طب النسا

الجهاز التناسلي للأنثى | من هنا تبدأ الحياة!

{فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ}

 

هكذا وصف الله تعالى رحم المرأة، العضو الأهم في الجهاز التناسلي للأنثى، فهو منبع الحياة ومستقرها، ومصدر الأمن والأمان، فمن هنا ولدنا، ومن هنا بدأت حياتنا، وهو من أعظم آيات الله في خلقه.

 

لا شك أن تكوين هذا الجهاز يحمل العديد من الأسئلة الوجودية؛ فكثير من السيدات قد تتساءل عن كيفية عمل الوظائف الجنسية المختلفة من حمل وولادة في تناغم تام.

 

لذلك، جئنا إليكِ عزيزتي بهذا المقال المتميز من بنات طب عن الجهاز التناسلي للمرأة، لنجيب عن كل هذه التساؤلات، فتابعي معنا. 

 

وظائف الجهاز التناسلي للأنثى

يتكون جسم الإنسان من عدة أجهزة هامة لاستمرار الحياة، وإذا اعتل عضو من أعضاء هذه الأجهزة تعرضت حياته للهلاك.

 

لكن، أهمية الجهاز التناسلي ليست كباقي الأجهزة، فلقد صُمم فقط للتناسل والتكاثر لضمان استمرار الجنس البشري وحمايته من الانقراض.

 

ويختلف الجهاز التناسلي الذكري عن الأنثوي في أمور شتى، فكل له طبيعته ودوره المختلف، ولكنهما يتفقان في الغاية؛ حيث يتشاركان لتكوين الجنين. يمكننا حصر وظائف الجهاز التناسلي للمرأة في النقاط التالية: 

 

  • ممارسة العلاقة الجنسية.
  • إفراز البويضات التي تحمل الجينات اللازمة لتكوين الجنين.
  • حماية وتغذية الجنين في أثناء فترة الحمل.
  • عملية الولادة.

 

شرح الجهاز التناسلي للأنثى ومكوناته الأساسية

 

لا شك أن الجهاز التناسلي عامة والأنثوي خاصة يحمل الكثير من التفاصيل، التي يجب إلقاء الضوء عليها. 

 

يمكننا تسهيل شرح الجهاز التناسلي للأنثى بتقسيمه إلى الجهاز التناسلي للمرأة الخارجي والجهاز التناسلي للمرأة من الداخل. سنتناول الحديث الآن بشيء من التفصيل عن مكونات هذا الجهاز، فتابعي معنا.

أولًا: الأعضاء التناسلية الخارجية

الأعضاء الخارجية للجهاز التناسلي للأنثى - بنات طب

يعرف الجهاز التناسلي للمرأة الخارجي بالفرج أو’’Vulva‘‘، حيث يغطي الأعضاء الداخلية للجهاز التناسلي.

 

تعد أهم وظائف الأعضاء التناسلية الخارجية هي السماح بمرور الحيوانات المنوية وحماية الجهاز التناسلي من الإصابة بالعدوى، نذكر من أهم الأعضاء الخارجية:

جبل العانة ’’Mons pubis‘‘

هو الجزء الخارجي المستدير من الفرج. يتكون هذا الجزء من الخلايا الدهنية، وينمو الشعر فيه عند وصول الأنثى لسن البلوغ.

 

تكمن وظيفة جبل العانة في امتصاص الصدمات في أثناء العلاقة الحميمية.

الشفران الكبيران ’’Labia majora‘‘

سميت بهذا الاسم لأنها تشبه الشفاه تمامًا، فهي تحمي أعضاء الجهاز التناسلي للأنثى من الداخل، وهي تعادل كيس الصفن عند الرجال. يحتوي هذان الشفران على غدد دهنية وعرقية، وينمو الشعر فيها بعد مرحلة البلوغ.

الشفران الصغيران ’’Labia minora‘‘

سميت بالشفرين الصغيرين لأن عرضهما يتراوح بين نصف سنتيمتر إلى خمسة سنتيمترات كحدٍ أقصى. يقع هذان الشفران الصغيران بداخل الشفرين الكبيرين، حيث تحيط منطقة الدهليز الفرجي.

الدهليز الفرجي ’’Vulva vestibule‘‘

يقع الدهليز الفرجي بين الشفرين الصغيرين، ويمتد إلى أسفل البظر من أعلى، ونقطة التقاء الشفرين الصغيرين الخلفية من أسفل.

 

يحتوي الدهليز الفرجي على مخرج البول وفتحة المهبل.

 

غدد بارثولين ’’Bartholin’s glands‘‘

تقع هذه الغدد على جانبي فتحة مهبل الأنثى، حيث تفرز بعض الإفرازات المخاطية لترطيب المهبل. قد تُسد فتحة هذه الغدد في بعض الأحيان، متسببة في تراكم الإفرازات بداخلها وتضخمها. 

البظر ’’Clitoris‘‘

يتقابل طرفا الشفتين الصغيرتين عند البظر، وهو نتوء حساس مغطى بقطعة من الجلد تسمى القلفة أو ’’Prepuce‘‘

 

يشبه البظر القضيب عند الرجال، لأنه حساس للغاية وينتصب عند الإثارة.

بصلة الدهليز ’’Vestibular bulb‘‘

تتكون بصلة الدهليز من كتلتين من الأنسجة المنتصبة، التي تتصل بالبظر من الناحية الخلفية. 

 

يُضخ الدم لهاتين الكتلتين عند الإثارة الجنسية، فيضغطان على البظر مما يسبب الشعور بإحساس لطيف.

 

ثانيًا: الأعضاء الداخلية من الجهاز التناسلي للأنثى 

الأعضاء الداخلية للجهاز التناسلي الأنثوي - بنات طب

يبدأ الجهاز التناسلي للمرأة من الداخل بدايةً من غشاء البكارة على النحو التالي:

 

غشاء البكارة ’’Hymen‘‘

هو غشاء رقيق يغطي فتحة مهبل الأنثى ويحميه، حتى تتزوج المرأة ويتمزق هذا الغشاء في بداية العلاقة الزوجية.

 

يختلف سمك وشكل غشاء البكارة من أنثى إلى أخرى، ويمكنكِ معرفة المزيد عن هذا الغشاء من هنا.

 

المهبل ’’Vagina‘‘

يعرف «بقناة الولادة»، وهو عبارة عن أنبوبٍ عضليٍ مرن قابل للتمدد والانكماش، ويحتوي على أغشية مخاطية لحمايته والحفاظ على ترطيبه.

 

تربط قناة الولادة عنق الرحم بالجهاز التناسلي الخارجي للمرأة، وله ثلاث مهامٍ أساسية:

 

  1. مرور دم الحيض في أثناء الدورة الشهرية أو النفاس.
  2. استقبال القضيب في أثناء العلاقة الحميمية.
  3. عبور الطفل في أثناء ولادته.

عنق الرحم ’’Cervix‘‘

هو بمثابة بوابة للرحم تسمح بمرور الحيوانات المنوية إليه ونزول دم الحيض منه.

تقع هذه البوابة في الجزء السفلي من الرحم، ويتمتع بجدارٍ قوي سميك، وفتحةٍ صغيرةٍ تتمدد عند الولادة.

الرحم’’Uterus‘‘

من أهم أعضاء الجهاز التناسلي للأنثى؛ فهو مستقر الجنين ومستودعه حيث يتغذى وينمو حتى يأتي موعد ولادته. 

 

يمكننا وصف هذا العضو الهام بأنه جسم أجوف يشبه شكل الكمثرى المقلوبة، ويتمتع بعضلاتٍ مرنة وقوية؛ فهو من أكثر العضلات قوةً في جسم المرأة. 

 

تتيح هذه العضلات الفرصة لتمدد رحم المرأة بسهولة في أثناء فترة نمو الجنين، والانكماش بعد ولادته، والانقباض في أثناء الدورة الشهرية والمخاض.

 

“اقرئي أيضًا عن: أعراض الحمل خارج رحم المرأة.”

 

قناة فالوب ’’Fallopian tube‘‘

تمتلك كل امرأة قناتين تتلاقيان مع ركني الجزء العلوي من رحم الأنثى، وتمتدان حتى المبيض.

 

 تتكون قناة فالوب من أنبوب ضيق، يحتوي على أهداب دقيقة لتحريك البويضة عبر هذا الأنبوب إلى الرحم. 

 

تُخصب البويضة طبيعيًا في هذه القناة ثم تنتقل للرحم بعد ذلك، لاستكمال مراحل نمو الجنين.

المبيض Ovary

يحتوي الجهاز التناسلي للمرأة من الداخل على مبيضين؛ كل مبيض يقع في أحد الجانبين. وهو جسم صغير بيضاوي الشكل، يحتفظ بالبويضات بداخله، ويفرز كل مبيض بويضة واحدة كل شهر بالتبادل مع الآخر.

 

يعد المبيض أحد الغدد الصماء؛ لأنه يفرز بعض الهرمونات الأنثوية، مثل: الإستروجين والبروجستيرون.

 

تشوهات الجهاز التناسلي الأنثوي الخلقي

قد تولد بعض السيدات بتشوهات خلقية في أحد أعضاء الجهاز التناسلي للأنثى، تنشأ هذه التشوهات عادةً نتيجةً لحدوث خلل في تكوين الجهاز التناسلي بسبب الطفرات الوراثية أو التغيرات البيئية في أثناء فترة تكوين أعضاء الجنين.

غشاء البكارة

تعددت أشكال غشاء البكارة الطبيعية، فمنه الهلالي والغربالي وثنائي الفتحة. تتفق كل هذه الأشكال في أنها تحتوي على فتحة صغيرة لضمان نزول دم الحيض.

 

قد تولد بعض السيدات بغشاء مصمت لا يسمح بمرور الدم، وعادةً لا تُكتشف هذه الحالة إلا بعد البلوغ؛ عندما يحبس دم الحيض ويتراكم مسببًا الشعور بالألم الشديد.

المهبل

قد تحدث بعض التشوهات الخلقية للمهبل، مثل:

  • الحاجز المهبلي: حيث تنقسم قناة الولادة بحاجز طوليًا أو عرضيًا.
  • عدم تخلق المهبل: لا ينمو مهبل المرأة في هذه الحالة على الإطلاق، وقد يفشل أيضًا رحمها في النمو أو ينمو صغيرًا.

عنق الرحم

يعد عدم تخلق عنق الرحم من حالات تشوه الجهاز التناسلي للأنثى النادرة، والتي عادة ما يصاحبها تشوه قناة الولادة أو الجهاز البولي. 

 

هناك نوع آخر من التشوهات، ولكن أقل حدةً يسمى برتق عنق الرحم، والذي يصاحبه عادةً ألم حاد أو مزمن في منطقة الحوض وغياب الدورة الشهرية.

التشوهات الخلقية للرحم

قد تصاب بعض السيدات ببعض التشوهات الخلقية النادرة في هذا العضو المهم، مما يعيق عملية الحمل والولادة بشكل سليم على النحو التالي:

  • حدوث إجهاض تلقائي.
  • قلة وزن الطفل عند الولادة.
  • الولادة المبتسرة.
  • خلل في وضعية الجنين في أثناء الولادة.
  • وفاة الجنين في أثناء الحمل.

 

من أشهر هذه التشوهات الخلقية: 

رحم مزدوجة

تتكون رحم المرأة من أنبوبين منفصلين، هذان الأنبوبان يلتحمان معًا في أثناء فترة تكوين الأعضاء التناسلية للأنثى لتكوين الرحم. 

 

تفشل عملية الالتحام هذه في بعض الحالات النادرة؛ مما يؤدي إلى نمو كل أنبوب على حدة بعنق رحم منفصل، وتسمى رحم مزدوجة.

 

عادة ما تنجح عملية التخصيب والحمل في هذه الحالة دون أي مشكلات، ولكنها تزيد احتمالية حدوث الإجهاض والولادة المبتسرة.

رحم أحادي القرن

هي حالة وراثية نادرة حيث لا ينمو إلا نصف رحم فقط، ويوجد في الجهاز التناسلي للأنثى قناة فالوب واحدة ومبيض واحد. 

 

عادةً، لا تكتشف المرأة إصابتها بهذه الحالة إلا عندما تجد صعوبةً في حدوث الحمل؛ فتكتشف الأمر عند إجراء بعض الفحوصات الطبية لمعرفة السبب. 

رحم ثنائي القرن

يعد هذا الشكل من الأرحام من أشهر حالات التشوه للرحم، حيث يحدث خلل في أثناء مرحلة النمو، يؤدي إلى انقسام نصفي رحم الأنثى وعدم تلاحمهما كليًا، مما يجعله يشبه شكل القلب.

 

لا تلحظ كثير من السيدات إصابتها بهذا التشوه، لأنه لا يصاحبه أي من الأعراض المقلقة في كثير من الأحيان. 

 

قد تقترن بعض الأعراض بهذه الحالة، التي من أشهرها: 

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • الإجهاض المتكرر.
  • عسر الطمث.
  • آلام البطن.
  • عسر الجماع.

 

عادةً لا تنتبه كثير من السيدات لأن تكون هذه الأعراض نتيجةً لوجود تشوه بالأعضاء التناسلية، وتعتقد أن هذه الأعراض طبيعية وتحدث فقط وفقًا لطبيعة جسدها.

الجهاز التناسلي للأنثى قبل وبعد البلوغ

تولد المرأة برصيد من البويضات مخزون داخل المبيضين، تبقى هذه البويضات خاملة حتى تصل الأنثى إلى سن البلوغ.

 

تفرز الغدة النخامية بعض الهرمونات، التي تحفز إفراز هرمونات الأنوثة بدايةً من مرحلة البلوغ حتى الوصول لسن اليأس.

 

تحفز أيضًا هذه الهرمونات إفراز البويضة، التي تنتظر بعد ذلك في قناة فالوب حيث يكمن احتمالين:

  • تخصيب البويضة وحدوث الحمل.
  • عدم تخصيبها ونزول الطمث.

 

تغيرات الجهاز التناسلي للأنثى بعد انقطاع الطمث

تطرأ بعض التغيرات على الأنثى وجهازها التناسلي، نتيجة لانخفاض مستوى الهرمونات بعد الوصول لمرحلة انقطاع الطمث. تشمل هذه التغيرات:

  • توقف إنتاج البويضات وإفراز الهرمونات الأنثوية من المبايض.
  • توقف الدورة الشهرية.
  • شيخوخة جدار المهبل: قلة سماكته وعدم مرونته.
  • عسر الجماع.
  • زيادة فرص الإصابة بالعدوى الفطرية المهبلية.
  • تهيج الأعضاء التناسلية الخارجية.

 

أمراض الجهاز التناسلي الأنثوي المختلف

الجهاز التناسلي للأنثى - بنات طب

بطانة الرحم المهاجرة

قد تصاب بعض السيدات بنمو بعض الأنسجة الشبيهة بأنسجة رحم الأنثى في مناطق أخرى داخل أو خارج منطقة الحوض، التي تعرف أيضًا بانتباذ رحمي.

 

قد يسبب نمو هذه الأنسجة الشعور بالألم وغزارة الطمث، وقد لا يسبب ظهور أي أعراض. تؤدي هذه الحالة المرضية عادةً لقلة الخصوبة عند السيدات.

 

اقرأ أيضًا عن: أسباب العقم عند النساء.

 

أورام ليفية رحمية

لم يتوصل العلماء إلى سبب نمو هذه الأورام الليفية داخل رحم المرأة، وتعد هذه الأورام من أكثر الأورام الليفية شيوعًا عند النساء. قد تشعر بعض السيدات ببعض الأعراض المزعجة، مثل: 

  • وجود ألم أسفل الظهر.
  • الشعور بالامتلاء.
  • عسر الطمث.

سرطان الجهاز التناسلي الأنثوي

قد تصيب الخلايا السرطانية بعض أعضاء الجهاز التناسلي للأنثى، ومن أشهرها: سرطان الرحم والمبيض والفرج.

متلازمة تكيس المبايض

تصاب بعض السيدات بمتلازمة تكيسات المبايض نتيجة زيادة هرمونات الذكورة، التي تسبب نمو بعض التكيسات داخل المبايض. 

 

أوضحت الدراسات أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري.

الأمراض المنقولة جنسيًا

قد يصاب كل من الذكور والإناث ببعض الأمراض المنقولة جنسيًا. تنشأ هذه الأمراض جراء الإصابة بالعدوى بالفيروسات أو البكتيريا أو الفطريات، التي تشمل أكثر من ٢٠ نوعًا. تنتقل هذه العدوى في أثناء الاتصال الجنسي بشخص مصاب.

 

يعبر الجهاز التناسلي للمرأة عن شخصيتها؛ فهو يحمل بين طياته الكثير من التفاصيل الدقيقة، وهو قوي وحنون، ورقيق وحمول في الوقت ذاته.

 

عرضنا في هذا المقال شرح الجهاز التناسلي للأنثى بشكل مفصل، وتعرفنا إلى التغيرات الطارئة عليه في أثناء مراحل نمو المرأة المختلفة، تعرفنا أيضًا إلى أشهر التشوهات الخلقية التي قد تلحق به، وأهم الأمراض التي قد تصيبه.

 

وفي النهاية، فلتحرصي عزيزتي على معرفة كل ما يخص صحتك الجنسية ولتحافظي عليها بكل طريقة ممكنة.

بواسطة
بقلم: د. إسراء محمد على مراجعة علمية: د. إلهام عقيلتدقيق لغوي: د. مريم روماني
المصدر
webmedcdc

د/ إسراء محمد علي

يقولون دائمًا أن الكتابة فن ومهارة، وأنا أؤمن أنها وراثة. فلقد ورثت حب الكتابة عن والدي صاحب كتاب (أسرار جراحة الأطفال). أنا إسراء محمد علي، أم وصيدلانية وحاصلة على دبلومة صيدلة إكلينيكية من جامعة عين شمس، فإذا وجدت في كتاباتي ما يفيد فلتدعوا لأبي بالرحمة فإليه يعود الفضل والثواب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى