أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها
اقرئي في هذا المقال
السيدة خديجة رضي الله عنها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية.
الميلاد: عام 68 قبل الهجرة.
مكان الميلاد: مكة المكرمة.
الوفاة: السنة العاشرة من البعثة.
فمن هي السيدة خديجة رضي الله عنها؟ اقرئي المزيد عنها في هذا المقال في بنات طب.
من هي السيدة خديجة رضي الله عنها؟
ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها بمكة المكرمة عام 68 قبل الهجرة. كانت من أثرياءِ قريش، وتنتمي لأشرف عائلاتها، وأولى زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأول من أسلم بإجماع الأمة.
لقبت قبل إسلامها بالطاهرة في مجتمعٍ انتشرت فيه الفاحشة والكفر.
زواج السيدة خديجة
تزوجت السيدة خديجة مرتين قبل أن يشرفها الله -عز وجل- بزواجها من النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد مات زوجاها وتزوجها النبي قبل النبوة. وكانت في الأربعين من عمرها، بينما كان النبي في الخامسة والعشرين من عمره.
أبناء السيدة خديجة من النبي
أنجبت السيدة خديجة رضي الله عنها للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذكور والإناث، فقد أنجبت منه:
- القاسم وكان يكنَى به.
- عبد الله: لُقب بالطاهر والطيب.
- زينب: أكبر بنات النبي، وتزوجت من العاص بن الربيع.
- رقية: تزوجت سيدنا عثمان بن عفان بعد طلاقها من ابن عمها عتبة بن أبي لهب، وذلك بعد نزول سورة المسد.
- أم كلثوم: تزوجها أيضًا سيدنا عثمان بعد وفاة أختها السيدة رقية، ولهذا سمي بذي النورين.
- فاطمة: أصغر بنات النبي وأكثرهن حبًا وقربًا منه؛ فقد كان يقول: (فاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي، فمَن أغْضَبَها أغْضَبَنِي)، وتزوجت سيدنا علي بن أبي طالب، وماتت بعد النبي بستة أشهر.
صفات السيدة خديجة رضي الله عنها
تميزت السيدة خديجة رضي الله عنها بالعديد من الصفاتِ النبيلة حتى قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن صفات السيدة خديجة:
-
العفة والطهارة
لقبت السيدة خديجة رضي الله عنها في الجاهلية بالطاهرة في مجتمعٍ لا يعرف حلالًا أو حرامًا؛ لدرجة أن البغايا كانوا يضعون الشارات الحمراء على بيوتهن؛ ليُعرفن بها.
-
الحكمة ورجاحة العقل
تميزت شخصية السيدة خديجة بالحكمة والعقل وقد تجلت هذه الصفة في العديد من الأمور، مثل:
- اختيارها للنبي صلى الله عليه وسلم في تجارتها لما علمت فيه من صفات الصدق والأمانة.
- كذلك عندما فكرت في الزواج من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فتحدثت برغبتها في زواجه إلى صديقتها نفيسة بنت مُنية، وأرسلتها إلى النبي خفية بصورة تحفظ ماء وجهها.
اقرئي أيضًا عن صحابيات ملهمات: تماضر بنت الحارث الملقبة بالخنساء. |
-
موقف الوحي (نصرة النبي)
تقول د. عائشة عبد الرحمن المؤرخة الإسلامية في كتابها (نساء النبي): “تتجلى أعظم مواقف خديجة مع رسول الإنسانية حين تلقى رسالة الوحي في ليلة القدر، حيث اصطفاه الله تعالى خاتمًا للنبيين عليهم السلام، وبعثه في الناس بشيرًا ونذيرًا، وكانت الرسالة إيذانًا بحياة جديدة شاقة كادحة، وبدءًا لعهد ملؤه الاضطهاد والعذاب والجهاد، قبل أن يتحقق النصر والانتشار لرسالة الحق”.
يعد موقف الوحي من أكثر مواقف السيدة خديجة مع الرسول الذي سنسلط الضوء عليه؛ فقد تجلت فيه حكمتها عندما جاءها النبي يخبرها بما حدث له في غار حراء، إذ قال لها معبرًا عن خشيته: “لقد خشيتُ على نفسي”.
فكانت الحكيمة العاقلة التي لم تفسر كلامه على وجهٍ خاطئ، بل اصطحبت النبي إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وقالت كلماتها الخالدة التي ثبّتت بها قلب رسولنا الكريم:
“كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.
اقرئي أيضًا: السيدة نفيسة بنت الحسن | نفيسة العلم. |
-
موقف حصار شِعب ابن أبي طالب
كانت نِعم الزوجة فهي أول من آمنت بالنبي وآزرته، وواسته بنفسها ومالها، فعندما حدثت مقاطعة قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم- التي استمرت ثلاث سنوات ساندت النبي ودعمته.
كما عملت على تأمين الطعام للمسلمين المحاصرين في الشعب بمعاونة ابن أخيها حكيم بن حزام.
-
الفراسة والبصيرة
-
الصبر
-
حسن العشرة
-
كمال الأخلاق
-
كتم الأسرار
مناقب السيدة خديجة
السيدة خديجة رضي الله عنها خير نساء الجنة
روى أنس بن مالك أن النبي قال: “حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون”.
بشارة سيدنا جبريل
عن أبي هريرة أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: “يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ”.
وفاء النبي للسيدة خديجة “إني قد رُزقت حبها”
تزخر السيرة النبوية بالمواقف التي تدل على وفاء النبي صلوات ربي وسلامه عليه، حتى أنه كان دائم الاستغفار والدعاء لها، وكان يذكر مناقبها وصفاتها.
ولما رأت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه -صلى الله عليه وسلم- يكْثِر من ذكر السيدة خديجة، قالت: «ما غِرْتُ على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة». وعندما سألت النبي في ذلك قال “إني قد رُزقت حبها”.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثَّناء. قالت: فغِرتُ يومًا، فقلت: ما أكثرَ ما تذكرها! حمراء الشِّدق، قد أبدلك الله عز وجل بها خيرًا منها. قال: “ما أبدلني الله عز وجل خيرًا منها؛ قد آمنَت بي إذ كفَر بي الناس، وصدَّقَتني إذ كذَّبَني الناس. وواستني بمالها إذ حرَمَني الناس، ورزَقني الله عز وجل ولدها إذ حرَمني أولاد النساء” قلت: والله لا أعاتبك فيها بعد اليوم.
وفاة السيدة خديجة
- توفيت أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها في السنة العاشرة للبعثة عن عمرٍ يناهز 65 عامًا. بعد انتهاء حصار شعب ابن أبي طالب. فقد أعياها المرض وفاضت روحها الطاهرة إلى بارئها؛ لتنعم بالنعيم المقيم في جناتِ عدن.
- سُمي عام وفاة السيدة خديجة بعامِ الحزن؛ لشدة حزن النبي على فراقها، ودفنت في الحجون وهو جبل يقابل مسجد العقبة.
ختامًا، ستظل مواقف السيدة خديجة رضي الله عنها ووقوفها إلى جانب الدعوة الإسلامية ومؤازرتها للنبي -صلى الله عليه وسلم- مصدرًا لإلهام كثير من النساء.