حمل وولادة

ما هو هرمون الحمل؟ وما أهميته؟

ما هو هرمون الحمل؟ وما أهميته؟ سؤال يحيرني كثيرًا، ونجيب عنه بالتفصيل في بنات طب.

اليوم هو اليوم الخامس منذ تأخر موعد دورتي الشهرية المعتادة. 

ترى هل يعني هذا أنني حامل؟ هل أجري اختبار الحمل المنزلي؟ أم أنتظر قليلا لعل هناك سببًا آخر.

لم أستطع الانتظار طويلا، وقررت إجراء اختبار الحمل المنزلي في الصباح التالي.

وكانت المفاجأة!

لم أصدق حقا أنني أصبحت حاملًا!

ولكن ماذا أفعل الآن؟! نصحتني طبيبتي بقياس نسبة هرمون الحمل في الدم أولاً للتأكد قبل أي شيء، فمن المحتمل أن يخطيء اختبار الحمل المنزلي.

ولكنني أردت أن أعرف أولًا ما هو هذا الهرمون؟ وما هي دلالته وأهميته؟

فإذا كنت تودين معرفة المزيد عزيزتي فتابعي معي هذا المقال.

 

رحلة الحمل منذ البداية

تبدأ رحلة الحمل الطويلة عندما يبدأ المبيض في إنتاج البويضة كعادته كل شهر.

ينتج المبيض من 5 إلى 20 حويصلة كل شهر، تحتوي كل منها على بويضة واحدة غير مكتملة النضج، وتنجح واحدة منهم في النمو والنضج ثم يموت الباقي.

تبدأ الحويصلة في إفراز كمية كبيرة من هرمون الإستروجين لتهيئة الرحم استعدادا لاستقبال الجنين، ثم تنطلق البويضة بعد إتمام نضجها عبر قناة فالوب -حيث تخصب- إلى الرحم، ثم تتحول الحويصلة بعد ذلك إلى ما يعرف “بالجسم الأصفر” الذي ينتج كمية كبيرة من هرمون البروجستيرون الذي يزيد من سماكة بطانة الرحم، وأيضا قليل من هرمون الإستروجين.

بعد تخصيب البويضة، تزيد نسبة الهرمون بشكل كبير جدًا في الجسم، للحفاظ على الجسم الأصفر ليستكمل إفرازه لهرمونات الحمل استعدادا لنمو الجنين. سنتعرف بعد قليل على هذا الهرمون، لكن دعونا أولًا نتعرف على أهم الهرمونات التي تزيد أثناء فترة الحمل. 

اقرئي أيضًا: جدول أيام التبويض.

 

أهمية هرمونات الحمل المختلفة

تمر المرأة بالعديد من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية أثناء فترة حملها، فتزيد بعض الهرمونات مؤدية كل واحدة منها وظيفتها الأساسية في الحفاظ على الجنين وإمداده بالتغذية السليمة حتى الولادة.

وقد شاع إطلاق البعض على هذه الهرمونات “هرمونات الحمل”، ولكن يجب الانتباه أن بعض هذه الهرمونات يتواجد بصورة طبيعية قبل الحمل ولكنه يزيد بشكل كبير بعده. ولعل أشهر هذه الهرمونات:

البروجستيرون

يفرز هرمون البروجستيرون من المبيض والمشيمة، ويساعد هذا الهرمون على بناء بطانة الرحم استعدادًا لانغراس البويضة ونموها. 

الإستروجين

يفرز الإستروجين عادة من المبيض ثم من المشيمة في أثناء الحمل، يساعد هذا الهرمون على نمو الرحم ويزيد تدفق الدم إليه لضمان نمو وتطور الجنين بشكل سليم.

هرمون محفز الألبان المشيمي 

وهو ما يعرف «Human Placental Lactogen | HPL» الذي يفرز من المشيمة ويغذي الجنين، وأيضا يحفز الخلايا اللبنية في ثدي الأم استعدادًا لإفراز اللبن بعد ولادة الطفل.

هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية

وهو ما يعرف بهرمون الحمل أو «Human Chorionic Gonadotropin | HCG».

 

ما هو هرمون الحمل؟ 

تفرز المشيمة -التي تغذي الجنين- هذا الهرمون منذ بداية الحمل بكميات كبيرة، وقد يسبب ذلك الأعراض المعروفة “بالوحم” مثل: القيء والدوخة والغثيان.

يلعب هذا الهرمون دورًا كبيرًا في تحفيز إفراز الهرمونات اللازمة للحمل، حيث أنه يعطي إشارة للجسم بالاستمرار في إفراز هذه الهرمونات للحفاظ على جدار الرحم وبنائه ومدّه بالتغذية اللازمة للجنين.

لا يفرز هذا الهرمون إلا بعد حدوث الحمل، لذلك يعتمد الطبيب على اختبار وجوده في البول أو الدم للتأكد من حدوث الحمل.

اختبار الحمل المنزلي

اختبار الحمل - بنات طب

يمكنك عزيزتي إجراء اختبار الحمل المنزلي بعد مضي يومًا أو يومين من تأخر موعد دورتك الشهرية المعتادة، وهو يحدد وجود الهرمون في البول. ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا الاختبار لتحديد كمية هذا الهرمون بدقة، ولا تحديد تواجده عند توفره بكميات قليلة.

فهو اختبار كيفي وليس كمي؛ أي أنه يحدد وجود الهرمون من عدمه وليس مقداره المحدد.

ولإجراء هذا الاختبار يمكنك -عزيزتي- اتباع الإرشادات التالية:

  • شراء اختبار الحمل من الصيدلية واتباع إرشادات الاستخدام المكتوبة عليها.
  • التأكد من صلاحية الاختبار قبل استخدامه.
  • استخدام أول بول في الصباح، لأن نسبة الهرمون تكون مركزة فيه.
  • عدم شرب سوائل أو مياه بكمية كبيرة قبل إجراء الاختبار، لأن ذلك قد يساعد على تخفيف البول.

بعد إجراء اختبار الحمل المنزلي ستظهر لك نتيجة الاختبار في غضون ثوانٍ معدودة. وهي إما أن تكون نتيجة سلبية بوجود علامة واحدة فقط، عندها ينصح بتكرار الاختبار مرة أخرى في غضون أسبوع فقد يكون السبب أن الهرمون متواجد بنسبة قليلة ولا يستطيع الاختبار قياسه. وإما أن تكون النتيجة إيجابية بوجود علامتين، عندها ينصح بإجراء تحليل الحمل الهرموني للتأكد من الحمل، لأن اختبار وجود هرمونات الحمل في البول لا يمكن الاعتماد عليه وحده لتأكيد الحمل.

اقرئي عن: كيفية استخدام اختبار الحمل

تحليل الحمل الهرموني

ينصح عادة بإجراء تحليل الحمل الهرموني للتأكد من حدوث الحمل، وذلك بقياس نسبة الهرمون بالدم.

يمكننا قياس كمية الهرمون في الدم بعد مرور حوالي 11 يوم من عملية التخصيب، وتتضاعف كمية الهرمون كل 48 إلى 72 ساعة، إلى أن يصل إلى ذروته في الأسبوع 8-11 بعد التخصيب. بعد ذلك، تقل نسبة الهرمون أو تستقر إلى نهاية الحمل. وربما هذا يفسر ما ذكرناه آنفًا عن شدة أعراض الحمل المختلفة أول شهور الحمل وقلتها مع الوقت.

اقرئي أيضًا: تحاليل الحمل في الشهور الأولى.

 

مميزات تحليل الحمل الهرموني

يتميز تحليل الحمل الهرموني عن اختبار الحمل المنزلي:

  • يمكنه تحديد وجود هذا الهرمون حتى في أقل كمية ممكنة.
  • يقيس نسبة الهرمون بالدم فهو تحليل كمي وليس كيفي مثل تحليل البول.
  • لا يتأثر بتناول السوائل ويمكن تحديده في أي وقت.

 

العوامل التي تؤثر على نتائج تحليل الحمل الهرموني

      هناك بعض العوامل التي قد تتعارض مع نتائج قياسات هرمون الحمل في الدم، مثل:

  • بعض الأورام:

      تفرز بعض الأورام المتواجدة في الأعضاء التناسلية هذا الهرمون، سواء كانت حميدة أم خبيثة.

     لذلك يعد من أهم الدلالات التي تستخدم للكشف عن الأورام.

  • بعض الأدوية:

      تزيد كمية الهرمون في الدم عند استخدام بعض أدوية الخصوبة التي تحتوي على هذا الهرمون.

أسباب إجراء تحليل الحمل الهرموني

قد يطلب الطبيب المعالج إجراء تحليل الحمل الهرموني في الحالات التالية:

  • التأكد من حدوث الحمل.
  • تشخيص حدوث أي من حالات الحمل غير الطبيعية، مثل حدوث الحمل خارج الرحم.
  • توقع حدوث إجهاض. 
  • الكشف عن حدوث متلازمة داون للجنين.

 

وبعد أن تعرفنا على هرمونات الحمل وأهميته وكيفية تحديد وجوده، سيأتي الحديث الآن عن نتائج تحليل الدم الهرموني، وكم نسبة الهرمون؟ وما هي النسب الطبيعية لهذا الهرمون في أثناء مراحل الحمل المختلفة؟!

 

نتائج تحليل الحمل الهرموني

تقاس كمية هذا الهرمون في الدم بمللي وحدة دولية لكل مللي من الدم. فقد تظهر إليك واحدة من هذه النتائج:

  • إذا كانت النسبة أقل من 5 مللي وحدة دولية لكل مللي من الدم، يعد فحص الحمل سلبيًا، ولا يوجد حمل. ويدل ذلك أيضًا على فقدان الحمل “الإجهاض” أو وجود حمل ضعيف، وفي هذه الحالة قد يطلب منك الطبيب إعادة الاختبار كل ثلاثة إلى خمسة أيام لمتابعة ارتفاعه.
  • إن كانت نسبته بين 5 إلى 25 مللي وحدة دولية لكل مللي من الدم، عندها ينصح بتكرار التحليل بعد يومين للتأكد من حدوث الحمل من عدمه.
  • إذا كانت النسبة أكثر من 25 مللي وحدة دولية، فهذا يعني أن نتيجة اختبار الحمل إيجابية.

 نسبة هرمون الحمل الطبيعية

يجب أن تعرفي عزيزتي أن نسبة هرمون الحمل الطبيعية تختلف بشكل كبير بين امرأة وأخرى لأن كل واحدة ولها طبيعتها المختلفة. تنتج خلايا المشيمة هذا الهرمون عند حدوث الحمل ولذلك سمي “هرمون الحمل”، ووظيفة المشيمة تغذية البويضة المخصبة الملتصقة بجدار الرحم.

يساعد قياس نسبة هرمون الحمل على التأكد من وضع الحمل وقوته، ونستعرض في هذا الجدول نسبة هرمون الحمل الطبيعية على مدار مراحل الحمل المختلفة:

أسبوع الحمل (منذ آخر دورة شهرية) نسبة هرمون الحمل الطبيعية (مللي وحدة دولية لكل مللي من الدم)
4 0-750
5 200-7000
6 200-32000
7 3000-160000
8-12 32000-210000
13-16 9000-210000
16-29 1400-53000
29-41 940-60000

 

الآن يمكنكِ حساب موعد ولادتك بنفسك، فقط استخدمي: حاسبة الحمل والولادة.

كم نسبة هرمون الحمل الضعيف؟ وما دلالته؟

عندما تزيد النسبة عن المعدل الطبيعي، عادة ما يكون الأمر طبيعيًا ولا يستدعي القلق، فقد يحدث هذا نتيجة حدوث خطأ في حساب موعد حدوث الحمل أو الحمل بأكثر من طفل، ولكن لابد من المتابعة الجيدة للتأكد من عدم وجود أي حالة مرضية حرجة.

 أما عندما تقل نسبته  عن النسب الطبيعية، يصبح الأمر أكثر خطورة. في هذه الحالة تحدد أول نتيجة لتحليل هرمون الحمل بالدم، ثم يكرر إجراء تحليل الدم الهرموني كل يومين أو ثلاثة أيام للتأكد من تطور هذه النسبة مع الوقت وفقًا للتطور الطبيعي للهرمون على مدار أسابيع الحمل المختلفة.

وعندما تعجز نسبته عن التضاعف بشكل سليم أو تقل مع الوقت عن النسب الطبيعية، حينئذ يحدث ما يعرف بهرمون الحمل الضعيف.

أسباب حدوث هرمون الحمل الضعيف

قد تقل نسبة الهرمون عن النسب الطبيعية فقط بسبب حدوث خطأ في تحديد موعد التخصيب، ولكن إذا تناقص مستواه في أثناء متابعة الحمل، فقد يؤشر ذلك إلى وقوع إحدى هذه الحالات الحرجة: 

الإجهاض

يعرف عادة الإجهاض بأنه فقدان للحمل قبل مرور 20 أسبوعًا من بدايته، مما يترتب عليه فقدان هرمون الحمل قدرته على التضاعف وقلته عن المعدلات الطبيعية.

ينصح الطبيب في هذه الحالة بإجراء تحليل الدم الهرموني كل يومين أو ثلاثة أيام لمعرفة كم نسبة هرمون الحمل الضعيف ومدى تطوره. إذا لم تتضاعف نسبة الهرمون خلال هذه الفترة ولكنها تتزايد مع الوقت، فهذا يشير إما إلى عدم حيوية الجنين والذي قد يعني اقتراب حدوث الإجهاض، أو إلى حدوث حمل خارج الرحم. أما إذا قلت هذه النسبة خلال هذه المدة، فهذا يشير إلى عدم تطور نمو الجنين وقلة إفراز هرمونات الحمل وحدوث الإجهاض، مما يتطلب تدخل الطبيب.

 

حدوث حمل خارج الرحم

قد يحدث في بعض الأحيان حمل خارج الرحم، والذي يحدث عادة في قناة فالوب. في هذه الحالة تزيد نسبة الهرمون ولكن بنسب أقل من الطبيعية. وقد يصاحبها بعض الأعراض مثل الشعور بالألم الشديد أسفل البطن وحدوث نزيف مهبلي.

 

البويضة الخبيثة

يطلق هذا المصطلح عندما تفشل البويضة في النمو داخل الرحم بعد تخصيبها، ويحدث ذلك في بداية الحمل وأحيانًا قبل أن تكتشف المرأة حملها.

 

وفي الختام، وبعد أن تعرفنا في هذا المقال -عزيزتي- على ما هو هرمون الحمل؟ وما هي أهميته وكيفية قياسه وكم نسبة هرمون الحمل الضعيف؟ 

أصبح الآن بين يديك دليلًا شاملًا وكاملًا لكل ما يخص هرمون الحمل أثناء رحلتك مع حملك.

بواسطة
كتابة د إسراء محمد عليمراجعة علمية د إلهام عقيل تدقيق لغوي د نورا جمال
المصدر
healthlinemedicalnewstodaybabymed

د/ إسراء محمد علي

يقولون دائمًا أن الكتابة فن ومهارة، وأنا أؤمن أنها وراثة. فلقد ورثت حب الكتابة عن والدي صاحب كتاب (أسرار جراحة الأطفال). أنا إسراء محمد علي، أم وصيدلانية وحاصلة على دبلومة صيدلة إكلينيكية من جامعة عين شمس، فإذا وجدت في كتاباتي ما يفيد فلتدعوا لأبي بالرحمة فإليه يعود الفضل والثواب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى