تربية طفلك

تدريب الطفل على استخدام الحمام | كل ما تحتاجين معرفته

يعد تدريب الطفل على استخدام الحمام عملية مؤرقة للكثير من الأمهات، سواء كانت الأم ذات خبرة مسبقة مع أطفالها أو أمًا لأول مرة.

 الأمر الذي يسبب قلقًا بالغًا لها وللطفل وللعائلة. تظنين أن الأمر مستحيل أو صعب، ولكنه ليس كذلك عزيزتي؛ فنحن معكِ في بنات طب؛ لنرشدك خطوةً بخطوة. وسنجيبك أيضا على كل تلك الأسئلة التي تبحثين عنها، فاستعدي…

 

السن المناسب لتعليم الطفل استخدام المرحاض

نبدأ التفكير في تدريب الطفل على استخدام الحمام عند بلوغه ثمانية عشر شهرًا (سنة ونص) إلى سن ثلاث سنوات ونصف. يرجح كثير من الأطباء أن تبدئي في سن سنتين ونصف.

وعلى الرغم من ذلك، لا يعد كل الأطفال ناضجين بما يكفي في سنّ 3 سنوات. لذا، فربما تحتاجين إلى المحاولة مرة أخرى خلال بضع أشهر قليلة. إذ يبقى الكثير من الأطفال في سنّ 3-4 سنوات بحاجة إلى الحفاض ليلاً. ويعد التبوّل في الفراش أمراً طبيعيًا حتى سنّ الخامسة.

باختصار، تؤكد كل التوصيات العالمية أن البداية الصحيحة لتدريب طفلك على استخدام الحمام تبدأ من سن سنتين؛ حتى يكون جهازه العصبي وعضلاته قد وصلت لمرحلة جيدة ومناسبة من النضج والاكتمال. فلا يفضل أن تكون البداية قبل هذا السن نهائياً.

عليكِ ملاحظة العلامات التالية التي ستبين لكِ إن كان طفلك مستعدًا ومؤهلًا لاكتساب تلك المهارة الجديدة في حياته، مثل:

  • ظهور التوافق العضلي العصبي على الطفل، أي أنه يستطيع الجلوس لمدة زمنية أو المشي بصورة متزنة.
  • ملاحظة جفاف الحفاض لمدة ساعتين أو أكثر؛ إذ يعد ذلك دليلًا على قدرة المثانة على التحكم بشكل جيد في البول.
  • ظهور رغبة الطفل في الاستقلالية مع استطاعته تقليد الأشخاص البالغين فيما يفعلونه، وخاصة إذا تعلَّم خلع ملابسه بنفسه وارتدائها مرة ثانية.
  • فهم الكلمات المستخدمة في التعبير عن الحمام أو تغيير الحفاض.
  • الإزعاج الواضح عليه إذا شعر بوجود البول أو البراز في حفاضته وعدم تغييره.
  • إظهار الطفل اهتمامًا بالبوتي ورغبته في تجربتها أو تقليد الكبار عند دخول الحمام.

قد لا تبدو كل العلامات على طفلك. لكن إذا أظهر بعضًا منها فإنه بنسبة كبيرة مستعد لتلك الخطوة ويحتاج بعض الدعم النفسي منكِ ومن والده.

 

الاستعداد النفسي للأم قبل بدء البوتي ترييننج

تدريب الطفل على استخدام الحمام - بنات طب

معروف أن الأم هي التي تتحمل مشقة تدريب الطفل على استخدام الحمام أكثر من الأب أو العائلة؛ لذلك من الضروري التهيئة النفسية لها.

لذا أنصحك بألا تنجرفي وراء الضغط من العائلة أو الأصدقاء أو حتى السيدات على مجتمع وسائل التواصل. خاصة الذين يضعون معايير للسن المناسب لبدء البوتي تريننج، ويلومونك على تأخير خطوة نزع الحفاض عن الطفل. اعلمي أنك الوحيدة التي تعلم السن المناسب لتعليم الطفل استخدام المرحاض.

