قانون الجذب الفكري بين أساطير الخرافة والعلم
اقرئي في هذا المقال
قانون الجذب، ما هو؟ وماذا تعرفين عنه؟
«من يفكر في السوء يجذبه هل تصدقين الآن أن الموضوع حقيقة مطلقة، وليس مجرد تخاريف وأمثال شعبية»… هكذا بدأت صديقتي حوارها المكرر معي، عندما أتحدث معها عن سوء حظي الشديد فجميع أحلامي السيئة تتحقق، واقترحت علىّ أن أقرأ عن قانون الجذب حتى أفهم ما تقصده. بعد حديث صديقتي المتكرر قررت إجراء بحث عميق عن سبب سوء الحظ وعن قانون الجذب الذي ذكرته أثناء حديثها.
هيا بنا نتعرف عليه في هذا المقال في بنات طب.
ما هو قانون الجذب؟
ينص قانون الجذب الفكري على أن: مجريات حياتنا اليومية ما هي إلا ناتج لأفكارنا في الماضي، كما أن الذي يصنع مستقبلنا هي أفكارنا الحالية، بمعنى آخر يقول القانون أن: “لقوة أفكارنا خاصية جذب كبيرة جدًا، فكلما فكرت في أشياء سلبية اجتذبتها إليك، وأيضًا طالما فكرت أو تمنيت أو تخيلت كل شيء جميل تريد أن تصير عليه أو تتملكه في حياتك، فإن قوة هذه الأفكار الصادرة من العقل البشري تجتذب إليها كل ما يتمناه الإنسان”.
من المعروف أن إحدى قوى العقل البشري هي تخزين الأفكار والأحداث والاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة.
بل يمكن أيضًا للعقل الباطن للإنسان أن يجعل تلك الأفكار تلاحقه حتى أثناء النوم.
من هذا المنطلق نشأت فكرة قانون الجذب، فعندما يركز الإنسان على فكرة أو حدث سواء كانت أفكار سلبية أو إيجابية فإنها على الأغلب ستتحقق.
وفقًا لقانون الجذب؛ ينظر للأفكار كونها ترددات تخرج من العقل البشري وتنطلق إلى الكون الواسع، ويعود التردد سواء أكان إيجابيًا أو سلبيًا إلى صاحبه.
قانون الجذب والتاريخ
فهو ليس مستحدثًا كما يظن البعض، بل على العكس فإن له تاريخ منذ آلاف السنين، إذ بدأ المصريين القدماء في تطبيقه ثم اتبعه من بعدهم اليونانيون وباقي الأمم، لكن لم يكن له مسمى واضحًا.
اقرئي المزيد عن المصريين القدماء: سر جمال ملكات الفراعنة |
حتى أصدر المؤلف (ويليام ووكر) كتابه عن الحركة الفكرية، وأطلق على هذا المبدأ «قانون الجذب الفكري».
من هنا انتشرت الفكرة والمسمى معًا، وبدأت الأبحاث والمؤلفات تخوض في هذا الجانب الفكري حتى وصل إلى منصة الفن، لتخرج الفكرة إلى النور وتظهر إلى العامة في فيلم ’’the secret‘‘ مأخوذ من كتاب يحمل نفس الاسم.
جذب الفيلم انتباه جميع الناس وبدأت التساؤلات تتزايد حول هذا القانون؛ فصار القانون معروفًا للجميع.
كيفية تطبيق قانون الجذب
بالرغم من أنه حتى الآن لم يستطع أحد تفسير أسباب حدوث قانون الجذب؛ وذلك لعجز العقل البشري عن فهم كل قوانين الفيزياء الكمية.
لكن استطاع البعض وضع المتطلبات التي من المفترض إنها صفات في أشخاص دون غيرهم لتطبيق القانون مثل:
1- استرخاء العقل
إذ إن صفاء العقل واسترخائه من العوامل الأساسية، بل هي أهم خطوة لتطبيق القانون؛ لذا يجب عليك تصفية عقلك لمدة لا تقل عن 10 دقائق.
2- التأكد من الأمور المراد تحقيقها
لا بد من تحديد هدفك من الحياة أو بمعنى أصح الأمور المراد استخدام قانون الجذب فيها حتى لا يحدث خطأ في الإشارات الكونية المرسلة.
3- الحماس
حيث أن الشعور بالحماس دائمًا ما يجعل لدى الإنسان إرادة وعزيمة لتحقيق المراد، وبالتالي يرسل المخ الإشارات الكهرومغناطيسية المناسبة.
4- إبداء الرغبة في الحصول على الأمر
عن طريق النظر إليه وكأنه ملك لك.
5- تدوين الأماني والرغبات
يجب عليك عدم استخدام صيغة النفي فهي توحي بعدم القدرة على التحقيق وترسل إشارات سلبية للمخ.
6- الرضا
بما تحصل عليه وما لا تحصل عليه، فالشعور بالرضا يضفي على النفس شعور بالإيجابية كفيل أن يدفعك للإمام لتحقيق كل أمانيك.
7- الثقة
الشعور بالثقة بالنفس وقدرتها على تحقيق المستحيل كافٍ لتحقيقه بالفعل.
8- المثابرة
قانون الجذب لا يعني التفكير وإرسال الإشارات فقط، بل يجب عليك بذل جهدك وطرق كل أبواب السعي لتحقيق أحلامك.
خطوات التطبيق
أما عن الخطوات فهي تتلخص في ثلاث كلمات (اطلب- كن مؤمنًا- استقبل)، ويمكن شرح تلك الخطوات كالآتي:
-
اطلب” Ask”
حدد هدفك جيدًا؛ لضمان جذبه ومنع التشتت، وذلك من خلال تركيز تفكيرك عليه وكتابته.
-
كن مؤمنًا “Believe”
املأ قلبك باليقين والإيمان بتحقيق هدفك واسعى واجتهد مع الدعاء.
-
استقبل النعم “Receive”
لا تضيق أفقك على فكرة واحدة بل استغل كل فرصة جديدة أو فكرة مبتكرة تظهر أمامك لتحقيق هدفك، فضيق الأفق هو أول طريق الفشل.
هل قانون الجذب خيال؟
يظن معظم الناس أنه هو محض خيال، لكن لا بد أن تدرك أن القوانين التي تُسير الكون هي نوعين قوانين مادية و أخرى روحية.
المادية هي التي تقوم على التجارب والإثباتات العلمية، أما الروحية لا يمكن إثباتها بالتجارب المعملية بل هي تعتمد على الفيزياء الكمية والتجارب الحياتية، وهذه فكرة قانون الجذب.
عشوائية قانون الجذب
يظن البعض أن المبدأ يخضع للعشوائية، لكن بالطبع ليس هناك أي عشوائية في تطبيقه فهو يحتاج لتنظيم محدد للخطوات والأفكار كما ذكرنا من قبل كي تحقق هدفك.
قانون الجذب والعلم
حاول بعض المفكرين تبسيط الأمر للعامة وربطه بالعلم لمحبي العلم ليطمئن قلبهم وذلك عن طريق:
-
الفلسفة
فرغبة الإنسان في تحقيق هدف ما تجعل جميع حواسه ومداركه خادمة لهذا الهدف.
تلك الرغبة ستصبح كالوقود للإنسان لتحقيق هدفه والتغاضي عن المعوقات، بل على العكس فمن الممكن أن يستغل تلك المعوقات لتحقيق أهدافه.
-
التجربة العملية
فمن الممكن أن تنظر حولك وترى أن فقط الأشخاص المتفائلين أصحاب الطاقة الإيجابية هم الذين يحققون المستحيل، على عكس الأشخاص ذو الطاقة السلبية محبي لعب دور الضحية دائمًا ما يرون إخفاقات البشر.
قانون الجذب في الحب
الحب هو حياة الروح والعقل والإحساس بالحب كفيل لتحقيق المستحيل، ولأن الحب يحتل معظم التفكير فبالطبع هناك قانون الجذب في الحب.
كما قال أحد المفكرين «أحب وستصبح محبوبًا» فالحب فكرة ويجب أن تشعر بالحب تجاه نفسك بالأساس ثم تجاه الآخرين.
لكن في البداية يجب تحديد ماذا يمثل الحب بالنسبة لك؟
هل يمثل العلاقة المنشودة أم الشريك المنشود أم المشاعر؟
- فإن كنت تريد العلاقة المثالية عليك تركيز أفكارك على إيجاد علاقة صحية خالية من أي توتر ومشاكل ولا بد أن تتسم بالنضوج.
- إن كنت تريد الشريك المثالي فلا بد من التركيز على الصفات الشخصية التي تريديها.
- أما إن كنت تريد المشاعر إذًا فليتمحور تفكيرك حول المشاعر الجياشة الصادقة.
- بمعنى آخر، يستخدم قانون الجذب الفكري في إيجاد الحب وتحقيقه والوصول إليه، وعمل رابط بينك وبين من تحب بقوى معنوية تجذب بين الأفراد، فإذا أردت شخصًا ما بقوة فداوم على التفكير فيه لمدة طويلة ومستمرة، وركز على اللحظات الجميلة التي قد تجمعكم سويًا، وبذلك ينتج من هذا القانون تحقيق الجذب الفكري في الحب.
- قانون الجذب في الحب من القوانين الكونية التي تؤكد قدرة الشخص على لوصول إلى ما يحب ويريد، وتحقيق الأشياء التي يرغب بها ويريدها.
- البعض يشكك في نظرية الجذب في الحب، لكنها حقيقية بالفعل وأثبتت وجودها في كثير من التجارب الحقيقية التي تعتمد على تطبيق قانون الجذب في الحب.
يعد قانون الجذب في الحب من القوانين الكونية التي تؤكد قدرة الإنسان على الوصول إلى ما يحب وأن باستطاعته تحقيق الأشياء التي يرغب بها ويريدها بشدة. وهو من النظريات الحقيقية التي تؤكد الإيمان الحقيقي بحدوث الأشياء التي نريدها.
التخاطر
مفهوم التخاطر البسيط هو توارد وتشابه الأفكار بين شخصين.
يعد مفهوم التخاطر من الأمور القديمة وليست جديدة على عصرنا، فالبعض يراه موهبة والبعض يظن أنه شيء يمكن اكتسابها بالتدريب والممارسة، وآخرون يظنون أن الأمر خرافة ومحض خيال وطريقة جديدة للاستغلال والنصب والسرقة.
أما عن أساس التخاطر العلمي فالعلماء يظنون أن التخاطر هو إشعاعات مغناطيسية يتلقها الإنسان؛ لذا عند التحكم في الإشارات الكهرومغناطيسية بالمخ يحدث التخاطر.
من الممكن أن يحدث تحكم في أفكار وأفعال الإنسان، ومن هنا نشأت الأبحاث والتجارب العديدة حول التخاطر وأيضًا نشأت خطورة استغلال مفهوم التخاطر في السيطرة على الأشخاص وعلى تصرفاتهم.
يعتقد ظهور قانون الجذب والتخاطر أولا في الشعوب الفرعونية حيث كانوا يعتقدون وجود نشاط داخل جسم الإنسان، وكانوا يستخدمون تلك الأنشطة في حياتهم العادية.
ثم انتقلت الفكرة إلى الشعوب اليونانية، ومنها إلى عصرنا الحالي ليظهر علم البرمجة العصبية اللغوية وهو أحد أهم عناصر علم النفس الآن.
ما العلاقة بين قانون الجذب والتخاطر
هناك علاقة وطيدة إذ إن أساس حدوث التخاطر تحقيق قانون الجذب. التخاطر هو توارد الأفكار بين شخصين لذا فيجب على كل شخص منهم التركيز على الفكرة المراد حدوث التخاطر بها وجذبها فيحدث أولا الجذب ثم التخاطر بين الأشخاص.
باختصار فإن قانون الجذب هو جذب الإنسان إلى حياته أي فكرة سواء إيجابية أو سلبية، وأما التخاطر فهو توارد الخواطر من خلال إرسال موجات كهرومغناطيسية لعقل الشخص الآخر.
هل يقتصر التخاطر على من لديه الموهبة فقط؟
بالطبع كما ذكرنا التخاطر موهبة لكن مع تقدم العلم وتطور المعلومات عن النفس البشرية، والعقل البشري أصبح التخاطر أمرًا يسيرًا إلى حد ما وظهر قانون الجذب والتخاطر.
كذلك يوجد تمارين عديدة للتخاطر وشروط لإنجاحها، مثل:
- لا بد من الإيمان بوجود التخاطر.
- الثقة بالنفس والقدرة على تخاطر.
- امتلاك طاقة روحية عالية عن طريق صفاء النفس وخلوها من الأحقاد والضغائن.
- ممارسة التخاطر في مكان هادئ بعيد عن أي مؤثرات خارجية.
- وجود علاقة بين المرسل والمستقبل في التخاطر.
قانون الجذب والصحة
بالطبع لكل داء دواء، ولا أحد يستطيع إنكار حقيقة أن من أجل الشفاء من أي مرض لا بد من تناول الدواء. لكن ماذا عن الجانب الفكري والنفسي؟
كم من مريض بمرض عضال تحسنت صحته واستجاب للعلاج بشكل أذهل الأطباء. فقط بامتلاكه طاقة إيجابية أو بتركيز أفكاره على الشفاء.
الدليل على ذلك اختلاف نظرة الأطباء في علاج أي مرض الآن. إذ يحرص الأطباء على تحسين الجانب النفسي المريض، وعلى أن يركز المريض أفكاره على الشفاء.
كذلك العلاج بالإيحاء فمجرد شعور الإنسان أنه سيشفى بهذا العلاج فستجده في الغد يحكي لك عن مدى فاعليته. أما إذا كان لديه إيحاء بأن العلاج غير كافٍ أو لن يكون جيدًا بما فيه الكفاية، فإنه لن يستجيب له مهما طال الأمر.
بالتالي فاستخدام قانون الجذب في جذب الأفكار الإيجابية للشفاء له دور فعال في عملية الشفاء من الأمراض. وذلك بتحسين استجابة الجسم للعلاج.
قانون الجذب والمال
قال ملياردير ما «لقد صرت غنيًا في اللحظة التي رأيت فيها أنني كذلك، إنها مسألة وقت ليس أكثر”.
هذا هو تجسيد حقيقي لقانون الجذب، فهو ركز فكره على أمر ما وسعى لتحقيقه لكن إيمانه وإصراره كانوا من عوامل النجاح. فالعيب ليس في المال لكن في الإنسان وأفكاره، فهناك من هو غني بأفكاره ومن فقير بأفكاره. فعندما تنظر لشخص فاشل أو ناجح، انظرإلى نوعية أفكاره.
بعض الجمل ذات الطاقة الإيجابية:
إليك بعض الجمل التي تمنحك طاقة إيجابية تساعدك في تحقيق قانون الجذب عن طريق جذب الأفكار الإيجابية، مثل:
- أنا ممتن ل…
- إنه يوم جميل.
- أشعر بحال جيدة.
- أشعر بالسعادة.
- إنه لطيف.
- إنه نجاح باهر.
- أنا متحمس.
- هذا رائع.
- لدي أفضل.
- أنا متشوق.
- موقف إيجابي.
- أنا فخور.
- هذا يجعلني أبتسم.
- كان يوم جيدًا.
- كل شيء نجح بالنسبة لي.
- سوف أحقق نجاح باهر.
- انظر للمرأة وابتسم.
وغيرها من العبارات، كذلك لا بد من إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين. والبعد عن الطاقة السلبية والمواقف السيئة، وخلق جو من النجاح والتفاؤل حولك.
فالأشخاص المحيطين بك والبيئة التي تعيش بها من العوامل الأساسية للنجاح أو الفشل؛ فانتقيهم جيدًا.
أخيرًا… تحدثنا عن التخاطر وقانون الجذب، قانون الجذب ما هو إلا فرصة وبصيص أمل يتعلق به متفائل ومحب للحياة، فاغتنم فرصتك واجذب الخير والإيجابية لحياتك.