قرأت لكِ

كتاب قطار الجنة | براءة الأطفال

بينما كنت أتجول في معرض القاهرة الدولي للكتاب، صادفت كتاب قطار الجنة للروائية المبدعة «حنان لاشين».

 

انجذبت فتاتي ذات العشر سنوات إلى ألوان الكتاب المبهجة وقصصه المتنوعة، فهي تعشق القراءة وخاصةً القصص المصورة، لم أتردد في اقتناء هذا الكتاب؛ فأنا أعلم جيدًا مدى مهارة الدكتورة حنان لاشين في الكتابة، وكيف تستطيع جذب انتباه الأطفال. 

 

تتميز كتب حنان لاشين باللغة السهلة البسيطة التي تصلح لكثير من الفئات العمرية؛ لذا نقدم لكم في بنات طب ملخص كتاب قطار الجنة، ولكن في البداية هيا نعرف من هي حنان لاشين؟

 

من هي حنان لاشين؟

 

طبيبة بيطرية وكاتبة روائية مصرية، وعضو اتحاد كتاب مصر، وُلدت عام 1971م، وحصلت على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الإسكندرية، ولها العديد من المؤلفات، وقد نُشر لها عدة مقالات في المجال الاجتماعي.

 

هي زوجة وأم لثلاثة من البنين؛ كان هذا دافعًا لها أن تقدم لنا كتاب قطار الجنة من واقع خبرتها وتجربتها كأم.

 

ما كتاب قطار الجنة؟

هو عبارة عن مجموعة قصصية للأطفال في كتاب واحد، مجلد مطبوع طباعة ممتازة بألوان شيقة وجذابة للأطفال. 

 

يناقش هذا الكتاب مبادئ العقيدة بأسلوب قصصي سلس، ويحاول الإجابة على أسئلة الصغار التي غالبًا ما نعجز عن إجابتها.

 

يتنقل بنا الكتاب من قصة إلى أخرى، كل منها يركز على بعض القيم والمبادئ التي يجب غرسها في أبنائنا منذ الصغر.

 

دعونا نطرح عليكم في هذا المقال بعض أسئلة الأطفال البريئة، وكيف أجاب عنها كتاب قطار الجنة لحنان لاشين بأسلوب شيق جذاب. 

 

أين هي الجنة يا أمي؟ أنا لا أراها!

بمجرد أن يبلغ الطفل عدة سنوات، يبدأ الوالدان في توجيهه ببعض الجمل: “لا تكذب؛ الكاذب يدخل النار”، “الولد المهذب المطيع، سيدخل الجنة”، يسمع الطفل مثل هذه العبارات ولكنه غير مقتنع بها؛ فهو لم يرَ الجنة أو النار.

 

هذا ما تُحدثنا عنه الدكتورة حنان في أول قصة في كتابها بعنوان «عبد المؤمن يفكر».

 

 في شرفة البيت، يجلس عبد المؤمن مع أمه، وهي تحكي له عن الجنة وظلالها وأنهارها وحدائقها المبهجة، وكيف أن الإنسان الصالح الذي يعبد الله حق عبادته يدخلها بسلام.

 

وبعد حوار هادئ وشيق بين الأم وابنها عن وصف الجنة وجمالها، وتفسير سلس لإحدى آيات القرآن الكريم، يقول عبد المؤمن لوالدته: “أريد أن أرى الجنة حتى أصدق أنها موجودة بالفعل”.

 

بأسلوبٍ قصصي رائع، استطاعت الأم أن تقنع ابنها أن هناك حقائق كثيرة لا نراها ولكنها موجودة بالفعل، مثل: الجوع، والعطش، والحب، والهواء…

 

من هنا بدأت الأم الحديث عن أركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان ومن بينها الإيمان باليوم الآخر، فأكملت قائلة: “إن الإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بكل ما أخبرنا به القرآن وأحاديث النبي حتى وإن لم نراه، مثل: الجنة، والنار، والحساب، والجزاء”.

 

بعد عدة دقائق من انتهاء حديثهما انطلق آذان العشاء من المسجد القريب من منزلهما، فاصطحب الأب «عبد المؤمن» ليصليا في المسجد سويًا.

 

وبعد أن فرغا من الصلاة، نادى إمام المسجد عبد المؤمن، ثم أهداه سجادة صغيرة للصلاة وعطّر كفيه بالمسك، وأخبره أنه سينتظره كل يوم ليصلي معهم، وأن له جائزة كبيرة إن كان ممن يصلون في الصف الأول.

 

بأسلوبٍ رقيق، حاولت الكاتبة أن ترشد الأطفال إلى أهمية الصلاة، والحفاظ عليها، وضرورة أن يصطحب الأب ابنه إلى المسجد، كما أشارت إلى دور الإمام مع الصغار.

 

قبل أن ينام عبد المؤمن في هذه الليلة قال لأمه: “أمي… أنا أحب الله كثيرًا وأتمنى أن أراه في الجنة”.

 

نرى كيف حثت الكاتبة الطفل على تخيل الجنة ومدى جمالها، وكذلك لفتت نظره إلى نعم الله الكثيرة عليه.

 

ينتقل بنا كتاب قطار الجنة لحنان لاشين إلى قصة أخرى بعنوان «ساعة محمود».

 

ساعة محمود | ماذا تستطيع أن تفعل في دقيقة؟

في هذه القصة تحاول حنان لاشين التركيز على قيمة الوقت، من خلال سؤال تسأله الأم لولدها «محمود»: “ماذا تستطيع أن تفعل في دقيقة؟”

 

وبعد أن عدَّد محمود الكثير من الأعمال التي يمكن إنجازها في دقيقة واحدة، ذهب إلى المدرسة وقص على معلم اللغة العربية حواره مع أمه، وكيف يستطيع في دقيقة واحدة إنجاز إحدى المهام المطلوبة منه.  

 

طلب المعلم من محمود أن يطرح على زملائه في الفصل ذات السؤال.

 

 فقال أسامة: “أستطيع أن أرتدي ملابسي في دقيقة”.

 

وقالت سلمى: “أستطيع أن أرتب سريري في دقيقة”.

 

وقالت زينب: “أستطيع أن أقرأ صفحة من القرآن في دقيقة”.

 

وقالت ياسمين: “أستطيع أن أحفظ ثلاث كلمات باللغة الإنجليزية في دقيقة”.

 

وقال محمود: “وأنا أستطيع أن أغسل أسناني في دقيقة، وأستطيع أن أقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات في دقيقة، وأستطيع أن أقرأ صفحتين من كتابٍ مفيد في دقيقة”.

 

صفق له الجميع وابتسم المعلم وحياهم جميعًا، ثم قال: “الوقت مهم، والدقيقة مهمة نستطيع أن نفعل فيها الكثير، فانتبهوا لوقتكم واحسبوه بالدقيقة؛ فالوقت من ذهب”.

 

تذكر لنا الدكتورة حنان بعد ذلك تجربة بسيطة؛ لتنبيه الطفل إلى ضرورة تنظيم يومه، وكيفية ترتيب مهامه المطلوبة من حيث الضرورة والأولوية.  

 

نادت الأم على محمود وهي تقف في المطبخ، وطلبت منه أن يساعدها على إعداد تلك التجربة.

 

فأشارت إلى ثلاثة أطباق كبيرة، الأول به سكر، والثاني به ليمون صغير، والثالث به حبات كبيرة الحجم من البرتقال، وبجوارهم إناء زجاجي شفاف كبير.

 

تعجب محمود وسألها بفضول: “ما كل هذا يا أمي؟”

 

فأشارت إلى البرتقال وقالت: “هذه أهم الأشياء التي يجب أن تنجزها في يومك، مثل: استذكار دروسك، والصلاة على وقتها، أما الليمون يمثل الأشياء الأقل في الأهمية، مثل: الرسم والتلوين.

 

أما السكر فيمثل الأشياء غير المهمة، التي نستطيع الاستغناء عنها، مثل: مشاهدة فيلم كارتوني مكرر للمرة العاشرة أو النوم الزائد عن الحد الطبيعي.

 

طلبت الأم من محمود سكب هذه الأشياء داخل الإناء الزجاجي، وليبدأ أولًا بوضع السكر، ثم الليمون، ثم البرتقال؛ فوجد حينها أن الطبق قد امتلأ ولم يستطع وضع كل حبات البرتقال.

 

فاقترحت عليه الأم أن يبدأ بالبرتقال أولًا، ثم الليمون، ثم السكر، حينها استطاع محمود وضع الثلاثة أشياء في الطبق بعد قليل من التنظيم.   

 

نلاحظ في هذه القصة كيف استطاعت الدكتورة حنان لاشين بأسلوب سلس وأفكار جذابة، جذب انتباه الطفل والأم أيضًا إلى ضرورة ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت واستغلاله استغلالًا جيدًا.

 

الآن، سنتحدث عن إحدى القصص التي سمي الكتاب باسمها، وهي قصة «قطار الجنة»، فتابعوا معنا.

 

قطار الجنة | لماذا خلق الله المرض يا أمي؟

تبدأ دكتورة حنان لاشين حديثها في هذه القصة عن ثلاثة أولاد يقفون في الشرفة، ويتجاذبون أطراف الحديث، وفجأة سمعوا صوت الإسعاف آتٍ من بعيد!  

 

فصاح أحدهم: “انظر إنه جارنا العم صالح يركب سيارة الإسعاف، يبدو أنه مريض جدًا”.

 

قال الآخر: “أجل، لقد سمعته بالأمس وهو يصرخ من شدة السعال، فهو للأسف مدخن شره… عافاه الله وهداه وشفاه”.

 

جاءت الأم على صوت بكاء ابنها من الحزن على العم صالح محاولة طمأنته قائلة: “إن العم صالح لديه مشكلة صحية في بطنه تحتاج إلى عملية جراحية، وإنه للأسف يدخن السجائر ولم يستمع إلى نصيحة الأطباء بالإقلاع عنها لما فيها من سموم قاتلة، ندعو الله أن يشفيه ويعافيه”.

 

قال الولد: “لماذا خلق الله المرض يا أمي؟ إنه مؤلم”.

 

ابتسمت الأم وقالت: “إنه تذكرة إلى الجنة!”. 

 

حاولت أن تسرد الدكتورة حنان في هذه القصة العديد من المشاهد التي توضح للطفل، أن كل الأعمال الصالحة التي يؤديها الشخص من الصلاة والصيام والصدقة وحسن الخلق، ما هي إلا تذكرة إلى الجنة.

 

كذلك الابتلاءات التي قد يتعرض لها الإنسان من مرضٍ أو فقر، إذا صبر واحتسب مهدت له طريقًا إلى الجنة.

 

ونرى أيضًا كيف لفتت نظر الطفل إلى أضرار التدخين وعواقبه بأسلوب تلقائي وسلس.

 

تحاول حنان لاشين في كل قصة إثارة فضول الطفل نحو العديد من الأسئلة، وتُبين كيف تجيب الأم عن هذه الأسئلة بكل هدوء وحكمة.

 

لفت انتباهي كيف تحفز الطفل تجاه الأعمال الصالحة والصفات الحميدة، مؤكدة على ذلك بآيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

 

ما كتب حنان لاشين الأخرى؟

لها العديد من الروايات التي تناقش القضايا الاجتماعية والنفسية التي يعانيها المجتمع العربي، ومنها:

 

  • غزل البنات
  • منارات الحب
  • كوني صحابية
  • ممنوع الضحك
  • الهالة المقدسة
  • مملكة البلاغة
  • إيكادولي
  • أوبال
  • أمانوس

 

ختامًا عزيزتي، حاولت أن أقدم لكِ في هذا المقال ملخص كتاب قطار الجنة، وأن أبرز لكِ أهم النقاط التي يدور حولها الكتاب، وأتمنى أن تستمتعي بقراءته مع أبنائك؛ فهو حقًا يدعو الطفل إلى التحلي بالكثير من الآداب والقيم الجميلة.

بواسطة
بقلم: د. أميرة القطتدقيق لغوي: د. رباب جبل
المصدر
عصير الكتب

د/ أميرة القط

صيدلانية وكاتبة محتوى طبي. أعشق البحث والمعرفة وتعلم كل جديد. وأسعد بسرد المعلومات الطبية بأسلوب سلس وجذاب للقارئ. وأهتم دائمًا بكل ما يخص المرأة والطفل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى