حمل وولادة

حامل في زمن الكورونا | كيف تتجاوزين تلك المرحلة بسلام؟

هل أنتِ حامل في زمن الكورونا؟ 

ترددت تلك الكلمات في ذهني وأنا في شرود تام، ظللت أربع سنوات أنتظر هذا الحمل في شوق وترقب، كدت أبكي من فرحتي عند سماعي هذا النبأ، لكن لم يخطر ببالي يومًا أن فرحتي المنتظرة في خطر حقيقي، وأن حملي سيأتي أخيرًا لكن في وجود جائحة كورونا، فكيف يمكنني حماية نفسي وجنيني من هذه الجائحة؟! وهل أستطيع الحفاظ على طفلي؟! 

استيقظت من أفكاري على صوت زوجي يطمئنني: “لا تقلقي، فقط التزمي بتعليمات الطبيب وإجراءات الوقاية من الفيروس، وسوف يولد طفلنا بخير وسلامة”.

ربما كان هذا حال الكثيرين ممن رزقوا بحمل في ظل انتشار جائحة كورونا، فهل أصبح الحمل في زمن الكورونا كابوسًا حقيقيًا ربما يودي بحياة من نحب؟ ما هي مخاطر فيروس كورونا المستجد على المرأة الحامل؟ 

هل اللقاح آمن على المرأة الحامل أم يشكل خطرًا على حياتها؟ هل تستطيع الحامل في زمن الكورونا الولادة بشكل طبيعي دون أن يتأذى طفلها؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال في بنات طب.

 

هل ينتقل فيروس كورونا من الحامل لجنينها أو مولودها الجديد؟

للإجابة على تساؤل: هل ينتقل فيروس كورونا من الحامل لجنينها؟ حسب منظمة الصحة العالمية، فإنه لا يوجد حتى الآن ما يدل على انتقال الفيروس من المرأة الحامل المصابة بالفيروس إلى جنينها أو طفلها الجديد؛ إذ لم يعثر على الفيروس النشط في عينات السائل الأمنيوسي الموجود حول الجنين أو في لبن الأم. 

 

مخاطر فيروس كورونا المستجد على المرأة الحامل

تعاني المرأة الحامل تغيرات في جهازها المناعي تجعلها أكثر عرضة للإصابة بفيروسات الجهاز التنفسي، لذا تتأثر الحامل بشدة عند إصابتها بفيروس كورونا المستجد، ويظهر هذا التأثر على هيئة مضاعفات في الجهاز التنفسي قد تتطلب الدخول إلى العناية المركزة؛ نتيجة التغيرات الطارئة على جسمها وضعف جهازها المناعي.

بمجرد اكتشاف أنكِ حامل تحدثي مع طبيبك، وسوف يدعمك ويعطيك كل المعلومات اللازمة، وتأكدي من حصولك على متابعة مستمرة، ولا تقلقي.

إذا كنتِ حاملًا، فإن فرصة إصابتك بفيروس كورونا المستجد لا تختلف عن غير الحامل، لكن ربما تظهر عليكِ مضاعفات أكثر عند الإصابة بالفيروس تتطلب الدخول إلى العناية المركزة.

حتى الآن، لا يوجد دليل واضح يؤكد أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تسبب الإجهاض أو تؤثر على نمو الطفل في أثناء الحمل.

تصنف الحوامل ضمن المجموعة متوسطة الخطر بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، قياسًا على باقي الفيروسات الأخرى؛ بسبب عدم وجود معلومات كافية حتى الآن عن فيروس كورونا المستجد.

 

كيفية حماية الحامل من فيروس كورونا

يجب استشارة الطبيب في حال الشعور بأي أعراض للإصابة بالفيروس، لأن تأثير فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على الحامل وجنينها غير واضح حتى الآن. 

تزداد فرص إصابة الحامل في الشهور الأخيرة، إذا حدث هذا فهناك احتمال ضئيل بحدوث ولادة مبكرة، وقد ينصح بها الطبيب في حال كانت الحالة خطرة، ويزداد الخطر إذا كنتِ حاملًا في سن متقدمة أو تعانين زيادة الوزن أو مريضة بمرض مزمن، مثل: ارتفاع ضغط الدم والسكري.

غير معروف حتى الآن إذا ما كان كوفيد-19 له علاقة بفقدان الحمل والإجهاض أم لا، لكن تعرض الحامل لارتفاع شديد في درجة الحرارة -خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل- يزيد من خطر إصابة الجنين بعيوب خلقية، لذا يجب على المرأة الحامل حماية نفسها وجنينها من التعرض لارتفاع شديد في درجة الحرارة أيًا كان السبب.

