قديمًا قالوا إن القراءة غذاء الروح، وهي التي تمكننا من التحليق إلى مكان آخر ونحن جالسين في أماكننا؛ إذ إن الكتاب هو النافذة التي نتطلع إلى العالم من خلالها. قد تستغرب عنوان المقالة “ما هي أنواع القراءة؟” وتسأل نفسك هل للقراءة أنواع؟!
الإجابة هي: نعم، يا عزيزي هناك العديد من أنواع القراءة التي قد تكون مارستها جميعها دون أن تشعر، وتختلف أيضًا كيفية القراءة من شخص لآخر؛ لذا سنأخذك في بنات طب في رحلة قصيرة لنستكشف معًا ما هي أنواع القراءة؟ وما فوائد كل نوع؟ وما أفضل الطرق الصحيحة للقراءة؟ فهيا بنا…
أفضل الطرق الصحيحة للقراءة
قبل أن نتعرف إلى ما هي أنواع القراءة؟ والفرق بين كل منها، يجب أن نتعرف أولًا إلى أفضل الطرق الصحيحة للقراءة؛ إذ تختلف عادات وطرق القراءة من شخص لآخر وذلك بسبب اختلاف الهدف الأساسي من القراءة لكل شخص. تشمل أفضل طرق القراءة الصحيحة:
1- المرونة وعدم الحكم على الموضوع قبل قراءته
تعد واحدة من أفضل الطرق الصحيحة للقراءة؛ وذلك لأنها تجبر القاريء على عدم الحكم على الكتاب، أو الموضوع الذي يتناوله الكاتب إلا بعد قراءة الموضوع بهدوء وحرص ودون استعجال وبعد الانتهاء منه تمامًا.
يجب فهم جميع الأفكار التي يتكلم عنها الموضوع والتركيز على كل منها على حدة، ثم إصدار الحكم النهائي بعد الانتهاء من الموضوع كاملًا وهذا ما يقودنا إلى نوعين من أنواع القراءة وهما: القراءة النقدية والقراءة التحليلية.
2- طريقة القشط
واحدة من الطرق الاختيارية والانتقائية، ويكون الهدف منها التركيز على أكبر قدر من الموضوع المقروء؛ وذلك لتخزين المعلومات بالمخ مما يتيح:
- استكشاف وفرة من المعلومات لتوسيع المدارك.
- التعرف على مضمون النص بوجه عام وبسرعة.
- استكشاف مدى أهمية النص من عدمها.
- التركيز على العناوين ومقدمة الموضوع وخاتمته.
- التركيز على العبارات المهمة.
- التعرف على فكرة الموضوع أو الكتاب بوجه عام.
3- طريقة التوقع
تعتمد هذه الطريقة على الخبرات السابقة للقاريء والمعلومات التي قرأها من قبل، واستحضارها عند قراءة موضوع أو كتاب جديد، وتوقع ما سيؤول له الموضوع في النهاية.
تتميز هذه الطريقة بخلق جو مميز من التفاعل مع النص؛ مما يتيح للقارئ فهم عناصر الموضوع وتحليلها.
4- استخراج الأفكار والعصف الذهني
في البداية يحدد القاريء الأفكار الأساسية في المرة الأولى من القراءة، لكن أحيانًا ما يتطلب الأمر القراءة مرة أخرى لتحديد العناصر بدقة.
يبدأ القارئ القراءة بتأني واستخراج الأفكار والمعلومات المختفية وراء معاني الكلمات، ولم يوضحها الكاتب أو يتطرق لتفسيرها وتسمى هذه الطريقة باسم “العصف الذهني”.
5- طريقة المسح والبحث
هي واحدة من الطرق الاختيارية في القراءة إذ يمكنك الاستغناء عنها، وفيها يبحث القارئ عن الكلمات والرموز والعناوين والمفردات والتركيز عليها في أثناء القراءة؛ مما يساعد القارئ على حفظ النص؛ لأن فهم النص والتركيز على مفرداته ومعانيه يساعد على عملية الحفظ.
بعد قراءة النص كاملًا تبدأ مرحلة البحث حول الأفكار المهمة وتحليلها ودراستها.
تتضمن مرحلة البحث أيضًا البحث عن الكلمات الغريبة التي يصعب فهمها، ويمكن أيضًا فهم معناها من سياق الجملة دون الحاجة إلى البحث الخارجي.
ما هي أنواع القراءة؟ وما فوائد كل نوع؟
إذا كان السؤال ما أهمية القراءة؟ فإنك قد تشعره منطقيًا ولن تتعجب منه، لكنك قد تشعر الآن أن سؤال “ما هي أنواع القراءة؟” سؤالًا غير منطقيًا، وتعتقد أن القراءة واحدة عندما تقرأ كتابًا أو تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن حقيقة الأمر أن هناك العديد من أنواع القراءة التي تختلف فيما بينها حسب عادات كل شخص في أثناء القراءة؛ فلكل شخص طريقة معينة عند قراءة الكتب.
أيضًا هناك أنواع لا تناسب مواقف أو أماكن معينة، وتشمل تلك الأنواع:
1- القراءة الصامتة
يتميز هذا النوع من القراءة باستخدام العينين فقط؛ وذلك بالمتابعة البصرية للمكتوب دون إصدار أي صوت أو تحريك للشفاه.
يعد هذا النوع هو الأكثر انتشارًا فيما بيننا، والأكثر استخدامًا في حياتنا اليومية؛ فهذا النوع عادة ما نستخدمه عندما نقرأ الرسائل اليومية الواردة على هواتفنا المحمولة.
مميزات وفوائد القراءة الصامتة
هناك العديد من المميزات للقراءة الصامتة فهي:
- تساعد على الإنجاز وتوفير الوقت.
- تساعد على الانتهاء من القراءة في وقت أسرع.
- تُحسن القدرة على القراءة.
- تزيد القدرة على سرعة الفهم.
- لا تتقيد بمكان أو وقت معين؛ فيمكنك القراءة في أي وقت وأي مكان.
2- القراءة الجهرية
استكمالًا لحديثنا حول ما هي أنواع القراءة؟ حان دور الحديث عن القراءة الجهرية، عادة ما يكون كلٌ من القراءة الصامتة والقراءة الجهرية عكس بعضهما البعض؛ إذ إن القراءة الجهرية هي القراءة بصوت عالٍ وفيها يتمكن المحيطون من سماع صوت القارئ، وهي أكثر الأنواع استخدامًا في القراءة.
إن القراءة الجهرية كنز رائع لتعليم الأطفال في جميع الأعمار وتقوية مفرداتهم وزيادة مدى انتباههم، فكما قال كارل ساجان: ’’واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن يقدمها الكبار لأبنائهم ولمجتمعهم هي القراءة للأطفال‘‘.
ما فوائد القراءة الجهرية؟
قد يتساءل البعض ما فوائد القراءة الجهرية؟ وهل لها مميزات أم أنها مجرد ضوضاء ولا تفيد القارئ أو المستمع بأي شيء؟
الإجابة هي: نعم، هناك العديد من الفوائد للقراءة الجهرية. إليك 14 فائدة للقراءة الجهرية:
- تعلم لغات جديدة وتقوية المفردات وخاصة لدى الأطفال؛ وذلك من خلال نطق حروف الكلمة وسماع كلمات جديدة في سياقات مختلفة؛ مما يساعد على معرفة المزيد من مفردات اللغة.
- تبني روابط بين الكلمة المنطوقة والمكتوبة؛ مما يساعد على التفريق بين ترتيب اللغة المنطوقة والنص المطبوع.
- تساعد الأطفال على الاهتمام بالقراءة وغرز حبهم لها.
- تساعد على زيادة الانتباه والتركيز؛ لأن القراءة الجهرية تجعلك تقرأ ببطء إلى حد ما؛ مما يساعدك على اكتشاف الأحداث والأفكار بشكل أكثر دقة؛ مما يساعد على زيادة مدى الانتباه والقدرة على الاستيعاب بشكل عام.
- تقوية الإدراك وتعزيز المعرفة؛ مما يزيد قدرة القارئ على الاستيعاب.
- تعد طريقة آمنة لاستكشاف العواطف والتعبير عنها ومناقشتها مع الآخرين خاصة لدى الأطفال؛ لأن قراءة القصص بصوت عالٍ؛ تساعد الأطفال على استكشاف مشاعر الآخرين وتقبلها وفهمها.
- تعزيز الترابط وتقوية العلاقات؛ فإذا كنت تقرأ لطفلك فهذا يقوي العلاقة فيما بينكما، ويساعد على تطوير مهارات الطفل الاجتماعية والشخصية.
- يمكن استخدام المناقشات الناتجة عن القراءة بصوت عالٍ لتشجيع المستمعين على بناء المعاني وربط الأفكار.
- تُستخدم في الفصول التعليمية؛ لإنشاء مجتمع مترابط بين الطلاب من خلال قراءة نص يمكن استخدامه كأساس لبناء مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، وذلك بأن يقرأ أحد الطلاب بصوت عالٍ ثم بعدها يدور نقاش بين الطلاب والمعلم حول النص المقروء.
- تمنح القراءة بصوت عالٍ الطلاب فرصة لسماع كيفية قراءة المعلم، وطلاقته في قراءة اللغة والتعبير عنها.
- تساعد الطلاب على تعلم كيفية استخدام اللغة لفهم العالم؛ لأنها تحسن من مهارات فهم المعلومات والمفردات والتعامل معها.
- تفيد المستمع أيضًا وتزيد قدرته على الاستيعاب وتدعم التعلم النشط من خلال السمع.
- يُعتقد أنها تساعد على تخزين الكلمات في ذاكرتنا قصيرة المدى؛ وهذا هو السبب في أننا نميل إلى تذكر اسم شخص بعد أن ننطقه بصوت عالٍ.
- تساعدنا على فهم ما نقرأ؛ لأن القراءة الجهرية أفضل للحفظ والاستيعاب؛ لأننا عادة ما نتذكر ما قرأناه بصوت عالٍ أكثر مما قرأناه بصمت.
عيوب القراءة الجهرية
رغم وجود العديد من الفوائد للقراءة الجهرية إلا أن لها بعض العيوب مثل:
- تستغرق وقتًا أطول؛ لأن سرعة القراءة لدى الفرد تكون محدودة بناء على سرعة حديثه، وعادة ما يتكلم الإنسان العادي نحو 150 إلى 250 كلمة في الدقيقة.
- ليست الاختيار الأمثل في بعض الأحيان لأنها غير عملية معظم الوقت؛ فعندما نكون في الأماكن العامة فإن القراءة بصوت عالٍ ليست مناسبة فنلجأ إلى القراءة الصامتة؛ وهذا يعد أحد الفروق المهمة بين القراءة الصامتة والقراءة الجهرية.
3- القراءة السريعة
لمعرفة ما هي القراءة السريعة؟ يمكنك سؤال نفسك… عندما يكون بحوزتك كتابًا ما وتريد معرفة مكان جزء معين بالكتاب فما أول شيء يخطر ببالك؟
عادة ما تفكر في البحث في فهرس الكتاب سريعًا، هذا هو إجابة سؤال ما هي القراءة السريعة؟ وتسمى أيضًا باسم القراءة الانتقائية؛ لأن المقصود بها أنك تنتقي وتختار الجزء الذي تريد قراءته أو تحتاجه لهدف معين مثل:
- قراءة فهرس الكتاب سريعًا.
- تمرير عيناك على النص الموجود أمامك سريعًا، دون التوقف أمام التفاصيل.
- البحث عن اسم في دليل أو قائمة.
- التركيز على العناصر الأساسية، دون الدخول في التفاصيل لحين العودة إليها مرة أخرى.
وجدت بعض الدراسات أنه كلما زادت سرعة القراءة؛ قلت كمية المعلومات التي نحصل عليها. لذا فإن القراءة السريعة هي عملية التعرف السريع على محتويات الصفحة.
عادة ما تكون القراءة السريعة من خلال العين؛ إذ يمكنك تمرير عيناك سريعًا على الكلمات المكتوبة أمامك وهذا ما نفعله غالبًا عند تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
وقبل استكمال إجابتنا على سؤال: ما هي أنواع القراءة؟ إليك خطوات إتقان القراءة السريعة.
7 خطوات لإتقان القراءة السريعة مع فهم النص المقروء
هناك من يرى أن القراءة ترهقه عقليًا وبصريًا؛ لذا يلجأ للقراءة السريعة عند حاجته لقراءة موضوع معين.
لكن يرى البعض أن القراءة السريعة تفقدهم القدرة على الفهم؛ لذا فيما يلي بعض الخطوات التي تساعد على إتقان القراءة بسرعة مع الحفاظ على فهم النص:
- عاين النص أو الكتاب قبل قراءته؛ لاستيعاب ما أنت مقبل على قراءته.
- حدد هدفك من قراءة النص أو حدد المعلومة التي تريد الحصول عليها.
- حاول القراءة في مكان هادىء بعيدًا عن التشويش، وإذا سرحت في أثناء القراءة حاول تصفية ذهنك والعودة مرة أخرى.
- اتبع طريقة المسح؛ لزيادة سرعة القراءة.
- اقرأ الأجزاء المهمة فقط التي تحتوي على المعلومات التي تريد معرفتها.
- ارسم مخططًا كملخص للمعلومات التي قرأتها.
- مارس هذه الطريقة باستمرار، مع ملاحظة الوقت المستغرق في القراءة في كل مرة.
4- القراءة المتأنية
هي قراءة كتاب أو أكثر بهدف واضح ومحدد مثل:
- جمع معلومات عن موضوع معين.
- الحصول على إجابة عن بعض الأسئلة.
- استخلاص الأفكار الرئيسة لموضوع ما.
- صياغة أسئلة أو الاستذكار.
4- القراءة التحليلية
هي التعمق في القراءة وتخيل الأحداث المكتوبة، ويتطلب هذا النوع ترتيب العناصر لفهم الجملة ومعناها، وتقسيم الموضوع إلى عناصر أساسية ودراسة كل عنصر على حدة لمعرفة ما المقصود به.
5- القراءة النقدية
يكون الهدف من هذا النوع من القراءة هو قراءة نص معين وتحليله حسب الآراء والخبرات الشخصية، وتحديد الإيجابيات والسلبيات ونقاط القوة والضعف والحكم عليها حسب الرأي الشخصي للقارئ مثل: أن تقرأ كتابًا ثم تعطي وجهة نظرك به.
6- القراءة الأكاديمية
هي قراءة الكتب والمناهج التعليمية، وتتضمن عدة أنواع من القراءة في وقت واحد مثل: القراءة الصامتة والقراءة الجهرية والتحليلية، هدفها الرئيس فهم الموضوعات وحفظها.
طرق للقراءة بشكل أدق وأسهل
بعد التعرف على ما هي أنواع القراءة؟ إليك بعض الطرق التي تساعدك على القراءة بسهولة ودقة مثل:
- تخصيص ساعة أو نصف ساعة يوميًا للقراءة.
- احمل كتابًا معك؛ لقراءته في المواصلات أو في أثناء الانتظار.
- يمكن تحميل أحد تطبيقات الكتب الصوتية والاستماع إليها.
- يمكنك المشاركة في المجموعات التي تناقش الكتب.
- تسجيل الكتب التي تقرأها كل شهر.
هكذا نكون قد تعرفنا إلى ما هي أنواع القراءة؟ ومن المؤكد أنك مارست معظمها في الماضي، سواء كنت تقرأ الكتب أو تتطلع فقط على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ينبغي لك معرفة أن القراءة والمطالعة مهمة جدًا ولها فوائد عظيمة فهي مصدر جيد لتطوير النفس على كلا المستويين الشخصي والمهني.
