مرض السكري للحامل| أعراضه وأهم طرق العلاج
اقرئي في هذا المقال
قد تتعرض بعض النساء أثناء الحمل إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم؛ مما يسبب ما يسمى مرض السكري للحامل. ولكن عزيزتي الحامل إذا شخصت بمرض السكري أثناء الحمل، فهذا لا يعني أنكِ كنتِ تعانين منه قبل الحمل، كذلك يختفي سكر الحمل عادة بعد الولادة.
سنقدم لكِ عزيزتي الحامل هنا في بنات طب الدليل الإرشادي الطبي الكامل لمعرفة مرض السكري أثناء الحمل وأعراضه، وكذلك أهم طرق الوقاية والعلاج.
ما هو سكر الحمل؟
يعرف سكر الحمل أو سكري الحمل ’’Gestational Diabetes‘‘ بأنه حالة تحدث عند بعض الحوامل حال تواجد نسبة عالية أو غير طبيعية من السكر أو الجلوكوز في الدم دون سابق إصابة بالمرض، وتختفي بعد الولادة.
يذكر أيضًا أن سكر الحمل يمكن أن يظهر في أي مرحلة من مراحل الحمل، ولكنه عادة ً ما يحدث في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
وعلى الرغم من أن سكري الحمل يختفي بعد الولادة، إلا أن 50٪ من مرضى سكر الحمل تزيد لديهم نسب الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل.
كذلك قد تسبب مضاعفاته آثارًا جانبية ضارة على صحة الأم وجنينها، لذلك من الضروري المتابعة مع الطبيب المتخصص؛ للحفاظ على نسبة جلوكوز الدم في المستويات الطبيعية.
لماذا يحدث مرض سكري الحمل؟
تفرز المشيمة أثناء الحمل بعض الهرمونات الهامة لصحة الجنين ونموه، يمكن أن تؤثر هذه الهرمونات على كفاءة الأنسولين وعمله داخل الجسم.
ولذلك يسبب سكري الحمل ما يسمى بمقاومة الأنسولين داخل الجسم، وهي حالة يفقد فيها الجسم قدرته على استخدام الأنسولين لإدخال الجلوكوز إلى الخلايا واستهلاكه لإنتاج الطاقة، وبالتالي تزداد مستويات السكر في الدم.
وإذا لم يتمكن جسم الحامل من إنتاج الأنسولين بالمستوى الذي يتطلبه الجسم لإدخال السكر للخلايا؛ تزداد نسب الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي، ويظهر مرض السكري للحامل.
أعراض مرض السكري للحامل
لا تظهر عادة أعراض أو علامات محددة لمرض السكري للحامل، لكن في بعض الأحيان قد تظهر بعض الأعراض المعتادة نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم، تشمل ما يلي:
- الشعور بالعطش بشكل أكثر من المعتاد.
- زيادة الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
- استمرار الشعور بالتعب.
- جفاف الفم.
- الشعور بالغثيان.
- الالتهابات المهبلية المتكررة.
لكن بعض هذه الأعراض عادةً ما تكون أعراضاً طبيعية أثناء الحمل، ولا يشترط أن تكون لها علاقة بأعراض الإصابة بمرض سكري الحمل.
ومع ذلك يجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب في حال وجود أعراض غير اعتيادية أو جديدة في أثناء فترة الحمل.
الجدير بالذكر أن أعراض مرض السكري للحامل تزول تماماً بعد الولادة، وذلك عندما يعود سكر الدم إلى مستوياته الطبيعية.
كيف يمكن متابعة سكر الحمل بعد الولادة؟
يجب عليكِ متابعة سكر الحمل بعد الولادة باستمرار، وذلك من خلال إجراء الفحوصات المستمرة؛ للتأكد من رجوع مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي.
لذلك لابد من التحقق من مستوى الجلوكوز في الدم خلال 6-13 أسبوعاً بعد الولادة، وحينها إذا استمر مستوى الجلوكوز مرتفعاً في الدم، فهذا يعني احتمال إصابتك بالسكري من النوع الثاني.
لكن إذا كان سكر الحمل بعد الولادة في مستوياته الطبيعية؛ فعليكِ التحقق من مستويات السكر في الدم باستمرار.
تأثير مرض السكري للحامل على الجنين
على الرغم من أن معظم حالات مرض السكري للحامل لا تؤثر على عملية الولادة، أو على صحة الجنين، إلا أن تواجد نسب عالية من السكر في دم الحامل وجنينها قد تسبب بعض المشاكل، ومنها:
- زيادة نمو الجنين عن المعدل الطبيعي داخل رحم الأم، مما قد يستدعي التدخل الجراحي وإجراء الجراحة القيصرية.
- حدوث اضطراب في مستوى السكر في دم الجنين.
- احتمال إصابة الجنين بعد الولادة باليرقان أو الصفراء.
- الإصابة بما يسمى بمرحلة “تسمم الحمل“، وهي حالة من ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، وارتفاع مستوى البروتين في البول.
- الولادة المبكرة للطفل.
- احتمالية إصابة الطفل بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.
- ولادة جنين ميّت ’’Stillbirth‘‘ وعلى الرغم من أن هذا الأمر نادر حدوثه، إلا أن عدم علاج مرض السكري للحامل بشكل سليم قد يؤدي إلى فقدان الجنين قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.
علاج سكر الحمل
تعتمد خطة علاج مرض السكري للحامل على الرقابة والمتابعة المستمرة لمستوى سكر الدم في معدلاته الطبيعية؛ وذلك لتجنب مضاعفاته أثناء الحمل والولادة.
كذلك فإن هذه الخطة العلاجية عادةً ما تبدأ بتغيير نمط الحياة لدى النساء المصابات بمرض السكري للحامل، ويتمثل ذلك في جميع الأنشطة التي قد تؤثر على معدلات السكر في الدم، كالتالي:
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن: فيجب أن يشمل تناول الفاكهة، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الغنية بالدهون، والسعرات الحرارية العالية.
- ممارسة الرياضة: إذ تساعد الأنشطة الرياضية الحامل بشكل كبير على التقليل من مستويات السكر في الدم، وكذلك التخلص من بعض مشاكل الحمل، مثل: آلام الظهر والتورم، استشيري طبيبك ليحدد نوع الرياضة المناسبة لكِ.
اقرئي أيضًا: أهمية الرياضة للمرأة. |
لا يوصي الأطباء بخسارة الوزن في أثناء الحمل، ويجب متابعة الطبيب المتخصص لمعرفة الوزن المناسب لكِ ولجنينك في كل مرحلة من مراحل الحمل.
أما بالنسبة للخيارات الدوائية التي يوصي بها الطبيب في هذه الحالات، تتمثل في أدوية تعطى عبر الفم، تساعد تلك الأدوية النساء الحوامل المصابة بسكر الحمل على التحكم في مستوى سكر الدم. وقد يكون هناك حاجة أيضًا إلى استخدام حقن الأنسولين مع هذه الحالات؛ لتقليل مستوى السكر في الدم.
طرق الوقاية من مخاطر الإصابة بالسكر بعد الولادة
هناك بعض الإرشادات التي تساعدكِ على تقليل مخاطر الإصابة بالسكر بعد الولادة:
- المتابعة المستمرة مع الطبيب المتخصص، مع فحص مستويات السكر في الدم بعد الولادة مباشرةً وبعد 6 أسابيع من الولادة، وفي حال كانت مستويات السكر طبيعية عليكِ إعادة الكشف بانتظام كل 1-3 سنوات.
- الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن، مع ممارسة الرياضة باستمرار.
- الاستمرار في ممارسة الرضاعة الطبيعية، حتى إذا كنتِ تعانين قلة الحليب، إذ إنها ستساعدكِ على خسارة الوزن.
عوامل خطر الإصابة بمرض السكري للحامل
نجد أن هناك بعض النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل عن غيرهن، إذ تتمثل عوامل خطر الإصابة به ما يلي:
- الإصابة بمرض سكر الحمل من قبل، أو إذا كنتِ تعانين الوزن الزائد أو السمنة.
- ولادة طفل سابق يبلغ وزنه 4 كجم أو أكثر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- مرحلة ما قبل السكري.
- إذا كنتِ تعانين متلازمة تكيسات المبايض.
- عدم ممارسة الأنشطة البدنية.
وفي النهاية، وبعد أن تعرفنا على ما هو سكر الحمل فإننا نوصي في حالة الإصابة بمرض السكري للحامل بأهمية الحفاظ على حياة صحية سليمة عامةً من خلال اتباع نظام صحي متكامل، وكذلك متابعة الطبيب المتخصص في أثناء الحمل باستمرار؛ للحفاظ على صحتكِ وصحة جنينكِ.