تحدث الانقباضات كل 2 إلى 3 دقائق وتستمر لمدة دقيقة إلى دقيقة ونصف.
وهنا يمكن أن تشعرين ببعض الأعراض وهي:
- التعرق.
- الإحساس بالبرودة أو بالحر.
- يزيد معدل الانقباضات في هذه المرحلة، ولا يوجد وقت كافٍ للراحة بين كل انقباضة وأخرى؛ ولذلك لا تريدين من أحد لمس جسدك.
- تبدأ المعدة بالتوعك.
الفترة الثانية من الولادة الطبيعية
يبدأ الجنين بالتحرك متجهًا إلى الخارج عبر قناة الولادة، حيث تساعد الانقباضات في دفع الجنين للخارج، إذ ينصح الطبيب المرأة الحامل بالتنفس بطريقة معينة في أثناء الانقباضات؛ لزيادة دفع الجنين وتسهيل خروجه (قد يحتاج الطبيب لعمل شق جراحي في العجان لتسهيل خروج الجنين).
الفترة الثالثة من الولادة الطبيعية
تولد المشيمة في هذه المرحلة، إذ تخرج المشيمة بعد خروج الجنين في هذه المرحلة، تصبح الانقباضات متوسطة الحدة؛ لتساعد فقط على خروج المشيمة من الرحم.
وفي النهاية يخيط القطع الجراحي إن وجد.
كم من الوقت تأخذ الولادة الطبيعية؟
بعد تعرفنا على كيفية حدوث الولادة الطبيعية، نجد أنها تستغرق من الوقت ساعات بل يمكن أن تأخذ يومًا كاملًا، يختلف الوقت من امرأة لأخرى وكل امراة ولها تجربتها الخاصة مع الولادة.
| والآن، هل أنتِ جاهزة لأجمل مرحلة في حياتكِ؟ إنها الأمومة، اقرئي المزيد عن الأمومة: خبيرة في الأمومة. |
ما هي المخاطر الممكنة في أثناء العملية؟
يوجد سيدات معرضات لحدوث مضاعفات ويوجد أخريات أقل عرضة للمضاعفات؛ ولذلك تصبح الولادة الطبيعية بدون تخدير الاختيار الأمثل لهم.
قد تحدث مضاعفات أثناء الولادة، كالنزيف الشديد أو مشاكل في الحبل السري، ولذلك إذا وقع الاختيار على الولادة الطبيعية، يجب أن تضع الخطة البديلة (وهو التدخل الجراحي) إذا حدثت تلك المصاعب.
وفي النهاية عزيزتي، إذا بدأت أعراض الولادة الطبيعية فلا تقلقي، فقط افرحي وفكري في قدوم طفلك الجميل إلى الحياة، بعدها تحدثي إلى طبيبك ليخبرك بالتصرف الصحيح. ونصيحتي الأخيرة، اتركي أمورك لله سبحانه وتعالى هو من يدبر لنا الخير.