 

حامل في زمن الكورونا - بنات طب

إذا كانت الحامل المصابة بفيروس كورونا المستجد من أصول أفريقية أو من أمريكا اللاتينية، فإن احتمالية حدوث مضاعفات في أثناء الحمل كبيرة، لذلك عليكِ المتابعة المستمرة واستشارة الطبيب في حال ظهور أية أعراض أو مضاعفات.

يشير التقرير الصادر عن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ’’CDC‘‘ عام 2020 م، إلى ولادة 598 امرأة حامل مصابة بفيروس كورونا المستجد. 

وقد لوحظ أن النساء الحوامل المصابات بالفيروس أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى، ويتطلبن دخول وحدة العناية المركزة أكثر من غيرهن، إلا أن خمس عدد الحوامل اللاتي أدخلن المستشفى كانت لديهن مشاكل صحية سابقة. 

 لوحظ أن 55% من هؤلاء النسوة لم تظهر عليهن أعراضًا تذكر، وكان معدل الإجهاض لديهن 2% بالإضافة إلى زيادة طفيفة في معدل الولادات المبكرة.

 

اختبار الكشف عن الفيروس

توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء المرأة الحامل أولوية في عمل اختبار الكشف عن فيروس كورونا المستجد، وفي حال كانت نتيجة الاختبار إيجابية فقد تحتاج الحامل إلى رعاية متخصصة، وتختلف بروتوكولات اختبار الكشف عن الفيروس في أثناء الحمل حسب المنطقة التي تعيش بها.

 

هل يجب على المرأة الحامل المصابة بالفيروس الولادة القيصرية؟

حامل في زمن الكورونا - بنات طب

ترى منظمة الصحة العالمية أن الإصابة بفيروس كوفيد- 19 ليست سببًا في حد ذاتها للولادة القيصرية، وإنما يجب إجراء الولادة القيصرية فقط إذا استدعى الأمر ذلك طبيًا، سواء أكانت الحامل مصابة بالفيروس أم لا.

 

هل ينتقل فيروس كورونا أثناء الولادة؟

قبل الإجابة على تساؤل: هل ينتقل فيروس كورونا أثناء الولادة؟ ننوه أن الأبحاث تشير إلى أن الحوامل المصابات بفيروس كورونا المستجد أكثر عرضة للولادة المبكرة، والولادة القيصرية عن غيرهن بسبب مضاعفات الإصابة بالفيروس، ومن المرجح دخول أطفالهن وحدة حديثي الولادة (الحضّانة).

إذا انتقل الفيروس للطفل فهناك احتمالية ضئيلة بولادة جنين ميت إذا أصيب وقت الولادة. وفي بعض الأحيان يولد الطفل مصابًا بالفيروس قبل الولادة، لكنه يتحسن بسرعة بعد الولادة، فلا تقلقي.

 

هل يمكنني لمس طفلي عند الولادة إذا كنت مصابة بفيروس كورونا المستجد؟

بالطبع يمكنك ذلك، يحتاج الطفل حديث الولادة إلى اتصاله المباشر بالأم. شاركي طفلك غرفتك، وحافظي على التواصل المباشر معه من خلال ملامسته.

 إضافة إلى ما سبق، عليكِ عزيزتي المحافظة على غسل اليدين جيدًا قبل لمس الطفل وبعده. وتنظيف الأسطح من حولك كافة. أيضًا تنصح الأمهات اللاتي تعانين الإصابة بفيروس كورونا المستجد بارتداء قناع طبي في أثناء التواصل مع الطفل.

 

فيروس كورونا والرضاعة الطبيعية

الرضاعة الطبيعية و فيروس كورونا - بنات طب

هل تسبب الإصابة بفيروس كورونا قلة لبن الأم فجأة؟

لا تسبب الإصابة بفيروس كورونا نقص في حليب الأم المرضع، ولحماية طفلك الرضيع من فيروس كورونا المستجد التزمي بالتالي:

  1.  النمو السليم. 
  2. تحمي جسمه من الأمراض.
  3.  تقوي مناعته من خلال نقل الأجسام المضادة مباشرة من جسم الأم إلى جسم الرضيع.
  • في حال إصابتك بفيروس كورونا المستجد إصابة مؤكدة أو مشتبه بها. استخدمي قناعًا في أثناء عملية الرضاعة الطبيعية لحماية طفلك من الإصابة بالفيروس. مع الحفاظ على الإجراءات الاحترازية كافة، خصوصًا غسل اليدين جيدًا بالصابون أو المطهر قبل وبعد الرضاعة.