عليكِ تجنب الانفعالات الزائدة والعصبية على الطفل أو التعامل بقسوة إذا لم يبدو عليه أي استجابة. بل يمكنني أن أقول لكِ استعدي للحوادث… نعم وبكل صراحة سترين حوادثًا بالرغْم من كل استعداداتك، مثل: أن ينسى الطفل النونية.

ربما يتجنب ذكرها خوفًا أو حرجًا، ربما يتبول على الأرض أو السجاد إن لم يعلم أن الحمام هو المكان المناسب لقضاء الحاجة، وربما الكثير…

لذا عليكِ فهم أن التهيئة النفسية لكِ ضرورية بقدر أهميتها للطفل؛ لأنك شريكته في النجاح واكتساب تلك المهارات بصورة صحيحة دون أذى نفسي لكِ أو له.

اقرئي هذا المقال: منهج المونتيسوري التعليمي.

 

أيهما أفضل: الصيف أم الشتاء عند تدريب الطفل على استخدام الحمام؟

قطعًا فصل الصيف أفضل من فصل الشتاء لعدة أسباب:

  • الملابس خفيفة ويمكن تغييرها بسهولة، بينما في الشتاء يرتدي الطفل أكثر من قطعة لتدفئته وتغييرها يتطلب عناءً.
  • كمية البول تقل في الصيف عن الشتاء، لأن جزءًا كبيرًا من فضلات الجسم يخرج مع العرق.
  • التحكم في المثانة في فصل الصيف أفضل منه في الشتاء.
  • في فصل الصيف، يكون الطفل أقل عرضة للتعرض إلى الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا إذا تعرض للبلل. على عكس الشتاء البارد الذي تنتشر فيه الإصابة بنزلات البرد. اقرئي أيضًا: الوقاية من فيروس كورونا.

 

ما هي خطوات التدريب على استخدام الحمام؟ 

طفل يستخدم البوتي - بنات طب

كل ما عليك فعله هو الهدوء والتأني، وإذا عزمتِ على البدء فتلك أمور عليكِ مراعاتها:

  • يجب عليكِ التفرغ مدة أسبوع من أي مسؤوليات كبرى.
  • إعلام باقي أفراد الأسرة عن تلك الخطوة الكبيرة التي أنتِ بصدد القدوم عليها، والتأكيد على أهمية المشاركة والدعم.
  • الحديث مع الطفل بطريقة يستطيع استيعابها، وشرح كيف أنه كبر وأن الكبار يقضون حاجتهم في الحمام بدلًا من الحفاض. للمزيد، اقرئي: متي يتكلم الطفل؟
  • شرح كيفية خروج الفضلات بنوعيها (البول والبراز) من الجسم.
  • يمكنك الاستعانة بصور جذابة أو فيديوهات توضح ذلك.
  • شراء ملابس داخلية قطنية لاستبدال الحفاض.
  • الحرص على تنوع ألوان الملابس الداخلية وكونها ألوانًا مريحة ومناسبة لمقاس الطفل.
  • شراء مقعد مريح لا يشعر الطفل بالألم.
  • استخدام سلّم يستطيع الطفل الطلوع والنزول من عليه إذا أراد الجلوس على المرحاض كما يفعل البالغون. 
  • شراء نونية “قصريّة” بلون جذاب وهيكل مريح عند الاستخدام، بحيث تكون منفصلة عن المرحاض، لكن يجب وضعها في الحمام لكي يدرك مع الوقت أن هذا هو مكان قضاء الحاجة.

 

اعلمي أن تدريب الطفل على استخدام الحمام يكون تدريجيًا، وينقسم هذا التدريب إلى مراحل:

المرحلة الأولى

  • خلع الحفاض عند البدء في تدريب الطفل على استخدام الحمام في النهار فقط مع ارتدائه ليلًا أو عند الخروج من المنزل.
  • تعليمه كلمات أو إشارات يفعلها عند رغبته في الذهاب إلى الحمام.
  • أخذه بصورة متكررة كل ساعة أو ساعتين خلال النهار إلى الحمام، وجلوسه لمدة تتراوح من (5: 10) دقائق، سواء  رغب في قضاء حاجته أم لا؛ حتى تستطيع الأم تحديد الوقت الذي يتبرز فيه الطفل.
  • استخدام فيديوهات كرتونية لإيضاح كيفية الجلوس على المرحاض، وأن الأطفال الكبار المتميزين يفعلون هذا، وتشجيعه على العلم بأهمية تلك الخطوة جيدًا لكي يكبر.
  • يمكنك الاستعانة بقصص مسلية تحكيها الأم للطفل عند التدريب على استخدام الحم.
  • يمكن أيضًا تعليمه الأمر في صورة أغنية أو تدريبه على النونية كأنها لعبة لها خطوات. أولًاام: ننزل البنطال والملابس الداخلية، يليه الجلوس على النونية أو مقعد الحمام الصغير، ثم نقضي حاجتنا، وبعد الانتهاء نغسل جسدنا من أثر الفضلات، ولا ننسى ضغطة السيفون وغسل أيدينا.
  • لا تنسي تشجيع طفلك وتحفيزه مع كل خطوة لأن كل مرة يكرر فيها الأمر تعني أنه يتطور كاستخدام ملصقات يضعها الطفل بنفسه.
  • دربي طفلك على النونية في أوقات معينة عند الاستيقاظ وقبل الوجبات أو بعدها وقبل النوم.

المرحلة الثانية

بوتي تريننج - بنات طب

  • تبدأ في خطوات التدريب على استخدام الحمام عندما تلاحظين استيعابه للأمر نهارًا، بنزع الحفاض ليلًا. هذا إذا لاحظتي أنه يستطيع التحكم في المثانة أو فتحة الشرج أكثر من ساعتين.
  • أيقظيه بعد ساعة من نومه كي يذهب إلى الحمام ثم بعد ساعتين من المرة الأولى ولا توقظيه مرة أخرى حتى لا يضطرب نومه.
  • يجب على الطفل الشعور بالاطمئنان وعدم الرهبة إذا بلل ملابسه.
  • ينبغي لكِ دعم الطفل دائمًا وأنك بجانبه حتى يتعلم، إذ يؤكد خبراء النفس على ضرورة احتضان الطفل كي لا يشعر بالخزي إذا أخطأ.
  • كافئي طفلك في حال لم يبلل نفسه.
  • وتجاهلي الأمر ولا تلجئي للعقاب إذا بلل نفسه.
  • يمكنك أن تطلبي منه المساعدة في تنظيف مكان البلل بلطف بدون أن يشعر بالدونية أو الذنب.

تختلف استجابة الطفل لتدريبه على استخدام الحمام من طفل إلى آخر؛ البعض يستجيب بسرعة والبعض يستجيب ببطء. قد يستغرق الأمر شهرًا ويأخذ مع طفلٍ آخر ستة أشهر. 

قد يتوقف الطفل عن التبول ليلًا عند الرابعة وقد يستمر إلى الخامسة.

اقرئي أيضًا: السن المناسب للفطام.

 

طرق تدريب الطفل على استخدام الحمام

هناك عدة طرق يمكن من خلالها تدريب الطفل على استخدام الحمام، منها: طريقة الأيام الثلاثة أو الطريقة القائمة على الوقت أو الطريقة القائمة على الجدول الزمني. وفي كل الطرق لا يوجد دليل على أن إحدى هذه الطرق أفضل من الأخرى، لذلك فعليكِ اختيار النمط الذي يناسبك أنت وطفلك وأسلوب حياتك.

