سرطان الثدي بين الخوف والأمل
اقرئي في هذا المقال
سرطان الثدي، أعراضه وعلاجه.
قابلت صديقتي ليلي اليوم، وكان القلق باديًا على وجهها منذ بداية لقائنا…
تجاذبنا أطراف الحديث حتى أخبرتني أنها خائفة من تعرضها لسرطان الثدي بعد ما قرأت أنه وراثيّ إذ إن أمها وخالتها رحمهما الله توفيّا بذلك المريض.
حاولت طمأنتها ونصحتها بمعرفة المعلومات الصحيحة عن أعراض سرطان الثدي، وعلاجه لمعرفة ما يجب عليها فعله ودار بيننا هذا الحوار.
ما هو سرطان الثدي؟
سرطان الثدي هو أحد أكثر الأورام السرطانية انتشارًا، فهو أكثر الأورام انتشارًا في السيدات في المملكة المتحدة، و الولايات المتحدة الأمريكية.
يبدأ السرطان بنشاط غير طبيعي للخلايا السرطانية داخل نسيج الثدي وتزداد عدد تلك الخلايا وتزداد بالحجم بسرعة أكبر بكثير من خلايا الجسم الطبيعية؛ مسببة حدوث أعراض سرطان الثدي وانتشاره لبقية أعضاء الجسم في مراحل متقدمة إذا لم يُشخص ويُعالج مبكرًا.
يصيب سرطان الثدي النساء والرجال، لكنه أكثر انتشارًا بين النساء.
هل هناك أنواع لسرطان الثدي؟
تتعدد أنواع سرطان الثدي، ومن أشهرها النوع الذي يصيب الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب، الذي ينقسم بدوره إلى:
- سرطان الأقنية الكامن بالغدد المسئولة عن إنتاج الحليب “ductal carcinoma in situ” .
- سرطان الأقنية المتوغل بالغدد المسئولة عن إنتاج الحليب “invasive ductal
- السرطان الفصيصي الكامن “lobular carcinoma in situ”
- السرطان الفصيصي المتوغل “invasive lobular carcinoma”
هناك أنواع أخرى أقل انتشارًا، نذكر منها:
- أورام باجيت “paget’s disease of the nipple”
- أورام الساركوما الوعائية “angiosarcoma tumors”
أورام الثدي الحميدة
هناك أنواع أخرى من أورام الثدي تكون حميدة فيما تعارف عليها البعض خطأً بسرطان الثدي الحميد. تنقسم أورام الثدي الحميدة من حيث احتمالية تحولها إلى سرطان الثدي الخبيث إلى نوعين:
1.أورام حميدة لا تحمل خطورة للتحول إلى النوع الخبيث إلا نادرًا وأشهرها:
- الورم الغدي الليفي “fibroadenoma”
- داء الكيسي الليفي في الثدي “fibrocystic disease of the breast”
2. أورام حميدة تحمل خطورة أكبر في التحول إلى النوع الخبيث وأشهرها:
- تضخم الأقنية ” ductal hyperplasia ” .
- التضخم الفصيصي “lobular hyperplasia”
- تضخم الأقنية اللا نمطي“atypical ductal hyperplasia” .
ما هي الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟
تعد النساء فوق الأربعين عامًا الأكثر عرضة للإصابة بأعراض سرطان الثدي، إلا إنه توجد حالات عدّة لنساء أصغر عمرًا.
ما هي أعراض سرطان الثدي؟
تختلف الأعراض من حالة إلى أخرى، فنجد أعراض أورام الثدي الحميدة أكثر بطءً في النمو من أعراض سرطان الثدي الخبيث إلا إنه هناك بعض الأعراض التي يجب الانتباه لها ومراجعة الطبيب فورا، مثل:
- وجود كتلة متورمة بالثدي، يجب عرضها على الطبيب؛ لأنه وبالرغم من وجود أسباب أخرى لوجود كتلة متورمة بالثدي (مثل: الأورام الحميدة) إلا إنه يجب أن يفحصها الطبيب المختص للتشخيص وتحديد العلاج اللازم.
- وجود تغير بشكل الحلمة من أعراض سرطان الثدي التي يجب الانتباه لها وعرضها على الطبيب المختص.
- تغير شكل الجلد حول الحلمة أو تغير لونه.
- وجود إفرازات دموية من الحلمة.
- تغير شكل جلد الثدي أو ظهور نتوءات صغيرة بالجلد فيما يشبه ملمس قشر البرتقال.
هل تختلف أعراض سرطان الثدي عند المرضع عن غيرها من النساء؟
حدوث سرطان الثدي عند المرضع من الاحتمالات النادرة إذ يصاب أقل من 3% من النساء المرضعات بسرطان الثدي أثناء فترة الرضاعة.
أما إذا تحدثنا عن أعراض سرطان الثدي عند المرضع نجد أنه لا يوجد اختلاف في الأعراض، لكن لا داعي للقلق عند وجود كتلة متورمة بالثدي عند المرضع فعادةً ما تكون تلك الكتل حميدة وأشهر أسباب وجودها: التهابات الثدي، أو وجود خُراج بالثدي، أو الورم الغديّ الليفي fibroadenoma” وهو ورم حميد.
اقرئي أيضًا: أعراض سرطان الثدي.
كيف يُشخص سرطان الثدي؟
يشخص الأطباء هذا النوع من السرطان بالفحص السريري، وغالبًا ما يطلب الطبيب فحص الموجات فوق الصوتية، أو الماموجرام “mammogram” لتأكيد تشخيص الحالة.
في بعض الأحيان تؤخذ عينة من الكتلة الموجودة بالثدي، وتُحلل لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية.
ما مدى خطورة سرطان الثدي؟
سرطان الثدي كغيره من أنواع الأورام الخبيثة، في حالة تشخيص سرطان الثدي مبكرًا تكون النتيجة جيدة والعلاج أكثر فعالية.
مع ازدياد الوعي لمعرفة أعراض هذا النوع من السرطان، والتوعية بأهمية الفحص الدوري للثدي سواء الفحص الذاتي أو فحص الموجات الصوتية، فإن معدلات الشفاء منه زادت كثيرًا عن ما كانت عليه من قبل.
لكن في حالة التأخر في اكتشافه؛ فإن الحالة قد تتطور بل وتنتشر لبقية أعضاء الجسم عن طريق الأوعية اللمفاوية أو عن طريق الدم.
هل من طرق للوقاية من سرطان الثدي؟
بالرغم من أنه لا توجد طريقة مؤكدة لمنع سرطان الثدي، إلا إن الفحص الدوري للنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي يساعد كثيرًا في اكتشافه في مرحلة مبكرة جدًا؛ ومن ثمَّ علاجه في التوقيت الصحيح، الأمر الذي يمنع حدوث مضاعفات.
تلجأ بعض النساء من ذوات التاريخ المرضي لحدوث سرطان الثدي لإجراء عملية جراحية وقائية بإزالة الثدي “prophylactic mastectomy“.
قد يصف الأطباء في بعض الأحيان الأخرى بعض الأدوية مثل: مثبطات الإستروجين.
كذلك يمكن عمل بعض التحاليل مثل: الكشف عن الجينات المسؤول عن حدوث سرطان الثدي، ومن أشهرها “brca1″ و”brca2”. ومناقشة نتائج التحاليل مع اختصاصي الوراثة لتحديد الطريقة المناسبة للوقاية من أعراض سرطان الثدي.
لذا يجب على النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي مرضي لهذا النوع من السرطان مناقشة استراتيجية وسائل الوقاية المناسبة لهن مع الطبيب المختص.
