اقرئي في هذا المقال
“مبروك المدام حامل”… اقشعر بدني مع سماعي هذه الكلمات، لكم هو جميل وقع هذه الجملة على الأسماع والقلب، أحسست بفرحة عارمة لا توصف. مرت الأيام وبدأت أشعر بتعب شديد وأعراض غريبة؛ ذهبت مسرعة إلى الطبيبة، وبعد الفحص والتحاليل صارحتني قائلة: “للأسف تسمم حمل”، لم أعرف ما هو تسمم الحمل؟!
أحسست بحزن شديد ظنًا مني أن هذا معناه انتهاء حملي. ولكن الطبيبة طمأنتني قائلة: “إن هذا مرض يصيب الحامل مثل أي مرض آخر، ولا يعني فقدان الجنين، ولكنه نادرًا ويحتاج عناية شديدة، ومتابعة منتظمة”.
فلا تقلقي عزيزتي إن كنتِ تعانين من هذه الحالة، سيبين لكِ هذا المقال في بنات طب ما هي؟ وأسبابها وكيفية علاجها.
ما هو تسمم الحمل ’’Pre-eclampsia‘‘؟
تعد هذه المتلازمة حالة طبية خطيرة ونادرة؛ إذ تحدث في 5% فقط من النساء الحوامل وتتميز بالآتي:
- ارتفاع ضغط الدم، ووجود بروتين في البول، وتورم اليدين والقدمين.
- يحدث غالبًا بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويمكن أن يحدث قبل ذلك.
- يمكن أن يكون حادًا أو خفيفًا.
- يمكن أن يحدث بعد الولادة.
- ليس بالضرورة أن يكون له مقدمات أو أعراض؛ لذلك لا بد من المتابعة بانتظام مع الطبيب.
- علاجه الوحيد الولادة، إلا إذا كان في الشهور الأولى.
- قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل: التشنجات نتيجة ارتفاع ضغط الدم.
| اقرئي أيضًا: تحاليل الحمل في الأشهر الأولى. |
ما هو تسمم الحمل الخفيف؟
يحدث التسمم عند ارتفاع ضغط الدم بشكل طفيف، ولكن بسبب ضعف الأعراض يمكن عدم ملاحظتها. لذلك لا بد من المتابعة المنتظمة مع الطبيب، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لمتابعة الحمل؛ لسرعة اكتشاف التسمم وأي مشاكل طبية أخرى.
ما هو تسمم الحمل الحاد؟
على العكس من النوع الأول، فإن النوع الحاد يرتفع فيه الضغط بشدة، ويمكن الشعور بكل أعراض التسمم، وقد يتطلب الدخول إلى المستشفى؛ لوضع الحالة تحت المراقبة.
إن المتابعة المنتظمة مع الطبيب لأعراض التسمم، وتبين ظهورها من عدمه أثناء الحمل، من خلال قياس ضغط الدم بانتظام وإجراء باقي الفحوصات؛ يساهم بشكل كبير في الكشف المبكر، كما ذكرت سابقًا.
ما هو تسمم الحمل بعد الولادة؟
يحدث هذا النوع من التسمم غالبًا في أثناء الحمل، ولكن في بعض الحالات يحدث بعد الولادة، حتى وإن لم تظهر أي أعراض في أثناء الحمل.
تظهر الأعراض خلال فترة تتراوح من 48 ساعة وحتى 6 أسابيع بعد الولادة، ويكون العلاج بعد الولادة هو الأدوية.
| اقرئي أيضًا: مخاطر الولادة القيصرية. |
أسباب تسمم الحمل
ما زالت أسباب التسمم من الحمل غير معروفة حتى الآن، ولكن النظرية الأكثر شيوعًا هي: وجود خلل ما في المشيمة -العضو المسؤول عن إيصال الدم والغذاء للجنين- يجعلها غير قادرة على إتمام وظيفتها على نحو صحيح.
يحصل الجنين خلال الحمل على الغذاء والأكسجين من خلال المشيمة، التي تنقل الدم المحمل بالغذاء والأكسجين من الأم للجنين، كما تنقل الفضلات في الدم من الجنين للأم.
في هذه الحالة لا تنقل المشيمة القدر الكافي من الدم من وإلى الجنين؛ بسبب خلل حدث في أثناء تكوينها في بداية الحمل.
ويرجع الأطباء أسباب هذا الخلل إلى:
- عوامل جينية أو وراثية.
- أمراض الأوعية الدموية.
- أمراض المناعة.
وعلى الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي، إلا أن هناك عوامل خطورة تجعلكِ أكثر عرضة للإصابة وهي:
- الإصابة السابقة.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بالتسمم من الحمل في العائلة.
- الحمل في أكثر من جنين.
- الإصابة بمرض ضغط الدم، أو أمراض الكلى.
- السمنة. اقرئي أيضًا: أدوية تخسيس آمنة.
- الإصابة بمرض السكري.
- أمراض المناعة، مثل: الذئبة الحمراء.
- أمراض الأوعية الدموية.
- التقدم في العمر.
- سوء التغذية.
أعراض وعلامات تسمم الحمل
تصاحب علامات التسمم عادة أعراضًا واضحة، إلا أنها قد تحدث بشكل مفاجئ ولا تشعرين بأعراض على الإطلاق، وهذه العلامات والأعراض تتمثل في:
- ارتفاع ضغط الدم.
- وجود بروتين في البول.
- تورم في القدمين، والرجلين، واليدين، والوجه.
- زيادة مفاجئة في الوزن؛ بسبب زيادة سوائل الجسم.
- صداع شديد مستمر.
- آلام شديدة في البطن خاصة الجانب العلوي الأيمن.
- دوخة.
- غثيان وقيء شديدين.
- تغيرات في الرؤية.
- قلة أو صعوبة التبول.
- ضيق شديد في التنفس.
تتشابه بعض هذه الأعراض مع الأعراض الطبيعية للحمل، مثل: الصداع والدوخة؛ والغثيان والقيء، ولكن أعراض هذا التسمم أكثر حدة ومستمرة ومفاجئة.
يجب التوجه بسرعة للمستشفى، أو للطبيب إذا شعرت بأي من العلامات المميزة، مثل: الصداع الشديد، أو عدم الرؤية بوضوح، أو ضيق شديد في التنفس.
التشخيص
خلال الزيارات الدورية لمتابعة الحمل، يقيس الطبيب ضغط الدم باستمرار، وعند ملاحظة ارتفاع ضغط الدم، يطلب تحليل للبول وتحاليل أخرى؛ للتشخيص الصحيح.
يعتمد الطبيب في تشخيصه أيضًا على عدة عوامل منها:
- التاريخ المرضي العائلي.
- التاريخ المرضي للحامل.
- وجود أمراض مزمنة.
- ظهور أي أعراض للتسمم من الحمل.
بعد توضيح ما هو تسمم الحمل وخطورته، يجب الذهاب للطبيب على الفور، عند الشعور بأي من أعراضه.
| تعرفي أيضًا على: حاسبات بنات طب. |
علاج تسمم الحمل
العلاج الوحيد هو الولادة، إلا إذا كان الحمل لم يتجاوز الأسبوع السابع والثلاثين. يبدأ الطبيب اتخاذ كافة إجراءات الولادة فور تأكيد التشخيص بهذه الحالة، وتشمل هذه الإجراءات:
- علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية.
- إجراء كافة التحاليل اللازمة للولادة.
- إجراء عملية الولادة جراحيًا إذا لم ينجح تحفيز المخاض.
وتبقى الحامل في المستشفى حتى الولادة لمراقبة حالتها.
إذا كان الحمل لم يتجاوز الأسبوع السابع والثلاثين، فيعتمد العلاج أو قرار الولادة على عاملين: مدة الحمل، حالة التسمم من حيث كونها خفيفة أو حادة.
أولًا: في حالة تسمم الحمل الخفيف
يرتفع فيه ضغط الدم ارتفاعًا طفيفًا، وقد يصاحبه أعراض أخرى. وينقسم حسب مدة الحمل إلى:
- في حالة لم يتجاوز الحمل الأسبوع الرابع والثلاثين، يصف الطبيب أدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع، مع الراحة والمتابعة المستمرة والمنتظمة، والتحاليل لمراقبة تطور الحالة. وحسب حالة الحامل، فقد يطلب الطبيب البقاء في المستشفى.
- إذا تجاوز الحمل الأسبوع الرابع والثلاثين، على حسب حالة الجنين: إذا كانت جيدة يعجل الطبيب بالولادة؛ أما إذا كانت حالة الجنين لا تسمح بولادته الآن، يصف الطبيب الأدوية مع البقاء في المستشفى لمتابعة الحالة ويعجل بالولادة عند تمام الأسبوع السابع والثلاثون.
ثانيًا: في حالة تسمم الحمل الحاد
يرتفع فيه ضغط الدم ارتفاعًا حادًا وتظهر كل أعراض التسمم من الحمل، على حسب مدة الحمل ينقسم إلى:
- في حالة لم يتجاوز الحمل الأسبوع الرابع والثلاثين، يصف الطبيب أدوية الكورتيكوستيرويد؛ لتسريع عملية نمو رئة الجنين، ثم يحفز الطبيب الولادة الطبيعية إن أمكن، أو يجري عملية ولادة جراحية.
- إذا تجاوز الحمل الأسبوع الرابع والثلاثين، يعجل الطبيب بالولادة سواء طبيعيًا أو جراحيًا، مع بقاء الحامل في المستشفى لعمل كافة الإجراءات اللازمة للولادة.
المضاعفات
إذا لم يعالج أو يتابع بدقة قد تحدث مضاعفات منها:
- الولادة المبكرة. تعرفي على علامات وأعراض الولادة الطبيعية.
- الارتعاج وهو نوبات من التشنج تحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم.
- متلازمة هيلب “HELLP Syndrome“، وفيها تتحلل خلايا الدم الحمراء، وترتفع إنزيمات الكبد، وتنخفض عدد الصفائح الدموية.
- النزيف بعد الولادة.
- أمراض الكبد والفشل الكلوي.
- انفصال المشيمة.
- الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.
- الوفاة.
ويؤثر على الرضيع أيضًا، فيكون وزنه أقل من الطبيعي عند الولادة، خاصة عند تحفيز الولادة في الحالات الحادة. وقد تحتاج بعض الحالات متابعة المولود في وحدة الرعاية المركزة للمواليد؛ بسبب الولادة المبكرة.
كيفية الوقاية
بعد معرفة ما هو تسمم الحمل؟ وما عوامل الخطورة التي تجعل الحامل أكثر عرضة له، فهناك أشياء تفعلها المرأة قبل الحمل حتى تقلل من خطر الإصابة وهي:
- لا بد من السيطرة على الأمراض المزمنة بالأدوية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري.
- إنقاص الوزن عند وجود سمنة.
- المتابعة المستمرة مع الطبيب لاكتشافه منذ البداية.
- المواظبة على الفحوصات الطبية لمن لديها تاريخ مرضي بالإصابة.
لا بد من تغيير نظام الحياة اليومي لنظام أكثر صحة للمحافظة على استقرار ضغط الدم؛ للمساهمة في الوقاية من التسمم الناجم عن الحمل، من خلال ما يلي:
- ممارسة التمارين الرياضية.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- عدم تناول الوجبات السريعة.
- التوقف عن التدخين.
- تقليل استخدام الملح في الطعام.
- شرب الكثير من الماء والسوائل على مدار اليوم.
- التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
في الختام، لا داعي للذعر بعد معرفة ما هو تسمم الحمل، فقد يكون تسمم الحمل حالة خطيرة ونادرة ولكن يمكن علاجه أو السيطرة عليه حتى الولادة؛ بالمتابعة المنتظمة مع طبيبك ونظام الحياة الصحي.
