نساء ملهمات

تماضر بنت الحارث | الخنساء

 تماضر بنت الحارث الملقبة بالخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد السلمية

الميلاد: 575 ميلاديًا

مكان الميلاد: شبه الجزيرة العربية

المهنة: شاعرة

الوفاة: 645 ميلاديًا – 24هـ

فمن هي الخنساء؟ وماذا تعرفين عنها؟ تعرفي عليها أكثر في هذا المقال من بنات طب.

 

نشأة الخنساء

ولدت تماضر بنت الحارث -الشاعرة المخضرمة- في عام ٥٧٥م بنجد في شبه الجزيرة العربية، وتنتمي إلى قبيلة بني مضر، وقد لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه.

كانت بنت عزٍّ وجاه، إذ إن والدها عمرو الحارث من سادات العرب وأشرافهم، ومن ملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية، وأخواها صخر ومعاوية من أشراف القبيلة، وكانت الابنة الوحيدة للعائلة.

اقرئي أيضًا في بنات طب: أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها.

 

حياة الخنساء تماضر بنت الحارث

أمضت تماضر بنت الحارث معظم حياتها بالجاهلية، ولكنها أدركت الإسلام قبل وفاتها بسنواتٍ عدة لتوافيها المنية على الإسلام.

 

كانت تشتهر الخنساء بجمالها الأخّاذ وتقاسيم وجهها الجذابة، وشبّهت بالبقر الوحشي وهذا من الغزل للنساء في الجاهلية.

 

كانت الخنساء محط اهتمام والدها وأخويها معاوية وصخر لكونها الابنة الوحيدة للعائلة؛ مما أعطاها قوة شخصية ورجاحة عقل وصلابة رأي وأصبحت ذات كبرياء ليست كسائر بنات القبيلة.

 

زواج الخنساء تماضر بنت الحارث

كان دريد بن الصمة -سيد بني جشم- أول من تقدم لخطبتها من شقيقها معاوية إذ كان صديقًا له آنذاك، لكنها رفضت الزواج منه وأبت ألا تتزوج من أحد سوى رجال قبيلتها، ولم يعارض أباها هذا الرفض لإيمانه برجاحة عقلها.

 

تزوجت بعد ذلك من رواحة بن عبد العُزى الذي اكتشفت أنه مقامر، وضحت بالكثير من أجله واستدانت من أخيها صخر الكثير من أجل الحفاظ عليه، ولكنها سئمت منه وطلقت منه بعد أن أنجبت ابنًا واحدًا يسمى أبا شجرة.

 

سرعان ما دق بابها زوجها الثاني مرداس بن أبي عامر السلمي، الذي كان يلقب بالفيض لجوده وسخائه وكرمه، لكنها فقدته في إحدى المعارك وترك لها أربعة أبناء هم: معاوية وزيد والعباس وابنتها عمرة.

 

قدمت تماضر بنت الحارث رثاء في وفاة زوجها تنعيه به وتعبر عن حزنها على فقده.

اقرئي أيضًا: نفيسة العلم السيدة نفيسة بنت الحسن.

الخنساء الشاعرة

تعد تماضر بنت الحارث من أشهر شاعرات الرثاء بين العرب. إذ يغلب على أشعارها الطابع الحزين والبكاء والدموع والنظم على وتيرة الحزن.

 

كان للخنساء الكثير من الأشعار في ذلك الوقت، لكن ذاع صيتها أكثر بعد رثائها لأخويها معاوية وصخر بعد فقدهما. إذ قتل معاوية على يد هاشم -سيد قبيلة بني مرة- بإحدى المعارك. ثم بعده صخر حين كان يأخذ بثأر أخيه منهم.

 

رثت الخنساء أخويها كثيرًا حتى آخر عمرها، ويقال إنها رثت أخيها صخر أكثر بكثير من أخيها معاوية لشدة تعلقها به، ومن رثائها لصخر:

يذَكّرُني طُلُوع الشمسِ صخرًا    وأذكُرُه لكلّ غروبِ شَمْسِ

ولَوْلا كَثرَةُ الباكِينَ حَوْلي   على إخوانهمْ لقتلتُ نفسي

 

أجمع علماء الشعر أنه لا يوجد امرأة تضاهيها شعرًا في الرثاء، لا قبلها ولا بعدها. وأكثر ما زاد شهرتها هو رثائها لشقيقها صخر، الذي لم تتوقف عينها عن ذرف الدموع حزنًا عليه.

 

إسلام الخنساء تماضر بنت الحارث

 

في العام الثامن من الهجرة بعد انتشار نور الإسلام، ذهبت تماضر بنت الحارث إلى المدينة بصحبة بنيها وبني عمها من بني سليم لإعلان إسلامهم أمام الرسول (صلى الله عليه وسلم)، إذ كانت في الخمسين من عمرها.

 

كان لها موقفًا يدل على بسالتها وشجاعتها وقوة إسلامها. إذ ذهبت مع أبنائها الأربعة إلى حرب القادسية عام ١٦هـ، وقد روي أنها حرضت أبنائها على القتال بشراسة وعدم الفرار من أرض المعركة غير منتصرين.

 

عاد الجيش بعد انتهاء المعركة لإخبارها باستشهاد أبنائها الأربعة. فلم تبكِ أو تجزع وقالت قولها المأثور: “الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم. وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته”.

 

ظلت الخنساء تبكي أباها وأخويها حتى عهد عمر بن الخطاب حتى قال لها “اتقي الله، وأيقني الموت فقد صاروا جمرة من النار”. فأخبرته أن ما يحزنها وفاتهم قبل إعلان إسلامهم، وهذا من نبلها ووفائها لأهلها.

 

وفاة الخنساء

قدّر عمر بن الخطاب لتماضر بنت الحارث حوالي مائتي درهم -عن كل ابن من أبنائها- من بيت المال. إلى أن وافتها المنية عن عمر يناهز ٧١ عامًا بالعام الرابع والعشرين من الهجرة (٦٤٥م).

 

ها نحن أمام نموذج يحتذى به في الوفاء والقوة والصبر والجَلَد بسبب رثائها لأخويها، وصبرها على استشهاد أبنائها الأربعة. مما ذاع صيتها بين الآفاق.

 

Via
كتابة: د/ وسام شعبانمراجعة علمية: د/ مريم رومانيتدقيق لغوي: د/ نورا جمال
Source
Encyclopediaالمرأة عبر التاريخ

د/ وسام شعبان

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي. أسعى لتبسيط المعلومة الطبية للقارئ العربي وإنارة طريقه بالعلم. فما العلم إلا مصباح ينير العقول.

Related Articles

Back to top button