ما هي العلاجات المتاحة لعلاج سرطان الثدي؟
تختلف العلاجات المستخدمة في علاج سرطان الثدي الخبيث تبعًا للمرحلة التي اُكتشف فيها المرض، و حدة أعراض سرطان الثدي ونوع السرطان الموجود بالثدي، بالإضافة إلى ما إذا كان السرطان يحمل ما يُسمى بمستقبلات هرمون الإستروجين أو البروجستيرون، كذلك يحدد عمر المريضة وقت الإصابة بسرطان الثدي نوعية العلاج المستخدمة، مع الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت المريضة تعاني حالات مرضية أخرى.
لقد تطورت طرق العلاج حديثًا؛ الأمر الذي جعل فرص الشفاء تزداد، و تهدف علاجات سرطان الثدي الخبيث عمومًا إلى إزالة الورم الخبيث الموجود بالثدي قدر الإمكان، ومنع الإصابة بالورم مرة أخرى.
العلاجات المتاحة لسرطان الثدي الخبيث
- التدخل الجراحي لاستئصال الورم “lumpectomy” أو استئصال الثدي بالكامل “mastectomy“.
- العلاج الإشعاعي الذي يستخدم موجات عالية الطاقة للتخلص من الخلايا السرطانية.
- علاج سرطان الثدي بالكيماوي الذي يقتل الخلايا السرطانية في الجسم بالكامل، وللعلاج الكيميائي بعض الآثار الجانبية مثل: الإحساس بالغثيان الشديد، وفقدان الشعر، والاجهاد الشديد.
- العلاج الهرموني الذي يستخدم الأدوية لمنع الهرمونات ولا سيما الإستروجين، لمنع نمو الخلايا السرطانية.
وأمثلة تلك الأدوية تاموكسفين “tamoxifen” وهو مناسب للسيدات من جميع الأعمار، وهناك عقار أناسترازول “anastrozole” وهو مناسب للسيدات في عمر ما بعد انقطاع الطمث.
للعلاج الهرموني بعض الآثار الجانبية مثل جفاف المهبل والإحساس بالخوف والتوتر.
- العلاجات التي تستهدف الخلايا السرطانية لمساعدة الجهاز المناعي للقضاء على الخلايا السرطانية، خاصًة تلك التي تحتوى على نسب عالية من بروتين “HER2″
- العلاج المناعي الذي يساعد الجهاز المناعي للجسم في القضاء على الخلايا السرطانية.
علاج أورام الثدي الحميدة
يتنوع علاج أورام الثدي الحميد بين المتابعة الدورية المكثفة، أو استئصال الورم تبعًا لنوعه وقابلية تحوله إلى النوع الخبيث.
كيف يمكن للمرأة المصابة بسرطان الثدي أن تعرف العلاج المناسب لها؟
يمكن أن تناقش المريضة خيارات العلاج مع طبيبها من حيث الآثار الجانبية لكل نوع من أنواع العلاج والعلاج الأنسب لحالتها، كما يفيد مريضات السرطان الالتحاق بمجموعات الدعم الخاصة بمريضات سرطان الثدي، التي تقدم الدعم المعنوي والمعلومات الصحيحة عن أعراض السرطان وتساعد النساء بالمشاركة مع الأطباء لاختيار العلاج المناسب.
ما هو الوقت المناسب لبداية الفحص الدوري للثدي؟
يُنصح النساء من عمر خمسين عاما إلي أربع وخمسين عاما بالخضوع سنويًا للفحص الدوري أشعة الماموجرام “mammogram“.
أما النساء فوق عمر خمس وخمسين عامًا فينصح بخضوعهن للفحص الدوري للثدي كل عامين.
تحتاج بعض النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي للفحص الدوري باستخدام أشعة الماموجرام “mammogram “والفحص بأشعة الرنين المغناطيسي “MRI“.
هكذا اطمأنت صديقتي بعد معرفة المعلومات الصحيحة عن أعراض سرطان الثدي وكيفية الوقاية منه وعلاجه. ودّعتها وتمنيت لها السلامة.