أعراض القولون العصبي عند النساء | أسبابه وكيفية علاجه

يعد القولون العصبي أحد أكثر اضطرابات الجهاز الهضمي شيوعًا؛ إذ تصيب متلازمة القولون العصبي حوالي 6:18% من البشر في جميع أنحاء العالم. أعراض القولون العصبي عند النساء كثيرة، وتتضمن الأعراض تغيرات في حركة الأمعاء وآلام أسفل البطن. قد يؤدي النظام الغذائي، والتوتر، واضطرابات النوم، وكذلك التغيرات في بكتيريا الأمعاء إلى ظهور الأعراض.

مع ذلك تختلف المحفزات من شخص لآخر؛ مما يجعل من الصعب تسمية أطعمة أو ضغوطات معينة ينبغي لكل شخص يعاني من الاضطراب تجنبها؛ لذا سنتعرف عزيزي القارئ في مقالنا اليوم في –بنات طب– على متلازمة القولون العصبي وسنخصّ بالذكر أعراض القولون العصبي عند النساء، وكيف يمكن تجنبها؟ فتابع القراءة. 

ما هي متلازمة القولون العصبي؟

متلازمة القولون العصبي “Irritable Bowel Syndrome” هي اضطراب مزمن يؤثر على الأمعاء الغليظة؛ مما يسبب أعراضًا مزعجة، مثل آلام البطن، والتشنجات، والانتفاخ، والإسهال أو الإمساك أو كليهما.

بينما يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض القولون العصبي، إلا أن أكثر الحالات شيوعًا عند النساء، إذ يؤثر على حوالي 1.5 إلى 3 مرات أكثر من الذكور. يشيع انتشار متلازمة القولون العصبي في الأعمار بين 20 و30 عامًا.

أسباب القولون العصبي

السبب وراء الإصابة بالقولون العصبي غير واضح، لكن يرى العلماء أن الميكروبات قد تلعب دورًا رئيسيًا. 

قد ربط العلماء بينه وبين التسمم الغذائي، إذ يعاني 1 من كل 9 أشخاص مصابين بالتسمم الغذائي من متلازمة القولون العصبي في وقت لاحق، علاوة على أن الميكروبات المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء؛ قد يكون لها تأثير على جهاز المناعة؛ مما يؤدي إلى اضطرابات طويلة الأمد في القناة الهضمية.

تشمل العوامل الأخرى التي قد تلعب دورًا في الإصابة بمتلازمة القولون العصبي ما يلي:

• بعض أنواع الأطعمة والمشروبات.
• العوامل البيئية، مثل الإجهاد.
• اضطراب الهرمونات مثل قصور الغدة الدرقية، والحمل، وداء السكري.
• حساسية المعدة.
• خلل في العضلات التي تنقل الطعام عبر الجهاز الهضمي.
• عدم قدرة الجهاز العصبي المركزي على التحكم في الجهاز الهضمي.
• يمكن أن تساهم الحالة النفسية والعاطفية للشخص في تفاقم حالة القولون العصبي، إذ تتفاقم الأعراض لدى الأشخاص المصابين باضطراب ما بعد الصدمة “PTSD” بدرجة كبيرة دون غيرهم وترتفع نسبة الإصابة بينهم.

أعراض القولون العصبي الحاد

يمكن أن تؤثر متلازمة القولون العصبي “IBS” على كل من الرجال والنساء. إذ تكون أعراض القولون العصبي الحاد لدى النساء هي نفسها التي تظهر عند الذكور، لكن تزداد الأعراض حدة عند النساء في بعض الأحيان سواءً خلال الدورة الشهرية أو الحمل.

ويعد القولون العصبي من أكثر الأمراض المزعجة لما يصاحبه من آلام وتقلصات بالبطن وإسهال وانتفاخ وغيرها من الأعراض. وهي حالة مزمنة يتعايش الإنسان معها طوال حياته وتزداد سوءًا عند التعرض لأي توتر أو ضغط نفسي أو تناول أكلات محفزة لتهيج القولون.

فيما يلي نظرة على بعض الأعراض الشائعة لدى النساء والرجال:

• اضطراب في حركة الأمعاء.
• وجود مخاط بالبراز.
• الإسهال (يكون البراز رخوًا ومتكررًا) أو الإمساك (يكون البراز صلبًا وجافًا) أو التناوب بينهما.
• عدم اكتمال حركة الأمعاء.
• حدوث انتفاخ في البطن، وتقلصات أو غازات.
• حرقة في المعدة وتقلصات وألم خاصة بعد تناول الوجبات.
• الشعور بعدم الراحة أو الغثيان بعد تناول الطعام.
• حاجة ملحة ومفاجئة لاستخدام الحمام.
• آلام أسفل الظهر.
• انتفاخ في منطقة المعدة.
• غازات.
• الشعور بالغثيان والامتلاء عند تناول وجبة طبيعية.

أعراض القولون العصبي عند النساء

القولون العصبي والحيض

تشير الدراسات إلى أنَ النساء المصابات بمرض القولون العصبي، تختلف أعراضه لديهن باختلاف الدورة الشهرية، فالهرمونات تزيد من تهيج القولون العصبي عند النساء خاصة قبل وأثناء الدورة الشهرية، وتشمل الأعراض ما يلي:

• الإعياء والأرق.
• حساسية الطعام (رد فعل الجهاز المناعي تجاه أنواع معينة من الطعام يترتب عليها مجموعة من الأعراض مثل الإسهال أو الإنتفاخ أو القيء).
• آلام الظهر.
• آلام الحيض.
• متلازمة ما قبل الحيض “PMS” (مجموعة من الأعراض تصيب معظم النساء قبل الدورة الشهرية، مثل التغيرات المزاجية أو الإسهال أو زيادة الرغبة في الطعام).

القولون العصبي والحمل

هناك علاقة بين القولون العصبي والحمل فقد تتفاقم الأعراض في أثناء الحمل ويكون من الصعب السيطرة عليها، وتشمل أسباب ذلك ما يلي:

• زيادة القلق.
• تغير الهرمونات مثل: هرمون الحمل.
• ضغط الجنين على جدران الأمعاء.

بطانة الرحم المهاجرة

هو اضطراب ينمو فيه النسيج الذي يبطن الرحم من داخل الرحم إلى خارجه، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي “IBS”.

العلاقة الجنسية

قد يحدث انخفاض في الرغبة الجنسية عند المصابين بمتلازمة القولون العصبي، كذلك قد تشعر بعدم الراحة والألم أثناء الجماع؛ مما يؤثر على العلاقة الجنسية. 

أعراض القولون العصبي النفسي

على الرغم من أن المشكلات النفسية مثل القلق لا تسبب اضطرابًا في الجهاز الهضمي، إلا أن الأشخاص الذين يعانون القولون العصبي قد يكونون أكثر حساسية للمشاكل العاطفية وتغيرات المزاج.

من الجدير بالذكر أنه في أحد الدراسات الكبيرة التي شملت 94000 رجل وامرأة، وجد أن الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي أكثر عُرضة بنسبة 50% للإصابة باضطراب القلق، وأكثر من 70% هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب المزاج، مثل الاكتئاب.

تشخيص القولون العصبي

لا توجد اختبارات معملية محددة يمكنها تشخيص القولون العصبي، إذ تتشابه أعراض القولون مع أمراض أخرى؛ لذا يطلب طبيبك إجراء بعض الاختبارات لاستبعاد الحالات الأخرى، وتشمل:

• التنظير السيني المرن أو تنظير القولون؛ للبحث عن علامات انسداد أو التهاب في الأمعاء.
• التنظير العلوي أو تنظير المريء إذا كنت تعاني من حرقة في المعدة أو عسر هضم.
• التصوير بالأشعة السينية.
• اختبارات الدم للكشف عن فقر الدم (قلة عدد كرات الدم الحمراء)، وقصور الغدة الدرقية وعلامات العدوى.
• فحص البراز للكشف عن وجود طفيليات.
• اختبارات حساسية اللاكتوز أو الجلوتين.

علاج القولون العصبي

عادًة ما يتضمن علاج القولون العصبي بعض التغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، بالإضافة إلى تعلم كيفية إدارة القلق والتوتر، وذلك قبل اللجوء إلى العلاج الدوائي.

النظام الغذائي

قد تساعد بعض العلاجات المنزلية، أو تغييرات نمط الحياة في تخفيف أعراض القولون العصبي عند النساء دون استخدام الأدوية، وتشمل ما يلي:

• تناول الأطعمة التي تحتوي على الشوفان لتقليل الغازات أو الانتفاخ.
• التقليل من المشروبات المحتوية على الكافيين التي تحفز الأمعاء.
• تناول وجبات صغيرة، والأكل ببطء مع مضغ الطعام جيدًا.
• تجنب الكحول، والمشروبات الغازية مثل الصودا.
• الإكثار من شرب السوائل يوميًا.
• تجنب الأطعمة المقلية أو الحارة.

إدارة القلق والتوتر

قد يساعد ما يلي في تقليل أعراض القولون العصبي النفسي أو تخفيفها:

• ممارسة الرياضة بانتظام.
• تمارين الاسترخاء وأنشطة مثل تاي تشي أو اليوجا.
• العلاج السلوكي المعرفي.

العلاج الدوائي

تساعد الأدوية التالية في علاج أعراض القولون العصبي عند النساء والرجال:

• الأدوية المضادة للتقلص: تقلل من تقلصات وآلام البطن عن طريق إرخاء عضلات الأمعاء.
• الملينات: يمكن أن تساعد في تخفيف الإمساك، لكن ينبغي استخدامها بحذر.

يستخدم بعض النساء الملينات بهدف التخسيس، ويعتقدن أنها أدوية تخسيس آمنة، لكن ما هي الحقيقة؟ اعرفي المزيد عن أدوية التخسيس الآمنة من هذا الرابط: أدوية تخسيس آمنة.

• أدوية علاج الإسهال: يمكن أن تقلل من أعراض الإسهال، مثل اللوبيراميد الذي يخفف تقلصات عضلات الأمعاء.
• مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات “TCAs”: تساعد في تقليل آلام البطن والتقلصات.

هل يمكنكِ الحصول على القوام المثالي بعد الولادة بسهول؟ تابعي مقالنا: شد البطن بعد الولادة.

بعض الأطعمة التي تهيج القولون 

تختلف الأطعمة التي تسبب متلازمة القولون العصبي باختلاف الأشخاص؛ لذلك لا يمكن وضع قائمة واحدة من الأطعمة التي ينبغي تجنبها، وتشمل هذه الأطعمة ما يلي:

• ألياف غير قابلة للذوبان: تتركز الألياف غير القابلة للذوبان في منتجات الحبوب الكاملة التي تؤدي إلى الإصابة بالإمساك، كذلك تزيد من الإنتفاخ والغازات.
• منتجات الألبان: لأنها غنية بالدهون؛ مما يؤدي إلى الإسهال، كذلك يعاني معظم مرضى القولون العصبي من حساسية اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان.
• الأطعمة المقلية: يمكن أن يغير قلي الطعام التركيب الكيميائي له؛ مما يجعل هضمه أكثر صعوبة.
• الفاصوليا والبقوليات: بالرغم من أن الفاصوليا، والعدس، والبازلاء يعدون مصادرا غنية بالبروتين، إلا أن تناولهم يؤدي إلى عسر الهضم والشعور بالانتفاخ وآلام في البطن.
• المشروبات التي تحتوي على الكافيين: تحفز حركة الأمعاء؛ مما يسبب الإسهال.
• الأطعمة المصنعة؛ وذلك لاحتوائها على مواد حافظة تسبب تهيجًا للقولون العصبي.
• الثوم والبصل: يسببان الإنتفاخ والغازات؛ مما يؤدي إلى تهيج القولون.
• البروكلي والقرنبيط: يصعب على الجسم هضمهما؛ مما يسبب اضطرابًا في الجهاز الهضمي.
• الشوكولاته: لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون والسكر، علاوة على اللاكتوز والكافيين.
• تناول المشروبات الكحولية: لاحتوائها على نسب عالية من السكر والجلوتين.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

 ينبغي لعزيزتي القارئة زيارة الطبيب في هذه الحالات:

• فقدان الكثير من الوزن دون سبب.
•  نزيف في المستقيم أو الإسهال الدموي.
•  تورم في البطن، أو ضيق في التنفس.
•  دقات قلب ملحوظة (خفقان)، أو شحوب في الجلد.

في الختام بعد أن تعرفنا على أعراض القولون العصبي عند النساء، ينبغي لكِ -عزيزتي القارئة- اتباع نظام غذائي صحي متوازن خالٍ من الأطعمة التي تهيج القولون، كذلك ينبغي استشارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب لحالتك الصحية.