اقرئي في هذا المقال
تنمية مهارات الطفل باللعب، هل لهذا الكلام أساس علمي؟
هل يكفى استخدام ألعاب ترفيهية للأطفال لتنمية مهاراتهم؟
كيف يساعد اللعب طفلي على مقاومة التوتر؟ وهل يمكن أن يحمي اللعب صحة ابني؟
في هذا المقال من بنات طب، نجيب عن جميع أسئلتك، ونقدم لكِ أفكارًا للعب مع الأطفال في المنزل ونعلمك ألعاب حركية للأطفال لتتشاركوا المتعة سويًا.
تنمية مهارات الطفل باللعب… كيف؟
يؤمن الأطباء النفسيون أن اللعب هو المحرك الأساسي لنمو الطفل، فكيف تحدث تنمية مهارات الطفل باللعب؟
عندما يلعب الطفل، ينمي هذا كل أنواع المهارات لديه حركية كانت أم إدراكية، وأيضًا المهارات الاجتماعية والعاطفية ومهارات التواصل.
- ينمي اللعب المهارات الحركية، فهو يستخدم عضلاته، فيركض ويتسلق ويقفز ويحفر، وتدريجيًا يتعلم أن يستقل ويرتدي ملابسه ويطعم نفسه.
- ينمي اللعب المهارات الاجتماعية والعاطفية، فمن خلال لعبة التظاهر بأن طفلتك أم للدمية أو باللعب مع أطفال آخرين تتطور مهارات عدة، مثل: التفاوض والتعاطف مع الآخرين.
- ينمي اللعب عادات صحية عند الأطفال، فالطفل كثير اللعب والحركة يتمتع بصحة أفضل من معظم الأطفال الذين يستخدمون الشاشات لفترات طويلة، والمعرضين للأسف للإصابة بسمنة الأطفال.
- يقلل اللعب من التوتر والقلق، ويعد مخرجًا للطفل من أسباب خوفه وقلقه.
- في أثناء اللعب، يجرب الطفل أفكارًا جديدة، ويربط خبراته السابقة بما تعلمه حديثًا.
- في اللعبة، الطفل هو البطل، وهو متخذ القرار؛ فيبدأ التدرب على تقبل عواقب قراراته مع كل يوم جديد.
- تنمية مهارات الطفل باللعب تمتد إلى تنمية مهارة التحكم بالذات، وهي مهارة مهمة لحياته القادمة، فيعزز اللعب قدرة الطفل على التحكم بمشاعره، وينمي مقاومته للمتعة الفورية أملًا في الحصول على المتعة القيمة طويلة الأجل أو ما يعرف في علم النفس (الإشباع المتأخر).
- ينمي اللعب “اليقظة الذهنية” عند الطفل، فعندما ينشغل الطفل باللعب لا ينتبه للزمان أو المكان، ويركز تمامًا على اللعبة أو المهمة التي بيديه.
- يتطور الطفل لغويًا مع اللعب، فيزيد فهمه للكلمات ويستخدمها أكثر.
اقرئي: متى يتكلم الطفل
نصائح لتشجيع الطفل على اللعب
بعدما علمتِ كيف تحدث تنمية مهارات الطفل باللعب، إليكِ عدة نصائح لتشجيع الطفل على اللعب الحر:
اللعب المفتوح هو ما يشجع الطفل على الاكتشاف
حاولي دائمًا عند شرائك للألعاب أن تكون مفتوحة النهاية أي أن الطفل يمكن أن يلعب بها بعدة طرق، مثل: المكعبات، وملابس التنكر، والألعاب المحشوة، ومجموعات الألعاب، مثل: (لعبة المطبخ، ولعبة أدوات المصلح، ولعبة الطبيب).
شاركي طفلك لعبته
من المهم أن تخصصي وقتًا لتشاركي طفلك لعبه، وتفعلين تمامًا ما يريدك فعله، فإذا أرادت ابنتك أن تكون الأم وتكوني أنتِ الرضيعة، ابدئئي فورًا بتقمص الشخصية.
امدحي لِعَبه
قولي: “ما أروع هذا البرج الذي بنيته!”، أو “لقد انبهرت بتلك اللعبة التي اخترتها!” دون مبالغة أو كذب وقاومي رغبتك الملحة في إملاء الطريقة الصحيحة للعب عليه؛ فخياله يعرف أكثر منك!
دعوة لأولاد الجيران
يفتقد أطفال اليوم إلى قضاء الوقت مع أطفال في نفس أعمارهم عكس ما عشناه في طفولتنا.
ربما لم يعد العالم آمنًا لترك الأطفال يلعبون بعيدًا عن أعيننا، ولكن لا مشكلة من دعوة أطفال الجيران إلى البيت تحت إشرافك لمشاركة طفلك اللعب بألعاب ترفيهية للأطفال، فاللعب مع أطفال آخرين إحدى طرق تنمية مهارات الطفل باللعب.
قللي من الأنشطة الإضافية
تمرين السباحة، ثم تمرين الكاراتيه، ثم درس اللغة الفرنسية… كل تلك الأنشطة الإضافية تستنفذ طاقة الطفل وتمنعه من اللعب بحرية، بل وقد تسبب له القلق والاكتئاب.
دعي طفلك يشعر بالملل
في كل مرة يشكو طفلك أنه لا يوجد شيء ليفعله، أوقفي نفسك عن الاقتراح، فأول خطوة للعب حر ومفيد هي أن يفكر ويبتكر طريقة للعب وتسلية نفسه.
حددي وقت الشاشة
لا تجعلي الطفل يعتمد على الشاشات لتسلية نفسه.
قد يحتاج مجهودًا ليبتكر لعبة، ولكن فوائد اللعب الحر تفوق المتعة اللحظية في أثناء مشاهدة البرامج أو الألعاب الإلكترونية، وتذكري نصيحة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بألا يزيد وقت الشاشة عن ساعتين في اليوم.
أفكار للعب مع الأطفال في المنزل
في الآونة الأخيرة، وبعد جائحة كورونا، كان البيت هو الملاذ الآمن، لم يكن لدينا حرية الخروج واصطحاب الأطفال للنادي أو الحديقة.
كان علينا أن نبتكر طرقًا وأفكارًا يمكن بها تسلية الأطفال في المنزل، إليكِ عزيزتي خمس طرق وأفكار كألعاب أطفال في الصيف والشتاء:
1– لعبة البحث عن الكنز
في هذه اللعبة، يمكنك استخدام ورقة مرسوم فيها أشكال عدة من مقتنيات الطفل كالألعاب الصغيرة أو الحلي.
ثم خبئي كل تلك الأشياء في أماكن متفرقة وابدأوا البحث سويًا عن محتويات الكنز.
2– لعبة أكمل القصة
يمكن أن يشترك جميع أفراد الأسرة في تلك اللعبة المسلية، فيجلس الجميع في دائرة، ويبدأ الشخص الأول بسرد قصة (في يوم من الأيام، كان هناك كلب وقطة) ثم يكمل القصة من يقع عليه الدور.
3– اللعب بالماء
قد يكون اللعب بالماء أكثر ما يفضله الأطفال الدارجين، ويساعدهم في تنمية المهارات الحسية، وهو من أفضل أفكار ألعاب الأطفال في الصيف.
فقط قدمي لطفلك وعاءً مليئًا بالماء وبعض الملاعق أو أدوات القياس، يمكن أيضًا وضع الحيوانات البحرية وتلوين الماء بالألوان المائية ليبتكر الطفل قصة ويتخيل أعماق البحار.
4- أنشطة اللضم
باستخدام الخيوط والأزرار أو حتى حبات المعكرونة، واصنعا عقدًا سويًا.
ينمي هذا النشاط المهارات الحركية الدقيقة للطفل.
5– نظموا حفلة عيد ميلاد لحيوانكم الأليف أو للعبة المفضلة
باستخدام الأوراق الملونة اصنعوا زينة، وبالصلصال اصنعوا كعكة عيد ميلاد تخيلية.
يمكنكم تقمص الأدوار بشكل أعمق واصنعوا أقنعة وقباعات براقة.
شغلوا الموسيقى وابدأوا الحفلة، ولا مانع من أخذ بعض الصور للذكرى.
تسلية الأطفال في المنزل بالفن
إن تنمية المهارات الفنية تدعم القدرة الإبداعية عند الطفل. يكفيه بعض الألوان والصمغ والأوراق البيضاء لإطلاق العنان لخياله والانشغال في مشروعه الفني.
فكيف يمكن تسلية الأطفال في المنزل بالفن؟
إليكِ ثلاثة مشاريع فنية لتسلية طفلك في المنزل:
1- فن الفسيفساء
كل ما يحتاجه الطفل هو قطع صغيرة من الأوراق الملونة، وإصبع صمغ ليصنع لوحته الفنية
2- اصنعا معًا قناع حيوانات
أوراق ملونة، وخيط مطاطي، ومقص، وألوان، ورقائق براقة، تلك هي الأدوات التي يحتاجها طفلك لصناعة قناع حيوانه المفضل سواء أكان أسد أو زرافة أو غزال.
3- حوض الأسماك
استخدموا علبة قديمة وأفرغوا جانبًا واحدًا منها، ولونوا داخلها باللون الأزرق أو الصقوا ورقًاأزرق ورقائق براقة لتبدو كالبحر.
ارسموا أنواع الأسماك والكائنات البحرية، ويمكن أن تلصقوا في الأرضية الملح الملون ليبدو كالرمل.
هذا المشروع من أفكار ألعاب أطفال في الصيف، ويمكن أن يكون من الأنشطة التطبيقية على درس فصول السنة.
ألعاب حركية للأطفال
هل تعلمين أن الطفل يحتاج على الأقل 60 دقيقة من النشاط الحركي يوميًا؟
وكيف يتحقق ذلك؟
صحيح، باللعب الحركي!
إليك خمس ألعاب حركية للأطفال، يمكن لعبها في المنزل:
1- لعبة الحواجز
باستخدام الوسائد ليقفز من فوقها، ثم العلبة الكرتونية ليزحف من خلالها، ثم يمر بشكل ثعباني حول الزجاجات المتراصة إلى خط النهاية.
يمكن أيضًا أن تكون اللعبة بنقل عدد من الكرات من سلة في أول الحواجز إلى خط النهاية.
2- لعبة تقليد الرقصة
شغلي الموسيقى واجعلي طفلك يقود الرقصة، وكل ما عليكِ فعله هو التقليد.
3- لعبة “التجمد”
تشمل تلك اللعبة أيضًا الرقص مع الموسيقى، وعند توقف الموسيقى فجأة على الجميع أن يتجمد في أوضاع مضحكة.
4- لعبة الغميضة
تلك اللعبة التي قضينا قسطًا كبيرًا من طفولتنا نلعبها، حان دور طفلك ليلعبها معك، لكن انتبهي فالصغار قد يخافون لاختفائك؛ فاحرصي أن يكون جزء من جسدك واضحًا له أو أصدري أصواتًا لطمأنتهم.
تدربهم هذه اللعبة على الانفصال عنك تدريجيًا.
5- لعبة “فوق وتحت”
في تلك اللعبة يمسك الطفل راية، وكل ما عليكِ فعله هو قول أشياء مكانها فوق أو تحت، فمثلًا “سماء”، فيرفع الطفل العلم إلى الأعلى، و”نملة” فينزل بالعلم إلى الأسفل.
تنمي تلك اللعبة مهارات الاستماع، وتحسن استخدامه للغة والكلمات وتُمرن أيضًا عضلات ذراعه.
بعد هذا المقال، نظن أنك ستنظرين لطفلك المشغول باللعب بنظرة مختلفة، بل وستساعديه وتشجعي لعبه بحرية. فأنتِ تعلمين الآن سر تنمية مهارات الطفل باللعب.
