أنوثة وجمال

تغيير لون العين بالليزر | جمال أم مخاطرة؟

تغيير لون العين بالليزر، طرقت هذه العبارة مسامعها عبر التلفاز، فتساءلت وهي تنظر للمرآة، ماذا لو كانت عيوني زرقاء؟ ثم أكملت تحدث نفسها، لا بد أنني سأكون أجمل، ربما أجمل من تلك الممثلة التي يُعجب بها الجميع لجمال عينيها.

عادت تسأل نفسها، كيف أغير لون عيوني؟ أريده تغييرًا دائمًا، لا أحب هذه العدسات الملونة التي تحتاج إلى عناية خاصة، واحتياطات لدى استعمالها.

 ربما كان تغيير لون العين بالليزر هو الحل الأمثل لتحقيق حلم العيون الزرقاء، كانت قد سمعت عنه من بعض صديقاتها، لكن ليس لديها معلومات كافية عنه، هنا توقفت وقررت أن تزور عيادة طبيب العيون لتسأله هل تستطيع فعلًا تغيير لون العين بالليزر؟

إذا كنت تودين أن تعرفي أكثر عن ألوان العيون، وعن تغيير لون العين بالليزر فتعالي نقرأ معًا هذا المقال في بنات طب

 

لماذا تختلف ألوان العيون؟ 

يعَد لون العيون من الصفات الوراثية، التي تنتقل جينيًا عبر الأجيال.

يحمل كل إنسان عددًا من الجينات المسئولة عن إنتاج وتخزين صبغة الميلانين في القزحية، وتتراوح درجات لون العين بين الأزرق الفاتح، والبني الداكن وهو اللون الأكثر انتشارًا حول العالم.

تتناسب درجة لون العيون طرديًا مع كمية وجَودة الميلانين الموجود في الطبقات الأمامية للقزحية، فكلما زادت كمية الميلانين كان لون العين داكنًا.

يظل لون العين ثابتًا طول العمر ولا يتغير إلا نادرًا، ويكون في الأغلب بسبب إصابة بالعين.

قد يحمل بعض الأشخاص لونين للقزحية وليس لونًا واحدًا في حالة تسمى «التباين اللوني» أو ’’Heterochromia‘‘.

تغيير لون العين

وفيها يكون لون إحدى العينين مختلفًا عن الآخر، بل وأحيانًا يكون للقزحية أكثر من لون في العين الواحدة، فتبدو وكأنها أجزاء لكل جزء لون مختلف، وينتج التباين اللوني عن خليط من العوامل الجينية كما في ألوان العين الطبيعية. 

ولا يقترن التباين اللوني عادة مع أي مشاكل صحية، إلا إنه في أحوال نادرة يكون ناتجًا عن إصابة أو مرض أو حالة وراثية. 

اقرئي أيضا في قسم دليلك الطبي واقرئي أيضا في قسم أنوثة وجمال وتعرفي على المزيد عن تربية طفلك في قسم دليلك الاجتماعي.

تعرفي على حاسبات بنات طب من هنا.

 

هل نستطيع تغيير لون العيون؟ 

يميل الإنسان دائمًا إلى التجديد في جوانب حياته المختلفة، تارة لكسر الملل، وتارة لتحسين وضعه، وتارة ليبدو أكثر جمالًا.

وبما أن جمال العيون هو أول ما يعكس جمال المرأة، فقد حرصت دائمًا على إبرازه، وتفننت في ذلك فاستخدمت أدوات التجميل، وخضعت للجراحات التجميلية، ثم ومع إيقاع الحياة الحديثة المتجدد دائمًا، أرادت المرأة أن تغير لون عيونها، وفتح لها العلم أبوابًا كثيرة لذلك، فمنها ما يحدث تغييرًا مؤقتًا، ومنها ما يحدث تغييرًا دائمًا. 

هناك نوع من عمليات تغيير لون العين التي تستخدم فيها أشعة الليزر، تجرى هذه العملية بعمل مسح للعين وأخذ صورة دقيقة للحدقة لمعرفة الأماكن التي يمكن تسليط أشعة الليزر عليها؛ لتهييج الخلايا المسئولة عن لون العين لتغير تكوينها وتحول العين للون الأفتح لذا لا يمكن إجراء هذه العملية لتغيير لون العين للون الأغمق.

اقرئي أيضًا: سر جمال ملكات مصر.

 التغيير المؤقت للون العين

التغيير المؤقت للون العين - بنات طب

تستخدم العدسات اللاصقة الملونة لتغيير لون العيون لفترة محددة، وهي الطريقة الأسهل والأكثر انتشارًا، إلا أنها تحتاج عناية خاصة بالعدسات.

قد يتعذر استخدامها في حالة الإصابة بحساسية أو التهاب بالعين، ولها بعض الآثار الجانبية الخفيفة التي قد تتطلب استشارة الطبيب مثل: الاحمرار أو الألم، أو الإفرازات بالعين. 

 

هل يوجد قطرة لتغيير لون العين في مصر؟

لا تتعجب إذا سألتك امرأة  -داخل الصيدلية- عن قطرة تغيير لون العين في مصر؟

بعض قطرات الجلوكوما لها آثار جانبية لتفتيح لون القزحية وتطويل الرموش؛ لذلك تستخدم هذه القطرة لتفتيح لون العين من اللون الداكن إلى اللون الفاتح، لكن ينصحكِ فريق استشارات بنات طب بالابتعاد عن استخدام قطرة تفتح العين لأضرارها الكثيرة على العين السليمة.

 

 التغيير الدائم للون العين وهل يمكن تغيير لون العين بالليزر؟

ظهرت في الآونة الأخيرة عدة تقنيات تهدف إلى تغيير لون العين تغييرًا دائمًا ومنها:

  • تغيير لون العين بالليزر. 
  • غرسات السيليكون بالقزحية.
  • تصبغ القرنية. 

تكتسب القزحية لونها من صبغة الميلانين الموجودة بها، وكلما قلت كثافة صبغة الميلانين كان لون العين أفتح. يعمل الليزر على استهداف تلك التصبغات ويخففها حتى يصبح لون العين أفتح مما سبق، لذا تستخدم هذه الطريقة لتغيير لون العين البني أو الداكن، بينما لا يمكنها تغيير لون العيون الزرقاء لعدم وجود صبغة ميلانين بها من الأساس.

وبالنسبة لتكلفة عملية تغيير لون العين بمصر فإنها تختلف من مكان لآخر كالتالي:

  • تكلفة تغيير لون العين جراحيًا بمصر تتراوح ما بين 2000 إلى 5500 دولارًا أمريكيًا للعين الواحدة.
  • تكلفة تغيير لون العين بالليزر تتراوح ما بين 3000 إلى 10000 دولارًا أمريكيًا.

 

ما هي عملية تغيير لون العين بالليزر؟

يمثل تغيير لون العين بالليزر ثورة في عالم الإجراءات التجميلية الحديثة ويعرف باسم ’’STROMA‘‘، وفيه يستخدم الأطباء الليزر منخفض الطاقة، لتغيير لون العين تغييرًا دائمًا، وذلك بإتلاف الخلايا الصبغية الموجودة في الأنسجة المتداخلة في القزحية والتي تسمى ’’Stroma‘‘، ومنها جاءت تسمية الإجراء بنفس الاسم. 

فبدلًا من تركيب العدسات الملونة اللاصقة في الصباح وإزالتها في المساء كل يوم، أصبح بإمكانك تغيير لون عينيك بشكل دائم والتخلص من مشاكل العدسات اللاصقة تمامًا.

يستخدم الأطباء ما يسمى بليزر الفيمتو ثانية لإحداث تجويف بقرنية العين على شكل خاتم لبؤبؤ العين، ثم تدخل الصبغة المرغوبة في القرنية عبر شقين صغيرين وتبسط من خلال أداة صغيرة على شكل منجل، ويخضع المريض لهذا الإجراء تحت مخدر موضعي عبارة عن قطرة للعين ثم ينتهي الأمر بعد 45 دقيقة.

تستخدم تقنية تغيير لون العين بالليزر في حالة العيون البنية فقط، وتعمل على فرضية أن العيون البنية تحتوي على نسبة أكبر من الخلايا الصبغية بينما تحتوي العيون الزرقاء على الحد الأدنى منها، فإذا أُتلِف جزء كاف من هذه الخلايا في العيون البنية، يبدو لون العيون أفتح. 

ولا يزال تغيير لون العين بالليزر في مرحلة التجارب السريرية لبحث تأثيره على ألوان العين الأخرى خلاف اللون البني. 

وتختلف هذه العملية كليًا عن عملية تصحيح الإبصار بالليزر التي أقرتها هيئة الغذاء والدواء لعلاج بعض حالات ضعف الإبصار. 

 

ما هي عملية تغيير لون العين بالفيديو؟

تعرفي على عملية تغيير لون العين بالفيديو:

 

 خطوات تغيير لون العين بالليزر ’’STROMA‘‘

  • يجلس المريض ورأسه في وضع ثابت أمام جهاز الليزر’’STROMA‘‘، بعد إعطائه مهدئًا، وتخدير العين موضعيًا.
  • يوجه المريض إحدى عينيه إلى رسوم صغيرة مساحتها حوالي ١سم  مربع على بعد ٣٠ سم من عينه، بينما يوجه الطبيب إلى عينه الأخرى شعاع الليزر الذي يتلف الخلايا الصبغية الموجودة في الطبقات الأمامية للقزحية، في مدة لا تزيد عن 30 ثانية، ثم تكرر العملية في العين الأخرى. 
  • في الأسبوع الأول يصبح لون القزحية داكنًا، ثم تتحول تدريجيًا إلى اللون الأفتح، حتى يكتمل التحول تمامًا بعد حوالي ٤ أسابيع. 
  • يستطيع المريض أن يعود لممارسة عمله، وقيادة السيارة خلال أسبوع. 
  • يتميز تغيير لون العين بالليزر بأن اللون الجديد للعين يبدو طبيعيًا تمامًا. 

 مخاطر تغيير لون العين بالليزر

لم تعتمد هيئة الغذاء والدواء تغيير لون العين بالليزر حتى الآن للاستخدام العام، كما أنه غير مسموح به، بل ويعد إجراءً غير قانوني في بريطانيا والولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، لما له من مخاطر لا تتناسب مع فوائده. 

ورغم أن تغيير لون العين بالليزر لا يسبب أي ألم، ولا يحتاج إلى فترة نقاهة، إلا أن له مضاعفات خطيرة جدًا ومنها:

  • قد يسبب انسدادًا في فتحات تصريف العين، ما يؤدي إلى زيادة ضغطها، والإصابة بالجلوكوما «المياه الزرقاء».
  • قد تؤدي الجلوكوما إلى تلف العصب البصري، وفقدان تام للبصر، إذا لم تُعالج. 
  • التهاب العين. 
  • حساسية شديدة للضوء. 

كما يعد تغير لون العين بالليزر من الإجراءات التجميلية غير مضمونة النتائج؛ فمن غير المؤكد الوصول إلى درجة اللون المطلوبة، بالإضافة إلى تكلفته العالية جدًا.

 

 غرسات السيليكون بالقزحية

صممت هذه العملية في البداية لعلاج حالات مرضية مثل: التباين اللوني للعين، والمهق العيني، وغياب القزحية.

والحقيقة أن غرسات السيليكون لا تشفي هذه الحالات ولا تعالجها، وإنما فقط تحسن شكل العين. 

تعد عملية غرسات السيليكون في القزحية العملية الأكثر انتشارا لتغيير لون العين تغييرًا دائمًا.

فيها يشق الطبيب ٣ شقوق جراحية في القرنية تتراوح بين نصف مم إلى ٢ مم، ثم يضع غرسات السيليكون فوق القزحية الأصلية ويثبتها بخيوط.

تستغرق العملية حوالي ١٠ دقائق لكل عين، إلا أنها تحتاج إلى فترة نقاهة طويلة نسبيًا. 

يبدو لون العين طبيعيا إلى حد ما إذا استُخدِمت غرسات سيليكون بنية لأصحاب العيون الزرقاء أو الخضراء، أما إذا استُخدِمت غرسات فاتحة لعيون داكنة فإنها تعطي للعين مظهرًا غير طبيعي. 

باختصار فإن زراعة العدسات الملونة تقنية جراحية، يجرى بها عمل شق صغير جدًا بالقرنية. ثم تزرع داخل العين عدسات مرنة ملونة ورقيقة. وتحدث تلك العملية تحت تأثير التخدير الموضعي. وقد استخدمت في البداية لأغراض طبية، ثم تطور الأمر للأغراض التجميلية بعد ذلك.

 مخاطر غرسات السيليكون 

تعد هذه العملية حديثة نسبيًا، ولا تزال تثير جدًلًا في الأوساط البحثية، ولا توجد أدلة ثابتة على فاعليتها أو نسبة الأمان فيها، خاصة أنها تنطوي على مخاطر شديدة ومنها:

  • ضعف أو فقدان البصر. 
  • زيادة ضغط العين أو الجلوكوما. 
  • إعتام عدسة العين ’’Cataract‘‘
  • خدوش وندبات بالقرنية. 
  • وذمة القرنية. 
  • التهاب القزحية الذي يؤدي إلى ألم واحمرار بالعين، مع تشوش في الإبصار. 
  • لابد من إزالتها غالبًا خلال العام الأول للحفاظ على البصر. 

اقرئي أيضًا: الهالات السوداء حول العينين.

 تصبغ القرنية

وهو عبارة عن حقن أو وشم القرنية بالأصباغ، لخلق ما يشبه العدسات اللاصقة الملونة في القرنية. إلا أنها تفتقد مزايا العدسات اللاصقة الممثلة في أنها إجراء غير جراحي، وأنها تسمح بتجربة عدة ألوان قبل الاستقرار على اللون الذي يراه الشخص مناسبًا. بينما تصبغ القرنية يعد إجراءً جراحيًا ولا يحقق هذه المساحة من حرية الاختيار. 

لهذه الطريقة عيوب كثيرة تتمثل في أن:

  • لون العين لا يبدو طبيعيًا إذا كان المطلوب تحويل لون العين البني إلى لون فاتح مثل الأزرق أو الأخضر.
  • تغيير لون العين ليس تغييرًا دائمًا، إذ إن لون الأصباغ يستمر ٥ سنوات فقط.
  • قد تسري الأصباغ في الجسم بمرور الوقت وتؤذيه.
  • لا تتمدد الأصباغ ولا تتسع مع حدقة العين ما قد يعوق الرؤية الليلية. 

وبالرغم من كل ما سبق من طرق لتغيير لون العين. فقد يتغير لون العين فجأة دون محاولة لذلك، ومن الأسباب التي تؤدي إلى تغير لون العين فجأة:

  1. قوس الشيخوخة: إذ تظهر حلقة بلون أبيض أو أزرق فاتح حول القزحية وتصيب عادة كبار السن.
  2. حلقة كايزر فلايشر (Keyser Fleischer ring): وفيها تظهر حلقة خضراء برتقالية اللون حول القزحية بسبب الإصابة بمرض ويلسون.
  3. مرض إعتام عدسة العين.
  4. متلازمة تشتت الصباغ.
  5. التهاب العين.
  6. سرطان العين.

وفي النهاية رغم أن هذه العمليات تبدو مبهرة، يتسابق إليها الطامحون دائمًا في التغيير، المولعون بكل ما هو جديد. إلا أنها كلها بما فيها تغيير لون العين بالليزر، ما زالت تخضع لجدل علمي واسع. حيث يتساءل البعض عن الهدف الطبي من هذه العمليات. كذلك فإن القاعدة الأصلية حتى في علاج الأمراض، هي عدم اللجوء إلى الإجراءات الجراحية، وشبه الجراحية إلا إذا لم يتوفر بديلًا لها. فما بالنا بإجراءٍ تجميلي يمكن استبداله بغيره من الإجراءات الأقل خطرًا على العين، بل وربما على حياة الشخص كلها. 

 

وإلى أن ينتهي هذا الجدل، لا بد أن نتريث قليلًا قبل أن نندفع إلى تغيير لون العين بالليزر. اعتمادًا على بعض المعلومات المستقاة من الأصدقاء أو من مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن علينا أن نقدر جيدًا حجم الفائدة منه مقارنة باحتمالية التعرض للأذى بل وربما فقدان البصر. وأن نلجأ إلى الأطباء المتخصصين قبل أن نتخذ قرارنا بالأخذ أو الترك.

بواسطة
بقلم د. إلهام عقيلمراجعة علمية د. مريم رومانيتدقيق لغوي د. نورا جمال
المصدر
https://medlineplus.gov/genetics/understanding/traits/eyecolor/#:~:text=Eye%20color%20is%20determined%20by,front%20layers%20of%20the%20irishttps://www.healthline.com/health/eye-health/change-eye-color#temporaryhttps://www.iqlaservision.com/dont-mess-with-your-eye-color-the-dangers-of-permanent-eye-color-change-surgery-part-i/#:~:text=A%20new%20laser%20procedure%20called,affect%20eye%20color%20at%20all

د/ إلهام عقيل

طبيبة نساء وتوليد طب عين شمس. كاتبة محتوى طبي ومراجع علمي موقع بنات طب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى