طريقة الفطام الصحيحة والفطام الليلي
اقرئي في هذا المقال
هل يشغلك البحث عن طريقة الفطام الصحيحة؟ هل تودين العودة لعملك. لكن طفلك ما زال يعتمد على الرضاعة الطبيعية؟ هل تخافين من مشاكل الفطام، ولا تعرفين طريقة الفطام الصحيحة؟
أأرهقتك الرضاعة، وتتمنين أن تنعمي بليلة هادئة، ونوم غير متقطع، وتتساءلين عن الموعد المناسب للفطام؟
إذا كان لديك إحدى هذه المشكلات وتودين أن تتعرفي على طريقة الفطام الصحيحة، فستجدين في هذا المقال من بنات طب إجابات لكل تساؤلاتك، فتفضلي بقراءته معنا.
ما هو الفطام؟
الفطام هو عملية توقف فيها تغذية الوليد بالرضاعة الطبيعية، وتنتقل إلى التغذية الخارجية.
ما الوقت المناسب للفطام؟
يعد توقيت الفطام من القرارات الشخصية، التي تحددها كل أم حسب ظروفها وحالة رضيعها، إلا أن الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأطفال توصي بأن يتغذى الطفل على لبن الأم فقط خلال الستة أشهر الأولى من حياته، ثم يضاف إلى تغذيته بعض الأطعمة الخارجية الصلبة حتى يكمل عامه الأول.
يمكنك الاستمرار في الرضاعة الطبيعية ما دمتِ أنتِ وطفلكِ ترغبان في ذلك، بل وينصح بالاستمرار فيها إلى أن يبلغ طفلك العامين من عمره. اقرئي أيضًا: فوائد الرضاعة الطبيعية.
ينصح دائمًا أن تبدئي الفطام، في وقت تكونين فيه أنت وطفلك بحالة صحية جيدة، وظروفك العامة مستقرة، لذلك يُفضل تأجيل الفطام في بعض الحالات، ومنها:
- إذا كان طفلك مريضًا، أو يعاني بداية التسنين.
- إذا كنتِ تعانين أية مشكلات صحية.
- في حالة وجود أية ضغوط في العمل أو المنزل، يفضل تأجيل الفطام حتى تكونين مستعدة نفسيًا وبدنيًا.
تعرفي أكثر على السن المناسب للفطام . |
ما هي طريقة الفطام الصحيحة؟
قد يحدث الفطام تلقائياً أو قد تخطط له الأم، فتحدد موعده وطريقته.
الفطام التلقائي
يحدث الفطام التلقائي عندما يتقبل الطفل زيادة كمية الأطعمة المكملة، مع الاستمرار في الرضاعة عند الحاجة، ثم تزداد تدريجيًا عدد وجبات الأطعمة الخارجية، وتقل عدد مرات الرضاعة. إذا اعتمدت الأم على الفطام التلقائي، فقد تكتمل عملية الفطام عند عمر سنتين إلى ٤ سنوات.
الفطام المخطط له
قد تقرر الأم البدء في الفطام دون النظر إلى رغبة الطفل لأسباب مختلفة ومنها:
- أن تكون كمية اللبن غير كافية للطفل مما قد يؤثر على نموه، اقرئي: أسباب قلة لبن الأم فجأة.
- حدوث حمل جديد.
- رغبة الأم في العودة إلى العمل.
- وجود التهاب بالثدي.
- ألم عند الرضاعة خاصة إذا بدأت أسنان الطفل في الظهور.
- عدم قدرة الأم على إرضاع طفلها بالشكل الصحيح؛ لذلك استعيني بمقالنا عن: طرق الرضاعة الصحيحة لحديثي الولادة.
قد يرى البعض أن هذه الأسباب مقنعة للبدء في فطام الطفل، إلا أنه يجدر بكِ مراجعة الطبيب للبحث عن حلول بديلة؛ لاستكمال فترة الرضاعة الطبيعية.
ينصحكِ الأطباء بضرورة شرب كمية كافية من الماء؛ والسبب أهمية شرب الماء للمرأة خاصًة المرضع كي يزيد إدرار حليب الثدي لديها.
إذا قررتِ أن تفطمي طفلك، فستجدين في رحلة بحثك عن طريقة الفطام الصحيحة من ينصحك أن تتبعي طريقة الفطام التدريجي ويرى أنها الأفضل، ومنهم من يشجعك على طريقة الفطام المفاجئ ويرى أنها الأسرع.
في السطور التالية سنتعرف معًا على الطريقتين، ونعرف أيهما أقرب إلى طريقة الفطام الصحيحة، فتفضلي معنا بقراءتها.
طريقة الفطام التدريجي
تعد طريقة الفطام التدريجي هي الطريقة الأسهل لكِ ولطفلك، وقد تستغرق هذه الطريقة أسابيع أو شهور أو أكثر حتى تكتمل عملية الفطام، لكنها تعد الأنسب للحفاظ على نفسية الطفل وعلاقته بالأم، لذلك تُعد الأقرب إلى أن تكون هي طريقة الفطام الصحيحة.
ينصح الخبراء ببعض الخطوات التي تسهل عملية الفطام عليكِ وعلى طفلك، ومنها:
- ابدئي خطوات الفطام حين يكون طفلك مستعدًا لذلك.
- لتسهيل عملية الفطام يمكنك البدء بإطعام الطفل بالكوب بدلًا من زجاجة الرضاعة. سيكون من السهل على الطفل الذي يرضع رضاعة طبيعية، أن يشرب من الكوب في سن ٦ أشهر، ويمكنك أن تشفطي اللبن من ثديك وتعطيه لطفلك بالكوب.
- ابدئي باستبدال الوجبة الأقل أهمية لطفلك بأطعمة مكملة، واستعيني بأحد المقربين لإطعامها لطفلك فقد يسهل ذلك تقبله لها.
- استمري بنفس الطريقة، فاستبدلي الوجبة الأقل تفضيلًا لطفلك في الوقت المعاكس من اليوم بالأطعمة المكمل.
- استمري على نفس الوتيرة وكلما كانت الخطوات أبطأ كلما كانت النتيجة أفضل.
- انتظري دائمًا عدة أيام قبل أن تضيفي طعامًا جديدًا لطفلك.
- قدمي الطعام لطفلك في أوضاع وأماكن مختلفة عن تلك التي اعتاد عليها للرضاعة.
- يمكنك إضافة الأطعمة الصلبة لطفلك بداية من الشهر السادس.
- بإمكانك استخدام طريقة الفطام الجزئي، بأن تستبدلي جزءًا من رضعات طفلك بالرضاعة الصناعية أو الشرب من الكوب، مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية باقي اليوم.
تحتاج الأم العاملة هذه الطريقة حال عودتها إلى عملها بعد إجازة الوضع، لكن عليها أن تلاحظ وزن وليدها جيدًا حتى تطمئن أنه يكتسب وزنًا مناسبًا لعمره.
تستطيع الأم العاملة أن تشفط لبن الثدي وتحفظه في الثلاجة، في زجاجة رضاعة معقمة، ويُقدَم للطفل في فترات غيابها عنه.
طريقة الفطام المفاجئ
قد لا يعد البعض طريقة الفطام المفاجئ هي طريقة الفطام الصحيحة؛ لما قد تسببه من مشكلات، ولكن قد تضطر الأم لها كما في حالات:
- مرض الأم مرضًا شديدًا.
- اضطرار الأم للبعد عن طفلها دون تخطيط مسبق لذلك.
لكن قد تلجأ بعض الأمهات لطريقة الفطام المفاجئ لأسباب خاطئة مثل:
- تناولها لبعض الأدوية، وليس هذا بالأمر الصحيح؛ فنسبة قليلة جدًا من الأدوية تُفرز في لبن الأم بكمية تؤثر على الطفل، ما يضطرها لمنع الرضاعة وفطامه؛ لذلك لا بد للأم أن تلجأ للطبيب لاستشارته ومعرفة تأثير ما تتناوله من أدوية على الرضاعة، إذا كان يلزمها إيقافها، أو استبدال الدواء بآخر لا يؤثر على الرضيع. اقرئي أيضًا: أضرار الرضاعة الصناعية.
- مرض الطفل: لا يعد مرض الطفل سببًا لفطامه، بل تستطيع الأم أن ترضع طفلها، أو تشفط اللبن من ثديها وتحفظه في زجاجة نظيفة في الثلاجة لحين استخدامه.
- حدوث ألم شديد خلال الرضاعة نتيجة تشققات والتهابات الحلمة، يمكنكِ قراءة “كيف تعالجين تشققات الحلمتين أثناء الرضاعة“.
ما هي مشاكل طريقة الفطام المفاجئ؟
قد تواجه الأم بعض المشكلات إذا استخدمت هذه الطريقة للفطام، بعضها خاص بالطفل، وبعضها يصيب الأم، ما يجعل البعض يرى أنها ليست طريقة الفطام الصحيحة، ومنها:
- قد يرفض طفلك الرضاعة الصناعية، ويمكنك في هذه الحالة استخدام الكوب في إطعامه.
- يرفض الطفل أحيانًا تناول أي أطعمة تقدمها له الأم، لذلك يمكنك الاستعانة بأحد المحيطين بكِ لإطعامه، مع الحرص على استمرارية التواصل الجسدي والبقاء بجانبه فترة مناسبة قدر المستطاع؛ لتخفيف الألم النفسي المصاحب للفطام المفاجئ سواءً للأم أو للطفل.
- تعاني بعض الأمهات اللاتي يستخدمن طريقة الفطام المفاجئ بعض الآلام نتيجة امتلاء الثدي باللبن، وتستطيع الأم في هذه الحالة استخدام الكمادات الباردة وتدليك الثدي لتخفيف الألم، أما إذا شعرت بأعراض التهاب الثدي مثل: احمرار الجلد أو ارتفاع درجة الحرارة فلا بد من زيارة الطبيب.
- قد يصيب الطفل مما يشبه الصدمة النفسية نتيجة الفطام المفاجئ.
الفطام الليلي للرضع
تحدثنا معكِ عزيزتي في السطور السابقة عن طريقة الفطام الصحيحة، وعن طريقة الفطام التدريجي وطريقة الفطام المفاجئ، والآن وصلنا لما تعتبره الأمهات أصعب مرحلة في الفطام، وهي مرحلة الفطام الليلي للرضع.
في الشهور القليلة الأولى من حياة الطفل يكون حجم معدة الطفل صغيرًا جدًا لذلك يحتاج الطفل للاستيقاظ كل ٢-٤ ساعات للرضاعة، لذلك ليس من المناسب أن تبدئي الفطام الليلي في هذه المرحلة.
حين يصل طفلك إلى عمر ٦ أشهر يستطيع أن يتناول كميات أكبر من الطعام أثناء النهار، وهو ما يوفر له احتياجاته من السعرات الحرارية، وقد يغنيه عن الرضاعة الليلية، إلا أنه يُنصح دائمًا بالاستمرار في الرضاعة حتى يكمل الطفل عامه الأول على الأقل.
تعاني الأمهات كثيرًا في مرحلة الفطام الليلي للرضع، خاصة من لديها طفل اعتاد على النوم مع الرضاعة، لذلك غالبًا ما تؤخره الأمهات ليكون آخر مراحل الفطام.
سنتعرف معكِ الآن على طريقة الفطام الليلي للرضع، وأنواعها، وكيف يمكنكِ أن تتجاوزي هذه المرحلة بأقل قدر من المعاناة.
طريقة الفطام الليلي التدريجي
تفضل الأم غالبًا طريقة الفطام الليلي التدريجي؛ لأنها الأقل في مضاعفاتها النفسية، سواءً عليها أوعلى وليدها، ولكي تمر هذه المرحلة بسلام إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في ذلك:
- احرصي على أن يتناول طفلك كمية كافية من السعرات الحرارية أثناء النهار تغنيه عن الرضاعة الليلية.
- احرصي على إطعام طفلك مباشرة قبل أن تخلدي إلى النوم.
- يمكنك البدء بتقليل كمية ومدة الرضاعة قبل أن تستبعدي إحدى الوجبات.
- ابدئي باستبعاد وجبة واحدة من وجبات الرضاعة الليلية، ثم انتظري ٣-٤ أيام قبل أن تستبعدي وجبة أخرى.
- إذا بكى طفلك ليلًا فانتظري قليلًا ولا تبادري بإرضاعه؛ بل احتضنيه وربتي عليه، لعله يخلد إلى النوم مجددًا دون الحاجة لذلك؛ فقد يكون بكاؤه طلبًا لوجودكِ بجانبه فقط، ليشعر بالأمان. يمكنك أيضًا أن تقدمي له الماء أو اللبن مستخدمة زجاجة الرضاعة، أو الكوب.
- استعيني بآخرين لهدهدة طفلك حين يستيقظ ليلًا، ولكن احرصي على أن تبدئي هذه الخطوة قبل الشروع في الفطام؛ حفاظًا على نفسية طفلك.
طريقة الفطام الليلي المفاجئ
رغم أن طريقة الفطام الليلي التدريجي هي الأفضل، إلا أن بعض الأمهات قد تضطر في بعض الأحيان لاستخدام طريقة الفطام الليلي المفاجئ، وفيها تتوقف الأم تمامًا عن إرضاع طفلها ليلًا دون خطوات مسبقة.
تحتاج الأم في هذه الحالة إلى مزيد من الدعم من المحيطين بها. للتعامل مع الطفل ليلًا، كما يحتاج الطفل إلى مزيد من التواصل في أثناء النهار ليشعر بالأمان.
موروثات شعبية خاطئة
تعتمد بعض الأمهات على فكرة الفطام بالصبار. وهي استخدام هلام الصبار المُر لدهان الحلمة وما حولها قبل الرضاعة. فينفر الطفل من الرضاعة إذا تذوق الطعم المر.
لا يعد الفطام بالصبار من طرق الفطام الصحيحة، ولا ينصح بها أبدًا؛ لأنها قد تسبب صدمة نفسية للطفل. فينفر الطفل ليس فقط من الرضاعة، ولكن قد ينفر أيضًا من الأم.
ماذا تقدمين لطفلك في مرحلة الفطام؟
الآن وبعد أن تعرفنا على طريقة الفطام الصحيحة، دعينا نتعرف على أنواع الأطعمة التي قد تقدمينها لطفلك في هذه المرحلة:
- يحتاج طفلك في البداية لكمية صغيرة جدًا من الأطعمة الصلبة.
- ابدئي أولًا بنوع واحد من الخضروات، اطحنيه جيدًا وقدميه لطفلك بعد أن تُصفِّيه.
- يمكنك أن تقدمي له بعض الخضروات والفواكه المطهوة جيدًا بعد طحنها مثل: الجزر، والبطاطس، والكمثرى والتفاح. ولكن لا تبدئي بأكثر من نوع واحد في نفس الوقت. حتى يسهل عليك التعرف على ما لا يستسيغه طفلك من الأطعمة.
- قد تسبب بعض الأطعمة حساسية لطفلك مثل: البيض، والحبوب، والأسماك. قدميها لطفلك، ولكن ابدئي بنوع واحد فقط وبكمية صغيرة جدًا. ولاحظي علامات التحسس التي قد تظهر عليه. إذا لم يتحسس طفلك فاجعليه جزءًا من طعامه المعتاد وانتقلي لغيره واختبريه بنفس الطريقة.
ينصح بعدم تقديم الألبان لطفلك قبل أن يكمل عامه الأول.
- تجنبي الأطعمة المالحة والسكرية؛ فطفلك لا يحتاج لها في هذه المرحلة وقد تؤثر على كليتيه وأسنانه.
وفي النهاية، تعرفنا على الفطام ليلًا والفطام التدريجي وطرق الفطام الصحيحة، ولا شك أن الرضاعة الطبيعية ليست فقط غذاءً، وإنما علاقة نفسية تربط الأم بطفلها. لذلك تجد كثير من الأمهات صعوبة شديدة في عملية الفطام. ولكن إذا اتبعت طريقة الفطام الصحيحة فستمر هذه المرحلة بهدوء وتظل علاقتها بطفلها بنفس الحميمية. ولن تتعرض هي أو طفلها للصدمات النفسية.