 

حامل في زمن الكورونا، فكيف أحمي نفسي وجنيني؟

 لتجنب الإصابة بالفيروس؛ يجب على المرأة الحامل في زمن الكورونا اتخاذ نفس الاحتياطات اللازمة لغير الحوامل، وهذه الاحتياطات هي:

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لا تقل نسبة الكحول فيه عن 60%، وتكرار ذلك ما أمكن.
  • البقاء في المنزل قدر الإمكان واتباع النصائح بشأن التباعد الاجتماعي.
  • الحفاظ على مسافة بينك وبين الآخرين وتجنب الأماكن المزدحمة. أما عند الوجود بالأماكن المزدحمة فيجب ارتداء قناع من القماش. وتغطية أنفك وفمك بكوعك المثني أو بمنديل ورقي والتخلص منه فور الاستخدام، وتجنبي لمس الأنف والفم والعينين. والتزمي بالبقاء على بعد مترين من الأشخاص الآخرين.
  • البعد عن أي شخص تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس.
  • إذا كنتِ تعانين السعال أو العطس أو صعوبة في التنفس، رجاءً اطلبي الرعاية الطبية العاجلة.
  • يجب على الحامل أو النفساء المتابعة الطبية باستمرار، واستشارة الطبيب في حال الشكوى من أي عرض.
  •  إذا كنتِ في الثلث الأخير من الحمل. فعليكِ إجراء جميع الفحوصات اللازمة الخاصة بالحمل وفحوصات ما قبل الولادة ما لم يطلب منك غير ذلك.
للمزيد حول الوقاية من فيروس كورونا؛ اقرئي مقال 7 طرق الوقاية من فيروس كورونا.

 

لقاحات للمرضع والحامل في زمن الكورونا

لقاحات كورونا للحامل والمرضع - بنات طب

يمكنكِ أخذ لقاح كوفيد-19 في حال كنت حاملًا وعمرك يتجاوز 18 عامًا. إذ تنصح الحوامل بأخذ لقاح BioNTech أو PFizer أو Moderna. لأن هذه اللقاحات استخدمت على نطاق واسع في أثناء الحمل في بلدان متعددة. ولم تظهر نتائجها مخاطر حقيقة على الحامل أو المرضع.

تعرفي على كيفية التسجيل للقاح كورونا.

 

ما هي الرعاية الواجب توافرها للحامل في أثناء الحمل والولادة؟

يجب توافر الرعاية الطبية الفائقة لجميع الحوامل المؤكدة إصابتهن بالفيروس أو المشتبه بهن. وكذلك أطفالهن حديثي الولادة، قبل وبعد وفي أثناء الولادة بما في ذلك رعاية الصحة النفسية لها.

تشمل الرعاية الطبية الآمنة في عملية الولادة ما يلي:

  1. التعامل باحترام وآدمية.
  2. وجود رفيق واحد مع الحامل في أثناء الولادة.
  3. التواصل الجيد والمستمر مع مقدمي الرعاية.
  4. استخدام استراتيجيات تخفيف الآلام المناسبة في أثناء الولادة.

في حال تأكيد أو اشتباه إصابة المرأة الحامل بالفيروس عند الولادة. يجب على العاملين بالرعاية الصحية اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة كافة. مثل: غسل اليدين أو ارتداء الملابس الواقية؛ لتقليل مخاطر العدوى لهم وللآخرين.

 

ختامًا، يجب على الحامل في زمن الكورونا اتباع الإجراءات الاحترازية، مثل: التباعد الاجتماعي طوال فترة الحمل، خاصة خلال الثلث الأخير من الحمل بالإضافة إلى الحصول على اللقاح؛ لحماية الحامل من فيروس كورونا وحماية طفلها أيضًا من عدوى كورونا خلال الحمل.

بواسطة
بقلم: د. نورا جمالمراجعة علمية: د. إلهام عقيلتدقيق لغوي: د. مريم روماني
المصدر
www.who.intwww.nhs.ukwww.mayoclinic.org

د/ نورا جمال

كاتبة محتوى ومدققة لغوية لعدد من المواقع. مدقق لغوي في موقع بنات طب. درست العلوم وتخصصت في الكيمياء. شغوفة بالإطلاع على كل ما هو جديد. أتمنى أن يكون هذا العلم صدقة جارية لي بعد مماتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى