حمل وولادة

ما هو الإجهاض المنذر؟ وما أسبابه وعلاجه؟

ما هو الإجهاض المنذر؟ هكذا سألت ريم صديقتها بعد أن سمعت بعض المعلومات المتناثرة عن الإجهاض، وشعرت أن لديها بعضًا مما يتحدثون عنه من أعراض الإجهاض المنذر، فأصابها القلق لأنها حامل في شهورها الأولى، فأرادت أن تعرف ما هو؟ وهل يمكن إنقاذ الجنين من الإجهاض؟ ثم سألت عن مضاعفات الإجهاض المنذر، وهل يسبب الجلوس الإجهاض؟ وأردفت قائلة: وكيف أتعامل مع الإجهاض المنذر؟

 

قالت لها صديقتها: دعيني أحدثك عن تجربتي مع الإجهاض المنذر، فسوف تستفيدين منها كثيرًا…

تجربتي مع الإجهاض المنذر

حين كنت في بداية حملي، شعرت بألم أسفل البطن، مصحوبًا ببعض الإفرازات المهبلية المدممة، فتوجهت مباشرة إلى طبيبتي، وسألتها هذا السؤال: ما هو الإجهاض المنذر؟ كنت متوترة جدًا، إلا أنها طمأنتني، وأمدتني ببعض المعلومات التي ساعدتني كثيرًا في تخطي هذه المرحلة.

 

 تعالي معنا في بنات طب لنعرف سويًا ماذا قالت لها الطبيبة…

 

ما هو الإجهاض المنذر؟ 

الإجهاض المنذر كما تُعرِّفه منظمة الصحة العالمية: إفرازات مدممة، أو نزف مهبلي يصيب السيدة الحامل في النصف الأول من الحمل (خلال العشرين أسبوعًا الأولى من عمر الحمل)، مع احتفاظ الرحم بالجنين داخله، وعدم حدوث تأثيرات سلبية عليه، وبقاء عنق الرحم مغلقًا، وعدم حدوث توسع له.

 

سألتها: لكن ما هي أسباب الإجهاض المنذر؟ وهل يسبب الجلوس الإجهاض؟

ما هي أسباب الإجهاض المنذر؟ 

أخبرتني طبيبتي أن الإجهاض المنذر من المشكلات الشائعة لدى السيدات الحوامل؛ إذ تعاني منه حوالي ٢٠٪ إلى ٣٠٪ منهن.

 

إلا أن أسبابه ليست معلومة على وجه التحديد، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد احتمالية حدوثه، ومنها:

  • الإصابة بصدمة أو ركلة أو ضربة في البطن. 
  • السقوط على الأرض من مكان مرتفع. 
  • تعرض الأم لعدوى بكتيرية أو ڤيروسية أثناء الحمل. 

 

  • الإجهاد البدني، والتوتر والضغوط النفسية. 
  • الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين. 
  • تناول بعض أنواع الأدوية أثناء فترة الحمل. 
  • السمنة. 
  • مرض السكري غير المنضبط.
  • التدخين، وتعاطي الكحوليات. 
  • نقص إفراز البروجسترون في بداية الحمل. 
  • لا يعد الجلوس من أسباب الإجهاض، ولكن إذا اضطررتِ للجلوس لفترات طويلة يُفضل أن تتحركي حتى ولو لبضع خطوات بين حين وأخر.

كيف يتم تشخيص الإجهاض المنذر؟ 

يعتمد الطبيب في الوصول إلى التشخيص على عدة نقاط، ومنها:

  • التاريخ المرضي للسيدة الحامل: يستمع الطبيب لشكوى السيدة الحامل، فيتعرف منها على أعراض الإجهاض المنذر، مثل: الإفرازات المدممة، أو النزف المهبلي، والذي يكون مصحوبًا عادة بآلام أسفل البطن، والظهر، ويبحث في تاريخها المرضي الحالي والسابق عن الأسباب.

 

  • الفحص السريري: يفحص الطبيب مريضته، بحثًا عن علامات الإجهاض المنذر، لتأكيد التشخيص أو نفيه، وكذلك لمعرفة السبب.

 

 فما هي علامات الإجهاض المنذر؟ هذا ما ستعرفينه في السطور القادمة…

ما هي علامات الإجهاض المنذر؟

ما هو الإجهاض المنذر؟ - بنات طب

حين تشتكي السيدة الحامل من إفرازات مدممة أو نزف مهبلي، يتبادر إلى ذهن الطبيب عدة احتمالات من بينها الإجهاض المنذر، والإجهاض الحتمي، والإجهاض غير الكامل، والإجهاض الكامل، والحمل خارج الرحم.

 

للإجهاض المنذر علاماته المميزة التي يتعرف عليها الطبيب أثناء الفحص، ومنها:

 

  • علامات تُعرف بالفحص السريري، ومنها:

 

  1. نزف مهبلي تتراوح كميته بين القطرات البسيطة، والكميات الغزيرة، كما يتراوح لون دم الإجهاض المنذر بين البني الفاتح والأحمر الفاتح.
  2. لا توجد بقايا حمل في المهبل.
  3. عنق الرحم مغلق. 
  4. لا تعاني السيدة ألمًا أثناء فحص عنق الرحم. 
  5. جدار البطن لين وغير متشنج، ولا تشتكي الحامل ألمًا أثناء الفحص.
  6. العلامات الحيوية للسيدة الحامل طبيعية.

 

  • علامات تظهر بالفحوصات الإشعاعية والمعملية، ومنها:

 

الموجات فوق الصوتية: تعطي الموجات فوق الصوتية في هذه الحالات تشخيصًا سريعًا وآمنًا.

يستطيع الطبيب بواسطتها التأكد من سلامة كيس الحمل، ووجود الجنين، وحيويته داخل الرحم، ما يسهل عليه اتخاذ قرار سريع لحماية الأم والجنين من نزف قد يؤثر على حياتهما.

 

تحاليل الدم: ومنها:

  • فحص الهرمونات؛ لقياس نسبة بعض الهرمونات التي قد يؤثر اضطراب مستواها على حيوية الحمل.
  • نسبة الهيموجلوبين؛ لاستبعاد وجود فقر دم.

 

مضاعفات الإجهاض المنذر

حين تصاب السيدة الحامل بالإجهاض المنذر فإنها تكون عرضة لمجموعة من المضاعفات التي قد تصيبها أو تصيب جنينها، ومن هذه المضاعفات التالي:

 

أشارت الدراسات إلى وجود ارتباط كبير بين الإجهاض المنذر والمضاعفات التي تحدث في النصف الثاني من الحمل، والتي قد تحتاج تدخلًا طبيًا، ومتابعة دقيقة بالمستشفى، ومنها:

    • الولادة المبكرة.
    • المشيمة المنزاحة. 
    • نقص وزن الجنين (أقل من ٢ كجم).

 

  1. ارتفاع ضغط الدم الناتج عن الحمل.
  2. تسمم الحمل.
  3. زيادة احتمالية حدوث النزف قبل الولادة.
  4.  احتباس المشيمة.
  5. إصابة الأم بفقر الدم خاصة في الحالات التي يكون النزف فيها شديدًا. 

 

حين ذكرت طبيبتي هذه المضاعفات تبادرت إلى ذهني بعض الأسئلة، فسألتها: كيف أتجنب الإجهاض المنذر؟ وهل من الممكن إنقاذ الجنين في حالة الإجهاض المنذر؟

 

تعالي معنا لنعرف كيف أجابت الطبيبة عن هذه الأسئلة… 

 

هل من الممكن إنقاذ الجنين في حالة الإجهاض المنذر؟

تُعد كلمة الإجهاض من الكلمات التي تثير القلق وربما الرعب لدى أي سيدة حامل؛ فهي تعني مباشرة احتمالية فقدانها لجنينها؛ لذلك يكون من المهم جدًا في هذه الحالات أن يجيب الطبيب على أسئلة الأم كلها وبخاصة سؤالها: هل يمكن إنقاذ الجنين من الإجهاض؟ 

 

الحقيقة أن الإجهاض المنذر لا يعني إلا مجرد إنذار لاحتمالية حدوث الإجهاض، ومن هنا كان الاسم «إجهاضًا منذرًا»، وبالتالي فإن الإجابة تكون: نعم، يمكن إنقاذ الجنين. 

 

وقد أشارت الإحصائيات إلى أن ٥٠٪ من حالات الإجهاض المنذر تُكمل مدة حملها كاملة، ويولد الطفل سليمًا. 

كيف أتجنب الإجهاض المنذر؟

لا توجد طريقة لتجنب أو الوقاية من الإجهاض المنذر، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح لتقليل احتمالات حدوثه، ومنها:

  • الإسراع بعلاج أي التهابات سواء فيروسية أو بكتيرية، بمجرد اكتشافها. 
  • عدم تناول أي أدوية دون الرجوع إلى الطبيب وإبلاغه أنك حامل. 
  • تجنب الرياضة العنيفة. 
  • الحرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن.
  • التوقف عن التدخين، وعدم تعاطي الكحوليات. 

 

كيفية نوم حالات الإجهاض المنذر

ذكرت لي طبيبتي أن السيدات الحوامل تسألن كثيرًا عن كيفية نوم حالات الإجهاض المنذر؛ اعتقادًا منهن أن هناك وضعية معينة للنوم لا بد أن تلتزم بها السيدة الحامل إذا تعرضت للإجهاض المنذر.، وقالت: إن هذه المعلومة غير صحيحة.

 

يفضل للحامل بصفة عامة أن تنام على الجانب الأيسر، كما تُنصح بتجنب النوم على ظهرها قدر الإمكان، خاصة في النصف الثاني من الحمل، لكن لا توجد وضعية نوم خاصة تنصح بها الحامل في حالات الإجهاض المنذر. 

 

علاج الإجهاض المنذر

قالت لي طبيبتي: إن الأطباء ينصحون السيدة الحامل في حالات الإجهاض المنذر، بتجنب المجهود البدني والبعد عن التوتر والضغوط النفسية، بالإضافة إلى العلاج الدوائي، حتى يتوقف النزف تمامًا.

 

رغم أهمية الراحة في هذه الحالات إلا أن ذلك قد يكون غير مناسب لحياة السيدة سواء الأسرية، أو الوظيفية، وهنا يبرز السؤال: كم يستمر نزول الدم في الإجهاض المنذر؟ 

 

لا يمكن للطبيب تحديد كم يستمر نزول الدم في الإجهاض المنذر، ولا متى يتوقف، فقط توضع الحامل تحت الملاحظة، مع التأكيد على التزام تعليمات الطبيب، وتناول العلاج الدوائي الذي يصفه، حتى يتوقف الدم.

 

العلاج الدوائي

أشارت الأبحاث إلى أن الراحة البدنية والنفسية، بالإضافة لبعض الأدوية، تعطي نتائج جيدة في علاج الإجهاض المنذر، ومن هذه الأدوية:

  • الأدوية الباسطة لعضلات الرحم.
  • حمض الفوليك.
  • العلاج الهرموني: يعد البروجستيرون من أشهر الأدوية الهرمونية المستخدمة في علاج الإجهاض المنذر، خاصة في الحالات التي يقل فيها مستواه في الدم، إلا أنه ما زال يحتاج إلى مزيد من الدراسة لتأكيد فاعليته.
  • أدوية علاج الأمراض المزمنة التي قد تكون سببًا للإجهاض المنذر، مثل السكر.

 

هل يستمر الحمل بعد الإجهاض المنذر؟

يستمر الحمل بعد الإجهاض المنذر في الحالات التي لم يتأثر فيها الجنين تأثرًا بالغًا. 

لذلك تنصح السيدة الحامل باستشارة الطبيب بمجرد شعورها بأعراض الإجهاض المنذر، والتزام تعليماته. 

متى يزول خطر الإجهاض؟

وحين سألتها: متى يزول خطر الإجهاض المنذر؛ حتى أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية دون قلق من احتمالية التعرض لهذه التجربة.

 

قالت: من تعريف الإجهاض المنذر فإنه يحدث في النصف الأول (العشرون أسبوعًا الأولى) من الحمل. 

تعد المدة من بداية الحمل حتى نهاية الأسبوع الثالث عشر الوقت الأعلى احتمالية لحدوث الإجهاض المنذر، ثم ينخفض خطره كثيرًا مع بداية الأسبوع الرابع عشر.

 

 

ماذا عن فرص الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض المنذر؟

سألتها عن فرص الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض المنذر، فقالت: لا شك أن من تعرضت لتجربة الإجهاض المنذر أكثر عرضة لتكرارها من غيرها من السيدات، إلا أن معظم النساء يتمتعن بحمل ناجح في المرات التالية بعد الإجهاض المنذر خاصة إذا كان الإجهاض للمرة الأولى، وقليلات جدًا من يتعرضن للإجهاض مرة أخرى.

 

لكن إذا حدث الإجهاض، وفُقِد الجنين ٣ مرات متتالية، تزيد احتمالية حدوث الإجهاض بصورة واضحة في الحمل التالي. 

 

اطمأنت ريم قليلًا بعد كلمات صديقتها، وقررت التوجه لعيادة الطبيبة لمتابعة حملها تحت إشراف طبي مباشر. 

 

كان هذا مقالنا في بنات طب إذ عرفنا من خلاله: ما هو الإجهاض المنذر، وكيف يتم تشخيص الإجهاض المنذر.

 

وعرفنا أن كل محاولاتنا  فقط لخفض احتمالية حدوثه، لكن لا يمكننا الوقاية من الإجهاض المنذر، بالإضافة إلى حديثنا عن لون دم الإجهاض المنذر، وإجابتنا كذلك عن بعض الأسئلة التي تود السيدة الحامل في شهورها الأولى معرفة إجابتها وعلى رأسها: كيف أتعامل مع الإجهاض المنذر؟ نرجو أن تكوني قد استفدتِ من هذه المعلومات.

بواسطة
بقلم: د. إلهام عقيلتدقيق لغوي: نورا جمال
المصدر
ncbihealthline

د/ إلهام عقيل

طبيبة نساء وتوليد طب عين شمس. كاتبة محتوى طبي ومراجع علمي موقع بنات طب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى