طب النسا

ما هو هرمون الإستروجين؟ وما أهميته لجسمك؟

«ما هو هرمون الإستروجين؟»… باغتتني ابنتي ذات الاثني عشر عامًا بهذا السؤال ونحن نتناول طعام الغداء، تعجبت من سؤالها وسألتها: «من أين سمعت هذا؟»

أجابت: «درسنا اليوم في المدرسة الجهاز التناسلي الأنثوي، وذكرت المعلمة هذا الهرمون»، أجبتها قائلة: «الآن فهمت، سأخبرك كل ما تحتاجين معرفته عنه لكن بعد تناول الطعام.»

بعدما تناولنا طعام الغداء جلسنا معًا؛ لأشرح لها كل ما تريد معرفته عن هرمون الإستروجين، وفكرت أن أكتب عنه مقالًا عبر موقعنا بنات طب؛ ليكون مرجعًا لأي امرأة أو فتاة.

   

ما هو هرمون الإستروجين؟

بدايةً، لنبدأ بإجابة سؤال ابنتي «ما هو هرمون الإستروجين؟»، هو هرمون الأنوثة المسؤول عن تطوير وتنظيم عمل الجهاز التناسلي الأنثوي. 

هو المسؤول أيضًا عن ظهور سمات البلوغ أو مظاهر الأنوثة عند الأنثى، مثل: نمو الثديين وظهور الشعر في بعض الأماكن المتفرقة من الجسم.

 

المبيضان هما مصدره الأساسي إلى جانب الغدة الكظرية، ويفرزان هرمون أنثوي آخر هو البروجسترون. 

يلعب هذان الهرمونان دورًا هامًا في الصحة الإنجابية وانتظام الدورة الشهرية، والعديد من الوظائف الحيوية في الجسم.

يوجد هرمون الإستروجين عند الرجال أيضًا، ولكن بنسبة بسيطة جدًا، أقل بكثير من هرمون الذكورة الغالب وهو التستوستيرون، مثلما يوجد هرمون التستوستيرون عند المرأة بنسبة ضئيلة جدًا.

 

أنواع الإستروجين

ينقسم الهرمون إلى ثلاثة أنواع مختلفة، وهي:   

الإسترون ’’Estrone‘‘ أو ’’E1‘‘ 

هو أضعف أنواع الإستروجينات وقد يحوله الجسم لنوع آخر من الإستروجينات عند الحاجة، وتفرزه الغدة الكظرية والأنسجة الدهنية بجانب المبيضين. يوجد الإسترون بمستويات عالية في جسم المرأة بعد انقطاع الطمث.

 

الإستراديول ’’Estradiol‘‘ أو ’’E2‘‘

أقوى أنواع الإستروجينات ويوجد بمستويات عالية في جسم الأنثى خلال سنوات الخصوبة، ويفرزه المبيضان والغدة الكظرية.

تفرزه المشيمة أيضًا في أثناء الحمل، وكذلك يوجد عند الرجال ولكن بنسبة ضئيلة جدًا.

 

الإستريول ’’Estriol‘‘ أو ’’E3‘‘

ترتفع نسب الإستريول في أثناء الحمل؛ لمساعدة الرحم على التمدد مع كبر حجم الجنين وتهيئة الجسم للولادة.

ترتفع مستويات الإستريول تدريجيًا خلال الحمل ويصل إلى أعلى مستوياته في الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل، وتفرزه المشيمة بجانب المبيضين.

 

وظيفة هرمون الإستروجين عند المرأة

الآن بعدما عرفنا ما هو هرمون الإستروجين وأنواعه، لنتعرف على وظيفته داخل جسم الأنثى بالتفصيل. 

يطوّر الهرمون الجهاز التناسلي الأنثوي وسمات البلوغ عند الأنثى كالتالي:

  • المبيضان: يحفز الإستروجين نمو جريبات المبيض التي يحتوي كل جريب منها على بويضة واحدة غير مخصبة، وعند البلوغ تُطلَق هذه البويضة لتتخصب في فترة الإباضة. 
  • المهبل: يساعد الهرمون على تقوية وزيادة سمك جدار المهبل ويعزز ترطيب المهبل.
  • الرحم: يحفز الإستروجين نمو بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية وفي بداية الحمل.
  • الثديان: يحفز الهرمون نمو الثديين ويساعد على جفاف الثدي من الحليب بعد الفطام.

 

بالإضافة إلى تحفيز الرغبة الجنسية عند النساء وتوزيع الدهون في الجسم، وله دور هام في العديد من الوظائف الحيوية داخل الجسم، مثل:

  • نمو العظام والعضلات وتقويتها.
  • تنظيم مستوى الكوليسترول والسكر في الدم.
  • المساهمة في تحسين الصحة الإدراكية.
  • المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية.

تختلف نسب هرمون الأنوثة من امرأة لأخرى، حسب السن ووجود الدورة الشهرية والحمل من عدمه. 

 

زيادة هرمون الإستروجين عند النساء

تحدث الزيادة في نسبة هذا الهرمون بسبب العلاج بالأدوية البديلة للإستروجين، أو بعض الأدوية الأخرى، مثل:

  • وسائل موانع الحمل الهرمونية.
  • بعض المضادات الحيوية، مثل التي تحتوي على أمبيسيلين وتتراسيكلين.
  • الأدوية التي تحتوي على فينوثيازين، الذي يستخدم لعلاج بعض الاضطرابات العقلية.

 

هناك أسباب أخرى للزيادة ومنها:

  • السمنة.
  • بعض أورام المبيض.
  • بعض أمراض الكبد.
  • العائلات ذات التاريخ المرضي بزيادة هذا الهرمون.

قد تصاحب زيادة نسبة الإستروجين انخفاض في نسبة البروجسترون.

 

أعراض زيادة هرمون الإستروجين عند النساء

تصاحب زيادة هرمون الإستروجين عدة أعراض عند النساء، ومنها اضطرابات في الدورة الشهرية، مثل: غزارة النزف أو قلة الحيض، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ومتلازمة ما قبل الحيض.

 

هناك بعض الأعراض الأخرى، وهي:

  • زيادة الوزن.
  • الانتفاخ.
  • برودة اليدين والقدمين.
  • الإرهاق والتعب.
  • قلة الرغبة الجنسية.
  • تغييرات مزاجية واكتئاب وقلق.
  • صعوبة في النوم وأرق.
  • تساقط الشعر.
  • أورام ليفية حميدة بالثدي.
  • مشكلات في الذاكرة.
  • الأورام الليفية الرحمية.

 

قد تؤدي زيادة هذا الهرمون إلى مضاعفات، مثل: أورام الرحم والمبيضين، وتجلط الدم وأمراض الغدة الدرقية. 

لا بد من الذهاب للطبيب عند الشعور بأي من هذه الأعراض، فبعد معرفة ما هو هرمون الإستروجين وأهميته لا بد من الحفاظ على نسبته الطبيعية في الجسم.

 

نقص هرمون الإستروجين عند النساء

تنخفض نسبة الهرمون في الجسم بسبب مشكلات في المبيضين أو الغدد، وبعض الأمراض وتشمل أسباب النقص ما يلي:

  • قصور الغدد التناسلية.
  • قصور الغدة النخامية.
  • اضطرابات الأكل ومنها: فقدان الشهية العصبي.
  • الإجهاض.
  • متلازمة تيرنر، وهي اضطراب في الكروموسومات ما يؤدي إلى تأخر البلوغ.
  • أمراض الكلى المزمنة.
  • ممارسة التمارين الشاقة.
  • فشل المبيض المبكر، الذي يحدث نتيجة لخلل جيني أو مشكلات المناعة الذاتية.
  • استئصال أحد المبيضين أو كلاهما.

 

تقل نسبة هرمون الإستروجين طبيعيًا بعد سن الأربعين، ودخول مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؛ إذ يقل إفراز المبيضين للهرمون الأنثوي تدريجيًا حتى يتوقفا عن إفرازه؛ وبذلك تصل المرأة لمرحلة انقطاع الطمث.

 

أعراض نقص هرمون الإستروجين عند النساء

تعاني النساء في مرحلة انقطاع الطمث أعراض نقص هرمون الإستروجين أكثر من غيرها؛ بسبب توقف المبيضين عن إفرازه.  

لكن قد يحدث النقص في أي سن، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
  • زيادة التهابات المسالك البولية؛ بسبب ترقق مجرى البول أو الإحليل.
  • الهبات الساخنة والتعرق في أثناء الليل.
  • آلام عند الجماع؛ بسبب جفاف المهبل.
  • الصداع النصفي.
  • صعوبة في التركيز.
  • الاكتئاب.
  • الإجهاد والتعب.
  • تغيرات مزاجية.
  • الإصابة بهشاشة العظام والكسور.
  • مشكلات في القلب والجلطات.

 

إذا كنتِ تعانين أيًا من هذه الأعراض؛ فلا بد من الذهاب إلى الطبيب؛ لتحديد سبب النقص والعلاج فورًا.

لمعرفة المزيد من أسباب العقم عند النساء والرجال، اقرئي هذا المقال على بنات طب.

 

هرمون الإستروجين عند الحامل

ترتفع نسبة هرمون الإستروجين عند الحامل ارتفاعًا كبيرًا جدًا، فيفرز جسم الحامل الهرمون خلال حمل واحد أكثر مما يفرزه طوال حياته في حالة عدم وجود حمل . 

 

يزداد الهرمون تدريجيًا كلما تقدم الحمل، ويصل لأعلى مستوياته في الثلث الأخير من الحمل. تسبب الزيادة السريعة في نسبة الهرمون -في بداية الحمل- الغثيان.

يلعب الهرمون دورًا هامًا في تحفيز نمو قنوات الحليب في الثديين، ويساعد على تطور نمو الجنين، يساعد المشيمة على تغذية الجنين.

الآن بعدما تطرقنا إلى ما هو هرمون الإستروجين عند الحامل، فلنرى علاقته بمرض السكري.

لمعرفة المزيد عن هرمون الحمل من هنا.

 

هرمون الأنوثة والسكري

هناك علاقة وطيدة بين هرمون الأنوثة والسكري؛ لأنه ينظم مستويات السكر في الدم، وبعد مرحلة انقطاع الطمث يقل إفراز الهرمونات؛ مما يؤدي إلى عدم التحكم في مستويات السكر في الدم.

 

 لذلك إن كنت تعانين مرض السكري فعليك التعامل بحرص مع المرض كلما تقدمتِ في العمر، ولا بد من قياس نسبة السكر في الدم باستمرار والسيطرة عليه من خلال الأدوية.

يزيد مرض السكري -في مراحله المتقدمة- من فرص الإصابة بتسمم الحمل.

 

 أطعمة تزيد نسبة هرمون الأنوثة

مثلما تابعنا معًا ما هو هرمون الإستروجين وفوائده للجسم؛ فينبغي لنا الحفاظ على مستوياته الطبيعية في الجسم، من خلال تناول أطعمة تعزز من إفرازه.

 

تحتوي بعض الأطعمة على مادة الفيتوإستروجين ’’Phytoestrogens‘‘ أو الإستروجين النباتي، وهذه الأطعمة تزيد نسبة هرمون الأنوثة، ومنها:

  • الخضروات الصليبية أو الكرنبية، مثل: القرنبيط والكرنب والبروكلي والجرجير والفجل.
  • فول الصويا.
  • التوت.
  • الحبوب الكاملة والبذور مثل: السمسم.
  • المكسرات.
  • الفواكه المجففة.
  • الثوم.
  • الخوخ.
  • الحلبة.
  • الميرمية.

 

لا يُعتمد على الغذاء لعلاج نقص هرمون الإستروجين فقط، ولكن لا بد من استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب.

اقرئي أيضًا: فوائد الميرمية للنساء.

 

هرمون الإستروجين عند الرجال

الآن بعد الإجابة على سؤال ما هو هرمون الإستروجين عند النساء ووظائفه، لنعرف ما وظيفة هرمون الإستروجين عند الرجال؟ 

يوجد بنسبة ضئيلة جدًا ومصدره الخصيتين، وقد يتحول هرمون التستوستيرون «هرمون الذكورة» إلى إستراديول «النوع السائد من هرمون الأنوثة» عند الحاجة.

 

وظائف الإستراديول في الذكر:

  • يساعد على الانتصاب.
  • تحفيز الرغبة الجنسية.
  • إنتاج الحيوانات المنوية.

بالإضافة إلى تنظيم مستويات الكوليسترول والسكر في الدم ومفيد لصحة العظام، قد يحدث اضطراب في مستوى الإستراديول عند الرجال، فيزداد أو يقل.

 

أعراض نقص هرمون الإستروجين عند الرجال

قد يصاحب نقص الإستراديول عند الرجال عدة أعراض، منها:

  • انخفاض الرغبة الجنسية.
  • زيادة الدهون في منطقة البطن.
  • هشاشة العظام. 

يحدث هذا النقص بسبب مشكلات في الغدد والخصيتين.    

  

أعراض زيادة الإستراديول عند الرجال

تسبب زيادته مشكلات صحية كبيرة للرجال، ومن هذه المشكلات:

  • ضعف الانتصاب.
  • زيادة حجم الثديين «التثدي».
  • العقم.
  • الاكتئاب.
  • تأخر البلوغ.
  • الصداع النصفي.

 

قد تكون هذه الزيادة مؤشرًا لعدة أمراض، مثل: مرض السكري، وأورام الغدة الكظرية والخصيتين، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وتليف الكبد.

لا بد من الذهاب إلى الطبيب فورًا عند الشعور بأي من أعراض نقص أو زيادة الإستراديول.

 

في الختام، أرجو أن أكون قد أجبت إجابة وافية عن سؤال «ما هو هرمون الإستروجين؟»، ووظائفه بالإضافة إلى فوائده للجسم.

عليك أن تعلمي -عزيزتي- أن اتزان مستوى الهرمونات في جسمك هام للغاية لصحتك الإنجابية والنفسية وصحتك العامة. فلا تترددي في استشارة طبيبك عند الشعور بأي من أعراض اضطراب الهرمونات.

بواسطة
بقلم: دينا عبد الوهاب الزينيمراجعة علمية د. إلهام عقيلتدقيق لغوي د. مريم روماني
المصدر
https://www.healthline.com/health/high-estrogen#complicationshttps://www.medicalnewstoday.com/articles/277177#sources-and-uses

د/ دينا عبد الوهاب الزيني

لا تستقيم الحياة إلا بالعطاء... وعطاء العلم لا ينضب. أنا دينا الزيني... أخصائية تحاليل طبية وكاتبة محتوى طبي. شغوفة بالتعلم الدائم والكتابة. أسعى لنشر العلم وتبسيطه حتى يسهل على القارئ فهمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى