مفيدة عبد الرحمن | أول محامية في مصر

الاسم: مفيدة عبد الرحمن محمد

اسم الزوج: محمد عبد اللطيف الخطيب

تاريخ الميلاد: 20 يناير 1914

المهنة: محامية وبرلمانية

الجنسية: مصرية

تاريخ الوفاة: 3 سبتمبر 2002 

نظرة عامة على حياتها 

مفيدة عبد الرحمن هي إحدى النساء الرائدات والملهمات في التاريخ المصري الحديث التي نحدثكم عنها اليوم في بنات طب.

كانت أول امرأة تسلك درب المحاماة في مصر بل وحققت فيه نجاحًا غير مسبوقًا دون أن تتأثر حياتها الاجتماعية؛ إذ كانت زوجة وأم لتسعة أبناء.

كانت أول امرأة تمارس مهنة المحاماة في مصر، وأول محامية مصرية تُقيد في محكمة النقض، وأول امرأة ترفع دعوى أمام المحاكم في جنوب مصر، أيضًا كانت أول امرأة في مصر والعالم العربي تترافع أمام محكمة عسكرية. أيضًا كانت أول برلمانية في مصر.

نشأة مفيدة عبد الرحمن

وُلدت مفيدة عبد الرحمن في 20 يناير عام 1914م في حي الدرب الأحمر جنوب القاهرة. كان والدها يعمل خطاطًا للمصحف الشريف؛ فقد كان موهوبًا بجمال الخط وكتب المصحف حوالي 19 مرة بيده، وكان لديه أربعة من الأبناء غيرها.

التعليم

التحقت مفيدة عبد الرحمن بمدرسة داخلية للبنات عام 1919م وهي في سن الخامسة، ثم التحقت بمدرسة السنية للبنات بالقاهرة. 

على الرغم من أن حلمها كان الالتحاق بكلية الطب، لكنها تخلت عن ذلك الحلم والتحقت بكلية الحقوق من أجل الزواج والإنجاب.

تزوجت قبل أن تكمل العشرين من عمرها عام 1933 من الناشر والكاتب الإسلامي محمد عبد اللطيف الخطيب وكان يعمل أيضًا تاجرًا للمصاحف. 

شجعها زوجها على استكمال دراستها والالتحاق بكلية الحقوق جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) لدراسة القانون عام 1935م، وكان متفهمًا جدًا ومتعاونًا، وكان لديها طفل في ذلك الوقت.

كما يقولون وراء كل امرأة عظيمة وناجحة رجل محب وزوج متفهم ومشجع؛ فعندما فوجئت مفيدة برفض عميد الكلية قبولها بعد أن علم أنها متزوجة وأم وأصر على مقابلة زوجها للحصول على موافقة كتابية منه؛ ساندها زوجها ودعمها إلى أن نجح في إقناع العميد الذي استغرب مدى إصراره على التحاقها بالكلية.

كانت أول امرأة تدرس القانون في مصر وأول زوجة تدخل الجامعة وأول أم تتخرج منها؛ إذ تخرجت مفيدة عبد الرحمن من الجامعة عام 1939 ولديها خمسة أطفال.

مفيدة عبد الرحمن هي شقيقة توحيدة عبد الرحمن أول طبيبة مصرية تتعين في مستشفى حكومي، وكانت أول امرأة تمتهن الطب في مصر. تزوجت أيضًا من المستشار محمود عبد اللطيف الخطيب شقيق زوج شقيقتها.

الحياة العملية

لم يتوقف طموح مفيدة بعد تخرجها. بل قررت وبتشجيع من زوجها أيضًا أن تخوض مهنة كانت حكرًا على الرجال في ذلك الوقت. 

كانت أول قضية تولت الدفاع والترافع فيها هي قضية “قتل خطأ وغير متعمد” واستطاعت الفوز بها وتبرئة موكلها؛ لتنال شهرة واسعة. وتتوالى عليها القضايا من القاهرة وخارجها وكانت تطلب بالاسم. بل كانت أحيانًا تترافع في بعض القضايا وهي حامل في شهورها الأخيرة.

كانت مفيدة عبد الرحمن قدوةً ورمزًا ملهمًا للمرأة المصرية لتنال حقوقها فاستمر سعيها. وقررت أن تخوض مغامرة جديدة عام 1959م. واقتحمت عالم السياسة والحياة البرلمانية وكان لديها 9 أبناء حينها. وانتخبت عضوًا بمجلس الأمة المصري (مجلس النواب حاليًا) عن دائرة الظاهرة والأزبكية بالقاهرة.

احتفظت بعضوية مجلس الأمة لمدة 17 عامًا على التوالي وكانت أول امرأة مصرية تفعلها.

خلال تلك الفترة ساهمت في العديد من الأعمال، مثل: تعديل قوانين الأحوال الشخصية، وسن بعض قوانين تنظيم الأسرة بما في ذلك قوانين الزواج والطلاق.

كيف كانت امرأة ملهمة؟

على الرغم من الحياة العملية الشاقة التي عاشتها استطاعت أن تحقق التوازن بين التزاماتها وعملها كمحامية. وبين واجباتها كزوجة وأم؛ لذا نالت لقب “الأم العاملة المثالية”. 

دائمًا ما كانت تعبر مفيدة عن امتنانها وتقديرها لزوجها خلال لقاءاتها الصحفية والإذاعية. وأنه كان مصدر الدعم والتشجيع وأنه السبب الأول لنجاحها في التوفيق بين مهامتها الحياتية المتعددة.

كانت عضوًا في مجلس نقابة المحامين، ودربت عشرات المحاميات الشابات، شغلت منصب عضو بمجلس إدارة بنك، عام 1962م. فكانت، أول امرأة تتولى ذلك المنصب حينها.

ترأست مفيد عبد الرحمن الاتحاد الدولي للمحاميات بالقاهرة، وتعاونت مع الأمم المتحدة في القضايا الخاصة بالمرأة وتنظيم الأسرة.

علاوة على ذلك، شغلت منصب رئيسة جمعية نساء الإسلام منذ عام 1960، وحتى وفاتها عام 2002.

تقاعدت مفيدة عبد الرحمن من مهنة المحاماة، بعد أن بلغت الثمانين من عمرها.

وفاتها

رحَلت مفيدة عبد الرحمن في الثالث من سبتمبر عام 2002 عن عمر يناهز 88 عامًا. بعد رحلة طويلة مليئة بالمغامرات والإنجازات وأصبحت مصدر إلهام لآلاف النساء المصريات.

تعرفنا اليوم على مفيدة عبد الرحمن أول محامية مصرية وأول من درست القانون في مصر في التاريخ الحديث.