ويمكن توضيح الطرق الثلاث من خلال الجدول التالي:

الطريقة الإرشادات الخاصة بالطريقة المتبعة
طريقة الأيام الثلاثة تحتاج طريقة الأيام الثلاثة إلى التخلي عن جدولك الطبيعي مدة ثلاثة أيام والتركيز كليًا على تدريب الطفل على استخدام القصرية. امضي هذه الأيام الثلاثة بجوار طفلك، وحاولي الانتباه إلى جميع الإشارات التي قد يظهرها لاستخدام الحمام، اصطحبي طفلك إلى الحمام فورًا عندما يبدأ في التبول، لذلك يفضل أن تكوني قريبة من الحمام دائمًا. واستبدلي الحفاضات بملابسه الداخلية بداية من هذه الأيام الثلاثة، ولذلك فمن المتوقع أن تواجهي أوقاتًا صعبة يتبول فيها طفلك فجأة خلال تلك الفترة من التدريب.
الطريقة التي تعتمد على الوقت تحتاج هذه الطريقة أن تجلسي طفلك على المرحاض لبضع دقائق كل ساعة أو ساعتين على الأقل، من الاستيقاظ حتى وقت النوم. ويمكنك التخلي عن الحفاضات أو استخدام سراويل التدريب، التي يمكنك التخلص منها مباشرة إذا ما تبول الطفل فيها.
الطريقة الجدول الزمني تتضمن هذه الطريقة عمل جدول زمني على مدار اليوم، ومحاولة استخدام الحمام عند الاستيقاظ وقبل النوم وبعد الوجبات وقبل الوجبات وبعد الخروج، وفي الأوقات الفاصلة بين أنشطة اللعب المختلفة.

 

 احذري تلك الأمور عند البدء في خطوات التدريب على استخدام الحمام:

  1. احذري مقارنته مع أي طفلٍ آخر في مثل سنه، فتلك مقارنة جائرة.
  2. تجنبي التعنيف والضرب والإساءات اللفظية أو البدنية إذا أخطأ الطفل أو لم يستوعب المرحلة الانتقالية في بدايتها -وهو حتمًا سيخطئ- فقد يخاف وتتأخر استجابته؛ لأن الطفل مرتبط بالحفاض منذ أول يوم، وهذا التغيير ليس هينًا عليه.
  3. سيحتاج طفلك حتمًا إلى بعض الوقت للاعتياد على الأمر.
  4. ستحتاجين بدورك إلى التحلي بالكثير من الصبر.
  5. حاولي ألا ترغمي طفلك على قضاء حاجته، دعيه إن تجاوزت فترة جلوسه على المرحاض عشر دقائق دون جدوى.
  6. تأكدي من مراقبة طفلك باستمرار لمعرفة موعد إخراجه عادة.
  7. بعض الأطفال تصاب بإمساك مزمن في تلك الفترة الانتقالية. لذا، لكي تتجنبي الإمساك، أكثري من السوائل والأطعمة المليئة بالألياف نهارًا.
  8. إذا أبدى الطفل عدم استعداده، لا تجبريه وأجلي الأمر شهرًا أو شهرين، وربما سنة.
  9. ابتعدي عن التدريب على استخدام الحمام إذا كنتِ تخططين لاستقبال طفل جديد أو الانتقال إلى منزل آخر أو أخذ إجازة طويلة خارج البيت؛ فذلك سيؤثر سلبًا على استجابة الطفل.

 

ختامًا… عليكِ الصبر والهدوء ومعرفة أن تدريب الطفل على استخدام الحمام ليس سهلًا، ولكن تحتاج هذه المرحلة إلى تأهيل كي لا تؤثر على الطفل بطريقة سلبية. واعلمي أيضًا أنها خطوة مهمة في علاقة الطفل بأمه.

تعلمي وراقبي طفلك جيدًا لتعرفي مدي استعداده واحرصي على أن تبقي بجانبه كي يتطور ويكبر بكل صحة وعافية.

بواسطة
كتابة: د. الزهراء أشرف عبد اللهمراجعة علمية: د. مروة صبحيتدقيق لغوي: د. إيمان صايمه
المصدر
kids healthraising children

د/ الزهراء أشرف عبد الله

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي لطالما آمنت بالكتابة وتأثيرها في النفس؛ لذا أكتب لأترك أثرًا يبقى بعد أن أمضي وأؤمن بالعلم الذي يساعد في تغيير حياة الإنسان للأفضل لذا أكتب العلم بإيماني... لي ولك وللجميع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى